(كونا) - أشاد الامين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي اليوم الثلاثاء بالدور "المشرف" الذي قامت به الكويت تحت قيادة سمو أمير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح لمواجهة معاناة اللاجئين السوريين. جاء ذلك في كلمة للعربي خلال افتتاح اعمال مؤتمر منظمة المرأة العربية تحت عنوان (قضايا اللاجئات والنازحات في المنطقة العربية: الواقع والمستقبل) بمشاركة الامم المتحدة وجامعة الدول العربية وعدد من الوزراء والخبراء والمتخصصين. واعتبر العربي ان أهمية المؤتمر الذي يستمر ثلاثة ايام بمشاركة وفد كويتي برئاسة رئيسة الجمعية الكويتية للأسرة المثالية الشيخة فريحة الأحمد الجابر الصباح تكمن في تسليط الضوء على عمق هذه المأساة الانسانية غير المسبوقة في المنطقة العربية وفي الاسراع بتوفير المستلزمات الضرورية للتخفيف من معاناة المتضررات والمتضررين من هذه المأساة ومن تداعياتها الخطيرة. واشار الى ما أحدثته الصراعات المحتدمة من ضحايا ومعاقين وما خلفته من دمار شامل في بنية الدولة الوطنية وتراثها الحضاري وتدهور حاد في المقومات الأساسية لحياة الانسان من غذاء ودواء وتعليم وموجة نزوح للسكان. وقال إن ما زاد من حدة تفاقم الصراعات المتداخلة داخليا واقليميا ودوليا أنها "أفرزت نوعا جديدا من الارهاب المدمر للحياة ولروح العصر ولأشكال التطور وأصبح يتخذ من بؤر النزاعات والتوترات حاضنات له تتعدى على نوازع التطرف الديني والتخندق الطائفي". وأضاف العربي ان الحديث عن الحقوق الاساسية للمرأة العربية من حيث حقها في الحياة والكرامة الانسانية والامن والأمان والغذاء والصحة والتعليم يأتي في ظل الظروف الاستثنائية للمنطقة. وشدد على أن هذه الازمة الاستثنائية تتطلب استجابة استثنائية فيما يخص معالجة أزمة اللاجئين والنازحين وبالأخص اللاجئات والنازحات "كواجب انساني واخلاقي وسياسي وتنموي". وحث العربي الجميع على بذل الجهود والتكاتف للبحث عن حلول سريعة لانهاء معاناتهن مبينا أن تلك الظروف التي يعشن فيها "تعد في حد ذاتها انتهاكا لحقوق الانسان". وأوضح ان المؤتمر سيشهد اطلاق التقرير الذي اعدته منظمة المرأة العربية عن اوضاع ومشكلات اللاجئات والنازحات في المنطقة العربية بعد زيارة المنظمة لعدد من المخيمات ومناطق تمركز اللاجئين في اربع دول عربية. واستعرض العربي جهود الأمانة العامة لجامعة الدول العربية في هذا المجال التي من بينها اعتماد (اعلان القاهرة للمرأة العربية) و (خطة العمل التنفيذية لاستراتيجية النهوض بالمرأة في المنطقة العربية) وكذلك اطلاق الاستراتيجية الاقليمية لحماية المرأة العربية (الأمن والسلام). وأشار في الوقت ذاته الى ان "التحديات كثيرة والمعاناة الانسانية كبيرة والموارد غير كافية" متمنيا ان يتسم الطرح خلال أعمال المؤتمر ب"الشفافية" وان يتم تقديم مبادرات عملية "يمكنها ان ترفع ولو جزءا من معاناة المرأة اللاجئة والنازحة على الأقل في منطقتنا العربية". واعتبر العربي ان استمرار اكتفاء المجتمع الدولي بالادانة والتنديد يعد "سياسة سلبية غير مقبولة".
مشاركة :