أكد محمد الحمادي، مدير إدارة الرقابة على المنافذ، جاهزية المحجر البيطري في ميناء خليفة، والذي يعد الأحدث من نوعه بالدولة والمنطقة، لاستقبال نحو مليون رأس من الماشية سنوياً، مؤكداً أنه مشروع ريادي يسهم في دعم جهود إمارة أبوظبي لتحقيق الريادة العالمية في الأمن الغذائي، كما أكد أن المحجر البيطري يمثل إضافة مهمة لهذا القطاع على مستوى الإمارة والدولة، ويعمل على تخفيف الضغط والجهد عن نظرائه من المحاجر، وكذلك توفير الوقت، حيث إن معظم الاستهلاك من المواشي المستوردة يتم في إمارة أبوظبي، منوهاً إلى أن الإجراءات الحجرية المتبعة بالمحجر تطبق أعلى الاشتراطات الخاصة بالحجر البيطري، كما يُشكّل المحجر البيطري في ميناء خليفة بأبوظبي مصدراً لتنويع مصادر الاستيراد ودعم سلاسل الإمداد، واللذين يُعدّان من الركائز الأساسية في تعزيز الأمن الغذائي وضمان استدامته. وقال الحمادي: حرصت الهيئة، بالتعاون مع شركائها، على اعتماد أعلى المعايير العالمية عند تنفيذ المشروع على مساحة 32700 متر مربع، من حيث الإمكانيات والأجهزة المستخدمة، وتوفير الكوادر البيطرية، بما يضمن الفحص الشامل للماشية في وقت قياسي للتأكد من سلامتها وخلوها من الأمراض قبل تداولها في الأسواق أو حيازات التربية أو حتى إعادة تصديرها، وروعي في إنشائه توفير أقصى عمليات الرفق بالحيوان، حيث تم إنشاء 5 حظائر لاستقبال الحيوانات، منها 4 حظائر للأغنام والماعز تتسع لعدد 8700 رأس تقريباً، وحظيرة واحدة خاصة بالأبقار تتسع لعدد 961 رأساً تقريباً، بالإضافة إلى إنشاء حظيرة عزل، بهدف فصل الماشية المشتبه في إصابتها بمرض وبائي، والتي يظهر عليها الإعياء عن باقي القطيع أو الشحنة، وذلك بعد أن يتم إجراء الفحص المبدئي من قبل الأطباء البيطريين على ظهر السفينة، ثم يسمح للماشية بالنزول عند استيفاء جميع الاشتراطات الصحية. وقال إن الهدف من ذلك هو استكمال بقية الفحص والتأكد من سلامتها، وفي حال وجود ماشية مصابة بأمراض يصعب علاجها، أو تشكل خطورة على الإنسان، يتم التنسيق للتخلص منها بالطرق الآمنة مع الجهات المعنية، وفق الاشتراطات المعمول بها في هذا الشأن، وخاصة إذا كانت نسب النفوق في الشحنة تزيد على النسب المتعارف عليها نتيجة ظروف النقل والمسافات. التعامل مع الشحنات ولفت الحمادي إلى أن طريقة التعامل مع الشحنات تتم عبر مراحل قبل أن يتم إدخالها للحظائر، إذ تبدأ عملية الفحص من قبل الأطباء البيطريين، بالتنسيق مع وزارة التغير المناخي والبيئة، وجمع العينات اللازمة من الحيوانات للفحص وإصدار النتائج حسب اشتراطات الدولة، ثم الرش الآلي للماشية بأحدث الأجهزة، ومن ثم ترقيم الحيوانات برقع تعريفية معتمدة من الهيئة، ومن ثم عزل الحيوانات المصابة في الحظيرة المخصصة للعزل، وذلك قبل الدخول إلى الحظائر، والتي تتضمن معالف وأحواض شرب المياه. كما يحتوي المحجر على مخزن مخصص للعلف بمختلف أنواعه. وقال الحمادي لـ«الاتحاد» خلال جولة بالمحجر: «يأتي افتتاح المحجر البيطري بدعم من سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة، نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس ديوان الرئاسة، رئيس مجلس إدارة هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية، وبشراكة استراتيجية بين «هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية»، و«مجموعة موانئ أبوظبي ومركز أبوظبي للمشاريع والبنية التحتية»، ليمثل إضافة ونقلة نوعية، ويسهم في دعم الاقتصاد المحلي والوطني، والسلسلة الغذائية المستدامة، وأضاف: يعتبر المحجر البيطري خط الدفاع الأول لحماية الثروة الحيوانية الواردة إلى إمارة أبوظبي وبدعم سلاسل الإمداد، كما يعتبر خطوة مهمة لتعزيز منظومة الأمن الحيوي وحماية صحة الإنسان والحيوان وضمان السلامة الغذائية، حيث يدعم جهود تحقيق الريادة العالمية في مجال الأمن الغذائي. وأوضح أن تصميم المشروع تم وفقاً لأفضل الممارسات والتصاميم العالمية في مجال المحاجر البيطرية، ليضم وحدة للمختبرات البيطرية المجهزة بأحدث الأجهزة والمعدات التي يشرف على تشغيلها نخبة من الكوادر البشرية المتخصصة، كما يضم صيدلية وغرفة تشريح للتعرف على مسببات الأمراض والوقاية منها، بالإضافة إلى مرافق أخرى تضمن توفير بيئة آمنة وصحية للحيوانات الواردة إلى إمارة أبوظبي، ويتم تطبيق الإجراءات القياسية على الحيوانات الواردة للمحجر من بلد المنشأ، لضمان خلوها من الأمراض ومسبباتها، وفقاً للتشريعات النافذة. أخبار ذات صلة «الصحفيين الإماراتية» تنظم جلسة «الهوية الوطنية في الإعلام الرقمي» الإمارات والهند.. شراكة استراتيجية وروابط تاريخية أحدث التقنيات قالت فاطمة الفلاسي، أخصائي بالمختبرات البيطرية في هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية، إن المختبرات البيطرية في منطقة المحجر البيطري مزودة بأحدث التقنيات والأجهزة الداعمة للعمليات التشخيصية للأمراض، وللعينات المأخوذة من الماشية، بما يضمن التأكد من سلامتها وخلوها من الأمراض العابرة للحدود أو الأمراض الوبائية. وأضافت الفلاسي، أن عمليات استقبال العينات تتم من خلال أنظمة إلكترونية متكاملة ومترابطة، مع نظام الإبلاغ والاستجابة لدى الهيئة والجهات ذات العلاقة، ولذا فإن وجود مختبر في المحجر البيطري - «وهو ما يميز المحجر البيطري بالسعة الاستيعابية للعينات التي يمكن التعامل معها» - يساهم في تعزيز وسرعة إنجاز الإجراءات للكشف عن الأمراض الحيوانية ومنع دخولها للدولة؛ إذ إنه من خلال المحجر البيطري، والمختبرات، يتم تقليل المخاطر المرتبطة بالأمراض المشتركة بين الإنسان والحيوان، من خلال الكشف المبكّر عن الأمراض في الحيوانات المستوردة ومنع دخولها للدولة. فرص استثمارية أكد محمد الحمادي أن المحجر البيطري بميناء خليفة يسهم في ترسيخ مكانة إمارة أبوظبي الاقتصادية من خلال تنشيط تجارة المنتجات الحيوانية، وزيادة فرص الاستثمار في مجال الاستيراد وإعادة تصدير الثروة الحيوانية، بالإضافة إلى أن المحجر يدعم تطبيق معايير الرفق بالحيوان والاشتراطات الصحية للحيوانات المستوردة، كما يسهم في استقطاب الشركات المحلية والعالمية العاملة في مجال تجارة الحيوانات الحية وصناعة اللحوم. وأشار إلى أن الدولة تعتمد الدول المصدرة للحيوانات الحية لها عن طريق وزارة التغير المناخي والبيئة، وأن تطبيق الإجراءات يتم استباقياً وقبل وصولها الدولة، عن طريق إجراء عملية الحجر البيطري للحيوانات الحية، المراد تصديرها للدولة، في بلد المنشأ ولمدة 28 يوماً، مع إجراء فحوصات مخبرية معينة، وذلك حسب الوضع الوبائي للدولة المصدرة.
مشاركة :