ندّد البيت الأبيض الجمعة بتصريحات “بالغة الخطورة” أدلى بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي اعتبر أن حلف شمال الأطلسي سيكون منخرطا في حرب مع موسكو إذا سمح لأوكرانيا باستخدام صواريخ بعيدة المدى ضد أراض روسية. وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان-بيار في تصريح لصحافيين إن “ذاك النوع من الخطابات بالغ الخطورة”، وذلك قبيل اجتماع بين الرئيس جو بايدن ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر بشأن السماح لكييف باستخدام أسلحة بعيدة المدى على أهداف روسية. يجتمع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر والرئيس الأميركي جو بايدن الجمعة في واشنطن لبحث إن كان يتعيّن السماح لأوكرانيا باستخدام الصواريخ البعيدة المدى المقدّمة من الغرب ضد روسيا، وهو خيار يفاقم التوتر مع موسكو. وتأتي زيارة ستارمر إلى الولايات المتحدة في وقت تضغط كييف للسماح لها باستخدام الأسلحة، وقد اتّهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنيسكي الغرب بأن “خائف” حتى من مساعدة أوكرانيا في إسضقاط صواريخ يتم إطلاقها على أراضيها، خلافا لما يفعله مع إسرائيل. لكن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حذّر من أن رفع القيود المفروضة على استخدام أوكرانيا لصواريخ بعيدة المدى سيعني أن حلف شمال الأطلسي (ناتو) “في حرب” مع موسكو. وفي مؤشر يدل على تزايد التوترات، سحبت روسيا أوراق اعتماد ستة دبلوماسيين بريطانيين اتهمتهم بالتجسس، في خطوة وصفتها لندن بأنها مزاعم “لا أساس لها”. وأوردت وسائل إعلام بريطانية وأميركية أن بايدن مستعد للسماح لأوكرانيا بنشر صواريخ ستورم شادو البريطانية وذخائر فرنسية مماثلة باستخدام التكنولوجيا الأميركية، وليس أنظمة الصواريخ التكتيكية الأميركية “أتاكمز”. وقلّل البيت الأبيض من احتمالات اتخاذ أي قرار فوري خلال محادثات بايدن وستارمر الذي يجري زيارته الثانية إلى الولايات المتحدة منذ توليه منصبه في تموز/يوليو. وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي “لا أتوقع أن تفضي المناقشات إلى أي إعلان بارز، بالتأكيد ليس من جانبنا”. وقال كيربي “لا تغيير في سياستنا في ما يتعلق بالقدرة على تنفيذ ضربات بعيدة المدى داخل روسيا”، وأضاف “لا أتوقع أن يتغير ذلك اليوم”. وأفاد الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف بأن تحذير بوتين كان بالغ الوضوح. وقال “لا شك لدينا في أن هذا التصريح وصل إلى الجهات المستهدفة”. وحذّر سفير روسيا لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا في مداخلة منفصلة من أن السماح لأوكرانيا باستخدام أسلحة بعيدة المدى سيغرق حلف شمال الأطلسي في “حرب مباشرة مع… قوة نووية”. – “إنهم خائفون” – وردّا على تحذير بوتين، قال ستارمر لمراسلي وسائل الإعلام البريطانية المرافقين له إن “روسيا بدأت هذا النزاع. روسيا غزت أوكرانيا بشكل غير مشروع. بإمكان روسيا أن تضع حدا لهذا النزاع فورا”. تأتي محادثات الجمعة في وقت تشرف فيه ولاية بايدن على الانتهاء، بينما تشير الاستطلاعات إلى تقارب كبير بين المرشحين الديموقراطية كامالا هاريس والجمهوري دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية المقررة في الخامس من تشرين الثاني/نوفمبر. وغالبا ما يشيد ترامب ببوتين لكنه رفض مرارا التعبير عن دعمه لأي من الطرفين في الحرب خلال مناظرته أمام هاريس الثلاثاء، مكتفيا بالقول “أريد أن تتوقف الحرب”. ومن المقرر أن يلتقي ستارمر بايدن في البيت الأبيض في الساعة 16,30 (20,30 ت غ)، لكن ليس من المقرر أن يلتقي ترامب أو هاريس، وكلاهما يشارك في تجمّع انتخابي الجمعة. وسبق أن قال بايدن خلال مناسبة في البيت الأبيض إن ستارمر “سأل عمّا إذا بإمكانه المجيء لرؤيتي” لكنه لم يعط مزيدا من التفاصيل. في كييف، قال زيلينسكي الجمعة إنه سيجتمع مع بايدن “هذا الشهر” لعرض “خطة للنصر” بشأن كيفية إسدال الستار على عامين ونصف العام من الحرب مع روسيا. وأشار أيضا إلى أن عملية كييف الأخيرة في منطقة كورسك الحدودية في روسيا “أبطأت” تقدّم موسكو في شرق أوكرانيا. في معرض ردّه على سؤال حول سبب رفض الغرب مساعدة كييف على نحو ما يفعل مع إسرائيل على صعيد إسقاط الصواريخ والطائرات المسيرة الروسية التي تستهدف أوكرانيا، قال زيلينسكي “إنهم يخشون حتى أن يقولوا: نحن نعمل على ذلك”. – “قرار واضح” – وقال بايدن الثلاثاء إنه “يعمل” على تلبية مطالب أوكرانيا في ما يتّصل باستخدام صواريخ بعيدة المدى، في حين أجرى وزيرا الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن والبريطاني ديفيد لامي الأربعاء زيارة مشتركة نادرة إلى كييف. دعم بايدن أوكرانيا منذ الغزو الروسي وقدّم لها مساعدات بمليارات الدولارات. لكنه تجنّب المخاطرة في تقديم أنواع جديدة من الأسلحة فيما اضطرت أوكرانيا للانتظار حتى هذا العام للحصول على مقاتلات “إف-16” الأميركية الصنع. لكن مع قرب موعد الانتخابات الأميركية بدأ الوقت ينفد بالنسبة لكييف. وبدا دعم الرئيس الجمهوري السابق لكييف فاترا. وفي مناظرته مع هاريس الثلاثاء، تعهّد ترامب التوصل إلى اتفاق لوضع حد للحرب “حتى قبل أن أصبح رئيسا”، وهو اتفاق يخشى العديد من الأوكرانيين أنه قد يجبرهم على القبول بالمكاسب التي حققها الروس. في المقابل، تعهّدت نائبة الرئيس مواصلة دعم أوكرانيا بحال انتخابها. في الأثناء جدّد المستشار الألماني أولاف شولتس رفض برلين إرسال صواريخ بعيدة المدى من نوع توروس إلى أوكرانيا. وقال شولتس في معرض ردّه على سؤال بهذا الصدد “لقد اتخذت ألمانيا قرارا واضحا بشأن ما سنفعله وما لن نفعله. هذا القرار لن يتغير”. المصدر: قناة العربية
مشاركة :