تعهد اللفتنانت جنرال هي لاي، وهو مسؤول عسكري صيني كبير، بأن بلاده «ستسحق» أي توغل أجنبي ينتهك سيادتها، لا سيما في بحر الصين الجنوبي، في وقت ذكرت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية أن فرقة القوات الخاصة البحرية الأميركية رقم 6، التي قتلت زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن عام 2011، تتدرب حالياً على مهام لمساعدة تايوان إذا غزتها الصين. ومتحدثاً لمجموعة من الصحافيين على هامش منتدى شيانغشان للأمن في بكين، قال الجنرال هي لاي: «نأمل أن يبقى بحر الصين الجنوبي بحر سلام»، لكنه أضاف «إذ حركت الولايات المتحدة عملاءها في الكواليس، وإذا دفعت دولا إلى الواجهة، أو إذا انتهى الأمر بها هي نفسها في الخط الأمامي، عندها فإن جيش التحرير الشعبي الصيني... لن يتهاون». وتوعد بأن الجيش «سيسحق بحزم أي توغل أجنبي معاد (ينتهك) حقوق ومصالح الصين الجغرافية والسيادية والبحرية»، مؤكدا أنها ستقوم بذلك بشكل حازم وفعّال. بكين تهدد بإجراءات لمنع واشنطن من نشر صواريخ متوسطة في اليابان أو الفلبين ويتصاعد التوتر منذ أشهر بين واشنطن وبكين التي تطالب بالسيادة شبه الكاملة على بحر الصين الجنوبي، خصوصا بسبب مواجهات بين الفلبين حليفة واشنطن والبحرية الصينية. وأكدت بكين، الأسبوع الماضي، أنها دافعت عن «حقوقها» بصورة «مشروعة» بعد تصادم جديد بين سفينتين لخفر السواحل الصينيين والفلبينيين في منطقة شعاب مرجانية متنازع عليها، بعد سلسلة من الحوادث المماثلة في هذه المنطقة البحرية. وتعزيزاً لمطالبها، تنشر الصين سفنا وزوارق سريعة للقيام بدوريات في بحر الصين الجنوبي، وحوّلت فيه مناطق شعاب مرجانية قريبة من الفلبين إلى جزر اصطناعية قامت بعسكرتها. وأجرت الصين والفلبين، أمس الأول، محادثات وصفها الجانبان بـ «الصريحة»، بشأن إحدى الجزر المرجانية المتنازع عليها في بحر الصين الجنوبي. وجاء في بيان لوزارة الخارجية الفلبينية «اتفق الجانبان على مواصلة المحادثات حول مجالات التعاون، خصوصا آليات التواصل في حالات الطوارئ والتعاون بين خفر السواحل والتعاون العلمي والتكنولوجي في المجال البحري». وحذّر مسؤول عسكري أميركي هذا الأسبوع نظيره الصيني، خلال اتصال عبر الفيديو، من أي «تكتيكات خطيرة، قسرية وقد تكون تصعيدية» في بحر الصين الجنوبي. غير أن هي لاي اعتبر أن تسوية نقاط التوتر الحالية «تتوقف على الولايات المتحدة»، مؤكداً أن نائب وزير الدفاع الأميركي، مايكل تشيس، سيحضر منتدى شيانغشان. وأضاف «آمل أن يستمع تشيس خلال زيارته والمحادثات التي سيجريها هنا، إلى أصوات الصين والجيش الصيني». وأشار إلى أن «الرسالة التي نرسلها إلى الولايات المتحدة هي أننا نريد أن يكون البلدان وجيشاهما شريكين وصديقين، ونريد مواصلة العلاقات بين الصين والولايات المتحدة بروح تعاون مربح للجانبين». وأفاد المنظمون بأن أكثر من 500 ممثل من حوالى 90 بلدا ومنظمة دولية سيحضرون منتدى شيانغشان للأمن. ويتوقع أن يشارك في المناقشات المقررة في المنتدى مسؤولون كبار من جيوش روسيا وباكستان وسنغافورة وإيران وألمانيا ودول أخرى. ونقلت وكالة «تاس» الروسية عن اللفتنانت جنرال هي لاي على هامش منتدى شيانغشان قوله «يمثل نشر الصواريخ الأميركية المتوسطة المدى تهديدا لأمن الدول المختلفة لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ. نعارضه بشكل قاطع وسنتخذ إجراءات قوية لمنعه». وأضاف: «بغض النظر عن موقع نشرها، سواء كان في الفلبين أو اليابان، فإن الصواريخ الأرضية المتوسطة المدى في منطقة آسيا والمحيط الهادئ ستكون أكبر تهديد لأمن المنطقة». وفي وقت سابق، قالت وزيرة القوات البرية الأميركية كريستين وورموت إن الجانب الأميركي يهتم بنشر الصواريخ المتوسطة المدى المحظورة وفق معاهدة إزالة الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى التي انسحبت منها واشنطن عام 2019، في الأراضي اليابانية. وكانت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، قالت أمس الاول إن شراكة روسيا مع الصين لا تستهدف دولا ثالثة لكن القوتين قد «توحدان القدرات» إذا واجهتا تهديدا من الولايات المتحدة. وقالت زاخاروفا في إفادة صحافية أسبوعية «من الواضح أن روسيا والصين ستردان على ظهور تهديدات صاروخية إضافية كبيرة للغاية، وسيذهب رد فعلهما لما هو أبعد من الصعيد السياسي، وهو شيء دأبت الدولتان على تأكيده». ووقع الرئيسان فلاديمير بوتين وشي جينبينغ في 2022 اتفاقية شراكة «بلا حدود»، قبل أقل من ثلاثة أسابيع من إرسال بوتين قواته إلى أوكرانيا. وفي مايو من هذا العام، اتفقا على توطيد ما أسمياه «شراكتهما الشاملة وتعاونهما الاستراتيجي» لعصر جديد. ولم تعلن الدولتان عن تحالف عسكري رسمي، على الرغم من أن بوتين وصف الدولتين في الأسبوع الماضي بأنهما «حليفان بكل معنى للكلمة». وتجري روسيا والصين مناورات عسكرية مشتركة، تضمنت مناورات بحرية بدأت الثلاثاء. «الوحدة 6» إلى ذلك، قالت «فايننشال تايمز»، نقلا عن مصادر وصفتها بالمطلعة، إن فرقة القوات الخاصة البحرية الأميركية رقم 6، التي قتلت زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن عام 2011، تتدرب حاليا على مهام لمساعدة تايوان إذا غزتها الصين. وذكرت الصحيفة البريطانية أن فريق القوات الخاصة النخبوي، المكلف ببعض المهام الأكثر حساسية وصعوبة في الجيش الأميركي، يخطط ويتدرب للتعامل مع الصراع في تايوان منذ أكثر من عام في قاعدته بفرجينيا بيتش على بعد حوالي 250 كيلومترًا جنوب شرق واشنطن. وحسب الصحيفة، فإن واشنطن لم تتوقف عن تكثيف استعداداتها منذ تحذير القائد السابق للقوات الأميركية بالمحيطين الهندي والهادي، فيل ديفيدسون، عام 2021 من أن الصين قد تهاجم تايوان في غضون 6 سنوات. ورغم أن المسؤولين الأميركيين ما فتئوا يؤكدون أن الصراع مع الصين «ليس وشيكا ولا حتميا»، فإن «فايننشال تايمز» ذكرت أن الجيش الأميركي مستمر في تسريع الاستعدادات الطارئة في ظل ما يشهده جيش «التحرير الشعبي» الصيني من تحديث، امتثالا لأوامر الرئيس شي جينبينغ بالعمل على امتلاكه القدرة على الاستيلاء على تايوان بالقوة بحلول عام 2027. ووصفت الصحيفة «الوحدة 6» هذه بأنها هي وما يعرف بقوة «دلتا» هما الأكثر نخبوية في الجيش الأميركي، مشيرة إلى أنها تتبع قيادة العمليات الخاصة المشتركة التي تشكّل جزءاً من قيادة العمليات الخاصة بالجيش الأميركي. ومع تراجع التهديد الذي تشكله «الجماعات الإرهابية» تقول الصحيفة إن قوات العمليات الخاصة انضمت إلى بقية القوات العسكرية الأميركية ومجتمع الاستخبارات في تكثيف تركيزها على الصين، وذكّرت - بهذا الصدد - بما قاله لها مدير وكالة الاستخبارات المركزية وليام بيرنز الأسبوع الماضي بأن 20 بالمئة من ميزانية وكالته مخصصة الآن للصين، وهو ما يمثل زيادة قدرها 200 بالمئة على مدى 3 سنوات.
مشاركة :