لم يكن فارس الدهناء مجرد تاريخ حافل بالبطولات والإنجازات، بل كان بمثابة منبع للنجوم وتفريخ الابطال للمنتخبات الوطنية الذين تواجدوا عبر تلك السنين وعرفوا بحسن الأخلاق بجانب ابداعهم الفني داخل المستطيل الأخضر. هكذا كان اتفاق الماضي الجميل، اذ عرفت بعض العوائل بعشقها اللامنتهي لفارس الدهناء. ضيفنا لهذا اليوم هو لاعب من عائلة كروية، صلاح عبدالله باخشوين، شقيق اللاعب والمدرب عمر باخشوين، أحد اللاعبين الذين تواجدوا في زمن الطيبين رغم ان تواجده لم يدم طويلا بعد أن زاملته لعنة الاصابات التي أعلن على اثرها الاعتزال نهائيا عن مزاولة الكرة وظل اتفاقيا عاشقا للكيان.. باخشوين سرد بعض المقارنات ما بين اتفاق الماضي والحاضر وعن علاقته الوطيدة بشقيقه عمر عبر هذا الحوار الذي خص به الكابتن صلاح (الميدان). عرفنا بنفسك؟ صلاح عبدالله باخشوين، من سكان المنطقة الشرقية، لاعب اتفاقي سابق. ما الأندية التي لعبت لها؟ لعبت في الاتفاق فقط منذ العام ١٩٨١ وحتى ١٩٩٠م. حدثنا عن انضمامك لنادي الاتفاق؟ كنا نحب اﻻتفاق منذ الصغر أنا وشقيقي عمر، وتسجيلنا كان بمبادرة من الاستاذ والحكم الدولي خالد ذياب والكابتن عبدالعزيز بودلي عندما كنا في ثانوية الخليج بالدمام. كيف كانت بداياتك في النادي؟ كانت البداية مع شباب النادي مع المدرب القدير عبدالله يحيى، ثم مع الفريق الاول مع المدرب والاب الروحي للنادي وتاج رأسي الكابتن خليل الزياني. لم تستمر مدة طويلة في الملاعب.. لماذا؟ حياتي الرياضية كانت قصيرة جدا وذلك بسبب اصابتي بالرباط الصليبي، وفي تلك الفترة لا أنسى وقفة رئيس النادي الذهبي عبدالعزيز الدوسري الذي أرسلني للولايات المتحدة الأمريكية، وكان هذا الفعل في الحقيقة نادرا جدا ان يقوم النادي بإرسال لاعب للخارج في ظل تواضع اﻻمكانيات فهذا شيء من المستحيل نسيانه في حق عبدالعزيز الدوسري. اذا من أين كان يأتيكم الدعم في الماضي؟ من الرئيس أولا وأخيرا واعضاء الشرف ومحبي النادي. الكثير يتغنون بكرة زمان، اختصرها لنا في 3 كلمات؟ هواية، عشق، وانتماء. وهل تلك الصفات مفقودة في هذا الزمن؟ نعم، فالاحتراف مسح صورة الانتماء والعشق، واصبحت الهواية وسيلة. وماذا عن نادي الاتفاق ايام زمان؟ بطل بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وصف هذا التاريخ صعب جدا. حدثنا عن النجوم السابقين الذين زاملتهم في الاتفاق؟ عيسى وصالح خليفة، سلمان حمدان وجمال محمد والكابتن فيصل البدين وشقيقي عمر باخشوين ومروان الشيحة ومبارك الدوسري والشبح سعدون حمود وابناء الصالح عادل وزكي ومحمد المغاوث وعبدالله صالح وكثيرون، فالاتفاق كان منبعا للنجوم. من منهم مازال على تواصل معك؟ فيصل البدين وعبدالله صالح ومحمد المغلوث بصفة دورية، مازلت أتقابل مع جميع ابناء جيلي في المناسبات. ما النادي الذي كان ينافس الاتفاق في الماضي؟ المنافس الاول هو فريق النهضة ثم اصبح القادسية. وما اقوى الفرق التي كنتم تواجهونها؟ قطبا الوسطى (الهلال والنصر) وقطبا الغربية (الهلال والاتحاد). وهل كنت تخشى مقابلة أحد اللاعبين في الملعب؟ بعيدا عن الغرور، لم أكن اخشى اي لاعب. كونك من عائلة كروية، كيف كانت حياتكم اليومية؟ التمارين الكروية لها نصيب الاسد من روتيني اليومي والحديث دائما كان ومازال عن هموم الرياضة السعودية والدوريات المحلية. ماذا يعني لك شقيقك عمر باخشوين؟ صديق، واخ، وظهري وسندي بعد الله، حتى في المعسكرات كنا نفضل ان نكون مع بعض في غرفة واحدة، حتى ان التعليق كان علينا من قبل الشباب بقولهم (انتوا ما تملون من بعض؟). أخي عمر هو الشخص القريب مني في جميع الأوقات. جمهور الماضي هل يختلف عن الوقت الحالي؟ لا أرى أي اختلاف، فالتعصب مازال موجودا منذ السنين الماضية وان كان بكثرة في هذا الزمان بسبب توافر «السوشل ميديا» (تويتر - فيس بوك) وغيرها، فالتعصب غير مرتبط بزمن معين. لو عاد بك الزمان للوراء ما الذي ستقدمه للاتفاق؟ نفس ما قدمت وأكثر، الاتفاق يستحق الكثير. اذكر لنا موقفا حدث لك في الماضي لا يمكن نسيانه؟ الشئ الذي مازلت أتذكره وﻻ يمكن نسيانه عندما تنبأت بفوزنا ببطولة الدوري عام 86 -87 في اول تمرين لنا في معسكر المانيا وهمست للمهندس والكابتن عبدالحليم عمر «احنا ابطال الدوري» تبسم وقال لي ﻻ تستعجل. على ذكر البطولات، ما الانجاز الذي حققته مع الاتفاق؟ بطولة الدوري ٨٦-٨٧ وكأس الملك ١٤٠٤-١٤٠٥ وبطولة العرب. ما الفرق بين الاتفاق في الماضي والآن؟ أرى ان شعور الانتماء والولاء والتضحيات في الماضي كانت اقوى واكثر. وماذا ينقص الاتفاق ليعود قويا؟ الدعم المادي في ظل الاحتراف وتكاتف أبناء النادي من صغيرهم لكبيرهم، الاتفاق يجب ان يتسع للجميع. هل تعتقد ان الاتفاق عاد بصعوبة؟ نعم بصعوبة كبيرة، هناك عمل واضح والنتائج تعتبر أكثر من جيدة جدا وخصوصا في الأمتار الأخيرة. وبإذن الله نرى اﻻتفاق في مكانه الطبيعي كفريق منافس بإدارة اﻻخ خالد الدبل وجهود اللاعبين المخلصين. لو كنت رئيس الاتفاق ما القرار الذي ستتخذه؟ الحصول على توقيع اكبر عدد من الشركات الراعية للنادي ذات المدخول المادي بعيدا عن الدعم اللوجستي. كلمة أخيرة ! شكرا لكم على تواصلكم مع جيل الطيبين عبر صفحة (وجوه وأحداث) المميزة التي تعودنا عليها وأصبحت هي ملتقى تلك الأجيال.