خسر الهلال بطولتين في أقل من أسبوع، بخلاف ما اعتاده الهلاليون من ناديهم، ففي الخسارة الأولى، واصلوا غيابهم عن تحقيق الدوري، ومن الخسارة الثانية غادروا كأس الملك، في كلتا المباراتين كان "أزرق العاصمة" هو من يفتتح التسجيل، ويظهر في الشوط الأول قويا، متماسكا ومنضبطا بدرجة عالية، وما إن يدلف اللاعبون إلى غرفة الملابس بين الشوطين، ليظهر مع صفارة الشوط الثاني، أشباح ترتدي القمصان الزرقاء، منزوعة الحماس، مسلوبة الطموح، مشتتة الذهن، ثم تقبل شباك الهلال هدف التعادل وهدفاً آخر، يعقبه ظهور الكارت الأحمر وخسارة الهلال، أعلم أنه لا يمكن أن يتقبل أي هلالي في الوقت الراهن، طرح فكرة أن اليوناني جيورجيس دونيس بريء، لا يتحمل شيئاً مما حدث، فغالبية المدرج الأزرق يراه مفلساً أضاع الهلال في بطولتين، فيما يغالي بمدحه آخرون ولا ينسبون له من الفشل شيئا، وبينهما تتوسط فئة لا تنسب له الفشل ولا ترفعه عنه بالكلية، بل تراه شريكاً مع اللاعبين والإدارة فيما يحدث. بالنسبة لنا، نرى أن دونيس جزء من المشكلة، لكنه ليس المشكلة كلها، بمعنى لو أقيل فلن يصلح حال الهلال كلياً، ولو وجدت عناصر النجاح بيده، فإن اليوناني قادر أن ينجح ويحقق بطولات جديدة، لكنّ هل ينقص الفريق أدوات النجاح؟ الهلال يفتقد كثيراً لهذه الأدوات، فمن ناحية فنية، يحتاج إلى تجديد دماء الفريق، من خلال البحث عن حارس يحمل الفريق على عاتقه، مثلما كان محمد الدعيع يفعل سابقاً، ومثل الذي يفعله محمد العويس في الشباب الآن، ويحتاج قائد يؤدي دوراً فنياً قبل أدوار القيادة، فالثنائي سعود كريري وياسر القحطاني، لم يعد لهما أثراً في التشكيلة، وفي المقدمة ينقص الهلال مهاجماً هدافاً من طراز عمر السومة، فلا يمكن أن يُربط النجاح المستقبلي بتحفيز القحطاني ليعود كما كان 2007، وإن لم يعد ؟ سيبقى الفريق يفقد بطولاته تباعاً !! إدارياً يفتقد الهلال للحزم الإداري، ففهد المفرج أدواره محدودة، ولا تأثير له على الفريق، فلو غاب لن تفقده إلا أوراق تحضير اللاعبين، ولو حضر فلن يُحدثَ الأثر الذي أحدثه طارق كيال في الأهلي. بعد الخروج من كأس الملك، ظهر الرئيس نواف بن سعد وأعلن الرحيل نهاية الموسم، مبرراً ذلك بأن الفريق أخفق في بطولتين، وطالب الشرفيين بالبحث عن إدارة جديدة ودعمها، رحيله – وإن لم يحدث – لكنه يعتبر شجاعة منه، حين خسر بطولتين غادر، ولم يتغن بالبطولتين اللتين حققهما الهلال معه هذا العام، تصريحه يكشف عن عقلية إدارية ناجحة، لا يجب أن يفرط به الهلاليون جماهير وأعضاء شرف ببساطة، لكن الواجب عليهم دعمه للمرحلة المقبلة وخصوصاً أعضاء الشرف الغائبين.