12 سبتمبر 2024/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ عقد المؤتمر العالمي للروبوتات لعام 2024 مؤخرا في بكين. وقد شارك في الإكسبو الذي أقيم على هامش هذا المعرض ما يقرب من 170 شركة روبتات صينية وأجنبية، حيث كشفت النقاب عن أكثر من 600 منتج مبتكر، بما في ذلك 27 روبوتا بشريا. شهدت صناعة الروبوتات الصينية في السنوات الأخيرة نموا سريعا، حيث اندمجت بعمق في العمل والحياة اليومية للناس. واليوم أصبحت الصين أكبر سوق ومنتج للروبوتات في العالم. وفي مدينة نينغبو، أكمل الروبوت البشري Walker S Lite الذي طورته شركة أوبتاك للروبوتات التدريب في المصنع الذكي العامل بتقنية الجيل الخامس للسيارات الكهربائية الصينية ( زيكر Zeekr ) بعد أن عمل لمدة ثلاثة أسابيع جنبا إلى جنب مع نظرائه من البشر، وقد كان قادرا على تحديد موقع عربة AGV، وحمل حمولة قصوى تبلغ 15 كجم ووضعها على الأرياف في العربة. وفقا لتشاو تشونلين مدير هذا المصنع الذكي، أصبح هذا الروبوت أول روبوت بشري في الصين يقوم بالعملية الكاملة لنقل صناديق الشحن، وعرض مستويات إنجاز المهام والصعوبات الاستثنائية ما جعله يكون في طليعة العملية الصناعية. لتلبية الطلبات الفردية المتزايدة، تنتقل الصناعة التحويلية الصينية من الأتمتة العالية إلى الذكاء الشامل. كما أضاف قائلا: "تمتلك الروبوتات البشرية التي يتيحها الذكاء الاصطناعي إدراكا متعدد الوسائط وقدرات صنع القرار المستقلة. لديهم ميزة تنافسية عند مواجهة بيئات العمل المعقدة والمتغيرة، مما يدل على إمكانات كبيرة وآفاق واسعة في التصنيع الذكي." وفقا لأحدث الإحصاءات الصادرة عن وزارة الصناعة وتكنولوجيا المعلومات الصينية، شكلت القدرة المركبة للروبوتات الصناعية المضافة حديثا في البلاد أكثر من نصف السوق العالمية على مدى السنوات الثلاث الماضية، حيث بلغ عدد الروبوتات لكل 100 ألف عامل في قطاع التصنيع في الصين 470، بزيادة 19 ضعفا في غضون عقد من الزمن. كما حققت روبوتات الخدمة تطبيقات واسعة النطاق في مجالات الخدمات المنزلية والرعاية الطبية. وتلعب الروبوتات الخاصة دورا مهما في الاستكشاف الجوي والبحري والإنقاذ في حالات الطوارئ وغيرها من المجالات الأخرى. وبصرف النظر عن الحجم المتزايد، شهدت صناعة الروبوتات في الصين زيادة مستمرة في القدرات التكنولوجية، حيث تميزت باختراقات مستمرة في التقنيات المتطورة مثل إدراك الاندماج متعدد المستشعرات والتفاعل الطبيعي بين الإنسان والآلة، والمكونات الرئيسية المتطورة بشكل متزايد مثل المخفضات وأجهزة التحكم وأنظمة المؤازرة، والأداء المحسن ومستويات السلامة للروبوتات الصناعية العاملة في اللحام والرش وخدمة الروبوتات للجراحة والخدمات اللوجستية. وإلى غاية يوليو 2024 امتلكت الصين أكثر من 190 ألف براءة اختراع فعالة متعلقة بالروبوتات، وهو ما يمثل حوالي ثلثي الإجمالي العالمي. في الوقت نفسه، أصبحت حوكمة وتنظيم صناعة الروبوتات في الصين شاملة بشكل متزايد. فقد نفذت الحكومة الصينية سياسات وتدابير فعالة، مثل خطة تطوير لصناعة الروبوتات، وخطة عمل "روبوت +"، ومعايير الصناعة للروبوتات الصناعية، كما شاركت الصين في مراجعة 26 معيارا دوليا للروبوتات، وأنشأت المنظمة العالمية للتعاون في مجال الروبوتات، وأصدرت إعلان شنغهاي بشأن حوكمة الذكاء الاصطناعي العالمي، وتعزيز التعاون الدولي في مجال بحوث أخلاقيات الروبوت وتنظيمها وحوكمتها. في حفل افتتاح المؤتمر العالمي للروبوتات لعام 2024، تم الكشف عن الروبوت البشري تيان قونغ 1.2MAX ذو المظهر الرائع والذي تمت ترقيته حديثا، حيث قام بحمل شارة المؤتمر بكلتا يديه وسار بها إلى وسط المسرح، ووضع الشعار بدقة على منصة الإطلاق، وكانت هذه هي المرة الأولى التي يُظهر فيها الروبوت البشري قدراته على تنفيذ المهام بعيدة المدى. يبلغ طول تيان قونغ 173 سم ويزن 60 كيلوغراما، ويتميز بـ 42 درجة من الحرية. وقال شيونغ يو جون المدير العام لمركز بكين للابتكار الآلي الذكي المجسد: "يحتوي هذا الروبوت على العديد من مستشعرات الإدراك البصري المدمجة وأجهزة استشعار القوة سداسية الأبعاد، وهو مجهز بوحدات قياس بالقصور الذاتي وأجهزة استشعار رؤية ثلاثية الأبعاد، ويمكنه إجراء 550 تريليون عملية حسابية في الثانية." وخلال هذا المؤتمر، ظهر 27 روبوتا بشريا على المسرح، حيث جذبت الروبوتات البشرية الكثير من الاهتمام. إذن متى سيتم تسويق هذه المنتجات ؟ قال وانغ شينغ شينغ المؤسس والرئيس التنفيذي والمدير المالي لشركة يوشو للروبوتات: "الروبوت البشري G1 الذي تم إطلاقه في مايو من هذا العام بسعر يبدأ من 99 ألف يوان، يقترب من استكمال تعديلات التصميم للإنتاج الضخم، ومن المتوقع أن يتم إنتاجه بكميات كبيرة بحلول نهاية العام." وأوضح بأن تطبيق نماذج اللغات الكبيرة والنماذج متعددة الوسائط يسرع تطور الروبوتات البشرية، لكن النموذج الكبير للأغراض العامة ضروري لدمج هذه الروبوتات في القطاعات الصناعية والخدمية. كما أضاف قائلا: "أنا متفائل وأعتقد أن هذا الإطار الزمني لن يتجاوز 5 سنوات." وقال رن لي المؤسس المشارك لمطور روبوت بشري صيني وأستاذ في جامعة جيلين: "إذا اتبعنا ترتيب التطوير، فإن المجالات الأساسية التي يمكن فيها نشر الروبوتات البشرية أولا هي خطوط الإنتاج والمواقف الخاصة مثل الفحص والصيانة، تليها الأعمال المنزلية ورعاية المسنين وسيناريوهات الخدمات الأخرى." ويتوقع وانغ خه، مدير المختبر المشترك للذكاء العام المتجسد في شركة بايدا ينخه، أن قدرات الروبوتات البشرية على إمساك الأشياء ووضعها والتعامل معها يمكن تطبيقها في المصانع وتجارة التجزئة والخدمات وغيرها من السيناريوهات الأخرى، ومن المتوقع أن تحقق نموا سريعا من مئات إلى آلاف الوحدات في العامين المقبلين. وقال: "في السنوات الـ 15 المقبلة ستنمو الروبوتات البشرية بالتأكيد لتصبح سوقا بقيمة تريليون يوان."
مشاركة :