فرضت إنستغرام إعدادات خصوصية أكثر صرامة على المستخدمين الأصغر سنًا على منصتها، تشمل "حسابات المراهقين" الإلزامية وأدوات رقابة أبوية تحدد المحتوى الذي يمكن للأطفال مشاهدته. ويأتي التشديد في وقت تواجه فيه المنصة التابعة لشركة ميتا تدقيقًا واتهامات بالتقصير في حماية الأطفال على التطبيق. وقالت انستغرام إن حسابات جميع المستخدمين الذين تقل أعمارهم عن 18 عامًا ستصبح خاصة تلقائيًا، وستتحول إلى "حسابات مراهقين" خلال 60 يومًا في الولايات المتحدة، والمملكة المتحدة، وكندا، وأستراليا. وسيتضمن نوع الحسابات الجديد إعدادات خصوصية وقيودًا جديدة، إذ لن يتمكن مستخدمو "حسابات المراهقين" من إرسال رسائل إلا للأشخاص الذين يتابعونهم أو يتواصلون معهم بالفعل. وسيفعل التطبيق "وضع السكون" من الساعة 10:00 مساءً حتى 07:00 صباحًا لتعزيز النوم، مع تطبيق مستوى الإعدادات "الأكثر تقييدًا" عند عرض المحتوى الحساس. وأوضحت الشركة أن المستخدمين الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و17 عامًا يمكنهم تعديل إعدادات حساباتهم، بينما يُطلب من أي مستخدم دون سن 16 عامًا الحصول على إذن الوالدين عبر حساباتهم على التطبيق. وقدمت انستغرام للآباء أدوات إشراف جديدة، منها خاصية تتيح لهم معرفة الحسابات التي يراسلها أطفالهم، دون أن يتمكنوا من رؤية محتوى الرسائل. وفي حال حاول المراهقون التهرب من القيود عبر تغيير تاريخ ميلادهم على المنصة، ستستخدم انستغرام الذكاء الاصطناعي "لتحديد هؤلاء المراهقين بشكل استباقي" وتحويل حساباتهم إلى حسابات أكثر تقييدًا، بحسب الشركة. تأثير التغييرات وفي تصريحات لصحيفة "نيويورك تايمز"، رجح الرئيس التنفيذي لانستغرام، آدم موسيري، أن تؤثر التغييرات الجديدة على شعبية التطبيق بين المراهقين. وقال: "من المؤكد أن هذه التعديلات ستؤثر سلبًا على نمو وتفاعل المراهقين، وهناك الكثير من المخاطر". وأضاف موسيري أن انستغرام "مستعدة لتحمل المخاطر من أجل التقدم والتطور". وقالت انستغرام إن القيود الجديدة ستُطبق في الاتحاد الأوروبي في وقت لاحق من هذا العام، ثم عالميًا بدءًا من أوائل العام المقبل. انستغرام للأطفال وتقترح انستغرام منذ سنوات فرض قيود على المستخدمين الأصغر سنًا على منصة التواصل الاجتماعي. وطرحت الشركة سابقًا فكرة إنشاء "انستغرام للأطفال"، وهي نسخة من التطبيق مخُصصة للأطفال دون سن 13 عامًا، لكن الخطة أُلغيت في عام 2021، وفقًا لتقارير. وفي نفس العام، قالت انستغرام إنها ستجعل الحسابات الجديدة للمستخدمين الذين تقل أعمارهم عن 16 عامًا خاصة تلقائيًا، مع السماح لهؤلاء المستخدمين بالتحويل إلى حسابات عامة دون الحاجة لإذن. وتمنع منصة التواصل الاجتماعي بالفعل جميع المستخدمين دون سن 13 عامًا من استخدام التطبيق، وتحذف حسابات القاصرين عند رصدها. دعاوى قضائية وواجهت انستغرام وشركتها الأم، ميتا، تدقيقًا من المشرعين والآباء في السنوات الأخيرة بشأن تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الأطفال. ورفع أكثر من 30 مدعيًا عامًا دعاوى ضد ميتا في أكتوبر/تشرين الأول الجاري، متهمين الشركة باستغلال الأطفال على انستغرام لتحقيق الأرباح، وأن ميتا "أحدثت تغييرًا عميقًا في الواقعين النفسي والاجتماعي" للأميركيين الأصغر سنًا. ورفع مكتب المدعي العام في نيو مكسيكو دعوى ضد ميتا في ديسمبر/كانون الأول، واتهم الشركة بإنشاء "سوق للمفترسين" على انستغرام وفيسبوك، وبالتقصير في حماية المستخدمين الأصغر سناً من المحتوى الضار. وفي جلسة استماع للجنة القضائية في مجلس الشيوخ في وقت سابق من هذا العام، اعتذر الرئيس التنفيذي لشركة ميتا، مارك زوكربيرغ، لضحايا الاستغلال الجنسي على منصات وسائل التواصل الاجتماعي، قائلاً: "لا ينبغي لأحد أن يمر بالأشياء التي عانت منها أسركم". وقالت ميتا سابقًا إنها تعمل على تطوير تقنيات جديدة وتعزيز فريق عمل مُخصص لسلامة المستخدمين عبر منصاتها، مشيرة إلى أنها تأخذ الاتهامات المتعلقة بسياساتها "بجدية بالغة".
مشاركة :