كيف تعرض ترامب لثاني محاولة اغتيال في غضون شهرين؟ وهل ستؤثر الواقعة على مسار الانتخابات؟

  • 9/16/2024
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

كان الرئيس الأمريكي السابق "دونالد ترامب" هدفًا لمحاولة اغتيال فاشلة ثانية في الخامس عشر من سبتمبر، أي بعد 64 يومًا فقط من نجاته من المحاولة الأولى، وذلك مع دخول السباق للبيت الأبيض مراحله النهائية واحتدام المنافسة مع نائبة الرئيس الحالي "كامالا هاريس". تأتي تلك الواقعة - التي لم يصب بها المرشح الجمهوري لمنصب الرئيس المقبل بأي أذى- بعد شهرين فقط تقريبًا من إطلاق النار عليه أثناء تجمع في بنسلفانيا في الثالث عشر من يوليو. ماذا حدث؟ تم الكشف عن أحدث محاولة اغتيال فقط عندما رصد أحد عملاء الخدمة السرية الأمريكية فوهة بندقية بارزة من سياج بجوار ملعب للجولف خاص بـ "ترامب" في فلوريدا – أي ليس ساحة سياسية كما حدث في الواقعة الأولى - قبل أن يتم إطلاق النار منها. للاطلاع على المزيد من المواضيع والأخبار عن الانتخابات الأمريكية 2024 ذكر مكتب التحقيقات الفيدرالي أن "ترامب" كان على بعد يتراوح من حوالي 274 مترًا إلى 457 مترًا في ذلك الوقت، حيث كان يلعب الجولف في ناديه في ويست بالم بيتش بولاية فلوريدا مع صديقه "ستيف ويتكوف"، ولم يصب بأي أذى، وفر المشتبه به ولكن تم القبض عليه بعد ذلك بوقت قصير. رأى الشهود رجلاً يفر من مكان الحادث والتُقطت صورة لسيارته التي وصفها "ريك برادشو" رئيس الشرطة بمقاطعة "بالم بيتش" بأنها "نيسان" سوداء، وباستخدام تلك المعلومات تعقبت السلطات السيارة على الطريق السريع، وألقت شرطة مقاطعة "مارتن" القبض عليه وكان هادئًا نسبيًا عند احتجازه وتم تحديد هويته وتبين أنه "ريان روث" البالغ من العمر 58 عامًا. تم العثور على بندقية من طراز “AK-47” وحقيبة ظهر وكاميرا "جو-برو" عند سياج خارج نادي الجولف الخاص بـ "ترامب"، وأعلن مكتب التحقيقات الفيدرالي "إف بي آي" أنه يحقق في الحادث باعتباره محاولة اغتيال. وحسبما ذكر مصدر بسلطات إنفاذ القانون لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، تم اتهام "روث" في السابق بعدة جرائم في مقاطعة جيلفورد بولاية نورث كارولينا بين عامي 2002 و2010ـ، وشملت تلك الجرائم حمل سلاح ومقاومة الاعتقال والهروب وحيازة ممتلكات مسروقة. ردود الفعل أرسل "ترامب" رسالة بريد إلكتروني لحملة جمع التبرعات عقب الحادث أمس الأحد جاء فيها: أنا آمن وبصحة جيدة، لا شىء سيوقفني، لن أستسلم أبدًا. ثم أشاد بعمل جهاز الخدمة السرية في منشور كتبه على منصته للتواصل الاجتماعي "تروث سوشيال" وأجهزة إنفاذ القانون، وأضاف: لقد كان العمل الذي تم إنجازه رائعًا للغاية، أنا فخور بكوني أمريكيًا. أعربت "هاريس" وحاكم ولاية مينيسوتا والمرشح لمنصب نائب الرئيس حال فوز المرشحة الديمقراطية "تيم والز" والرئيس "بايدن" عن ارتياحهم لرصد المشتبه به قبل أن يتمكن من إطلاق النار، وأن الرئيس السابق في أمان. وكتبت "هاريس" على وسائل التواصل الاجتماعي: سعيدة لأنه آمن، العنف ليس له مكان في أمريكا، وأخبر "بايدن" مساعديه بالتأكد من أن الخدمة السرية لديها الموارد والقدرات المتاحة للحفاظ على سلامة "ترامب"، لا مكان للعنف السياسي أو لأي عنف على الإطلاق في بلدنا. وأصدرت رئيسة مؤتمر الحزب الجمهوري بمجلس النواب "إليز ستيفانيك" بيانًا ذكرت فيه: بعد الذي حدث أصبح لدى البلاد الآن واجب انتخاب "ترامب"، وتساءلت كيف سمح لقاتل من الاقتراب من "ترامب" مرة أخرى، مضيفة أنه لا يزال هناك نقص في الإجابات المتعلقة بمحاولة الاغتيال السابقة في بنسلفانيا، ونتوقع الحصول على تفسير واضح لما حدث اليوم في فلوريدا. تأثير المحاولة لم يتضح بعد التأثير السياسي لتلك الواقعة، التي تأتي قبل 50 يومًا تقريبًا من الانتخابات الرئاسية، وذلك على النقيض من المحاولة الأولى التي أثارت موجة من ردود الفعل من المشرعين حول العالم ودفعت البعض للتنبؤ بفوز "ترامب" في الانتخابات التي ستعقد في نوفمبر. فبعد محاولة الاغتيال الأولى، انسحب الرئيس الحالي "جو بايدن" من سباق الانتخابات وأعرب عن دعمه لنائبته "كامالا هاريس" التي حصلت سريعًا على دعم الحزب الديمقراطي. والآن تأتي محاولة الاغتيال الثانية، قبل أقل من شهرين من يوم الانتخابات، ولا تزال استطلاعات الرأي متقاربة بين "ترامب" ومنافسته الديمقراطية "كامالا هاريس"، وأصبحا يتنافسان على ربما مئات الآلاف من الناخبين في الولايات المتأرجحة وهي التي لا تحوي أغلبية سياسية من أي من الحزبين. كما تأتي الواقعة بعد عقد "ترامب" و"هاريس" في الأسبوع الماضي المناظرة الرئاسية الأولى بينهما – وربما تكون الوحيدة - والتي شهدت ادعاءات وانتقادات شخصية وجهها الخصمان لبعضهما. وربما يستخدم "ترامب" الأحداث الأخيرة لدعم ادعائه بأنه ضحية اضطهاد كان من المفترض أن يمنعه من الوصول للسلطة، لكن مع الوقت سيتضح ما إذا كانت محاولة الاغتيال الثانية سيكون لها تأثير سياسي أكبر من الأولى. في النهاية القرار يعود للمواطنين الأمريكيين واختيارهم في الانتخابات التي ستعقد في الخامس من نوفمبر، لكن ما إذا كانت الحادثة الأخيرة تغير فرص "ترامب" في الانتخابات لا يزال موضع شك.

مشاركة :