دعت الكاتبة السعودية رجاء البوعلي الشباب إلى ما سمته بالقراءة الناقدة، مستعرضة تاريخ إقرار «يونيسكو» في 23 نيسان (أبريل) يوماً عالمياً للكتاب وحقوق المؤلف، تأكيداً لدور الكِتاب في رفع مستوى الوعي الإنساني، وتخليداً لذكرى عمالقة الإنتاج الفكري والأدبي العالمي، ثم تحدثت عن الكِتابة باعتبارها فناً قائماً بذاته، له أفرع ومجالات عدة. واستعرضت البوعلي، في ندوة عنوانها «الكتاب وجيل الشباب»، نظمتها كلية المانع للعلوم الصحية لمناسبة يوم الكتاب العالمي، وشهدت حضوراً متنوعاً، بعض المبادرات الثقافية العربية، التي تشجع على تأصيل «القراءة»، كبرنامج «أقرأ» لتنمية الأجيال، الذي أطلقته شركة أرامكوا السعودية في 2013، وتجددت نسخته الثالثة بحلول 2015 عبر مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي. و«تحدي القراءة العربي»، أكبر مشروع عربي لتشجيع القراءة لدى الطلاب في العالم العربي، أطلقه الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، بهدف التزام أكثر من مليون طالب بقراءة 50 مليون كتاب خلال عامهم الدراسي. واستثارت البوعلي الجمهور بسؤال «ماذا يقرأ الشباب؟» وبتفاعل جماهيري أجمع الغالبية العظمى على تفضيل فن القصة والرواية من شريحة الشباب، معتقدين بسلاسة وجاذبية الأسلوب القصصي، وقدرته على التأثير والمحاكاة بشكل أقوى. وعليه، شجعت البوعلي الحضور على التدقيق في اختيار مادة الرواية وموضوعها. واعتبرت الإقبال على الروايات الخاوية من القيمة المعرفية، تشجيعاً لسوق الأدب السطحي والرخيص. ورأت البوعلي أن تدافع الشباب على الرواية «مدعاة لتجديد الإنتاج الأدبي الرصين بالنسبة للكاتب»، داعية الشباب إلى توسيع وتنويع دائرة القراءة، وعدم الاكتفاء بالرواية فقط. وفي الندوة تطرقت إلى نتائج الدراسة، التي أجراها مركز أسبار للدراسات والبحوث والإعلام على الشباب السعودي حول شغل وقت الفراغ في القراءة، إذ حصلت الإناث على نسبة 43.8 في المئة بينما الذكور 30.8 في المئة. كما أظهرت أن المتزوجين يقرؤون بنسبة 41 في المئة وغير المتزوجين 36.1 في المئة. وسجلت المنطقة الشرقية أعلى نسبة قراءة 42.6 في المئة مقارنة ببقية المناطق في المملكة. وشددت البوعلي على ضرورة القراءة الناقدة باعتبارها حاجة معاصرة، «نتيجة لانفجار البركان المعلوماتي وتداخل القضايا والأفكار والمفاهيم، في ظل تنامي عدد المؤلفات واجتياح عدد كبير جداً من الأفراد عالم الكتابة والتأليف». وأكدت ضرورة استنهاض التفكير الناقد، «وتوسيع دائرة الإطلاع والبحث، ومراجعة مصادر متعددة، ورؤى متنوعة عن الموضوع الواحد، واستخدام عمليات التفكير العليا وتنمية القدرة على اتخاذ القرار والاختيار».
مشاركة :