تعد حلب من أكبر مدن بلاد الشام، ومن أقدم المدن في العالم. أخذت أهميتها التاريخية كونها في منتصف الطريق بين البحر الأبيض المتوسط، وبلاد ما بين النهرين، وكونها في نهاية طريق الحرير الذي يمر عبر آسيا الوسطى. فتحت حلب بقيادة خالد بن الوليد عام 637 م. وفي عام 944 م أضحت عاصمة الدولة الحمدانية، وعاشت عصراً ذهبياً تحت حكم سيف الدولة الحمداني، وكانت أحد الثغور الهامة للدفاع عن العالم الإسلامي في وجه المد البيزنطي. احتلت حلب لفترة قصيرة بين 974-987، أثناء الصراع البيزنطي السلجوقي. وتمت محاصرة حلب مرتين أثناء الحروب الصليبية؛ عامي 1098م، و1124م، ولم تتمكن من احتلالها لمناعة تحصينها. تعرضت حلب عام 1138م لزلزال دمرها والمناطق المحيطة. انضوت حلب تحت حكم صلاح الدين في عهد الدولة الأيوبية عام 1183م. وفي عام 1260م، تم احتلالها من قبل المغول تحت قيادة هولاكو، بالتعاون مع حاكم أنطاكية بوهيموند السادس. انتصر المماليك على المغول في موقعة عين جالوت بنفس العام 1260م، بقيادة الملك المظفر سيف الدين قطز، وتم استعادة حلب. احتلها المغول مرة أخرى عام 1271م، وحررها الملك المملوكي الظاهر بيبرس. ثم استولى المغول مجدداً عليها عام 1280م، ليقوم القائد المملوكي سيف الدين قلاوون بتجهيز قواته للرد عليهم، فهرب المغول. وفي عام 1400م، احتلها تيمورلنك، وقتل فيها 20 ألفا. وبعد وفاته انسحب المغول، وتحسنت أحوالها الاقتصادية، وعادت طريقا ومعبرا للتجارة الى البحر المتوسط، حتى افتتاح قناة السويس عام 1869م، فتأثرت كثيرا. ومن الشواهد على ذيوع صيت حلب في تلك الفترة؛ ذكرها مرتين في قصص السير ويليم شكسبير عام 1606م في قصة ماكبث، وقصة عطيل. وفي عام 1920م، فصلت فرنسا شمال حلب؛ وضمتها إلى تركيا، مثل عنتاب ومرعش وأضنة ومرسين، وخسرت السكك الحديدية مع الموصل. كما أدت اتفاقية "سايكس بيكو" بفصل العراق عن سورية إلى كساد كبير في اقتصادها. وفي عام 1940م فقدت حلب الإسكندرونة، وخسرت منفذها الرئيس على البحر المتوسط. وتعد حلب العاصمة الاقتصادية لسورية، فهي تضم مصانع النسيج، ومزارع القطن، وغيرها من المنتجات. وكان أول رئيس حكومة وطنية سورية بعد الاستقلال من حلب؛ وهو سعد الله الجابري، وتلاه عدة رؤساء. والحلبي الوحيد الذي وصل إلى منصب رئيس الجمهورية هو أمين الحافظ، بدعم من حزب البعث، في يوليو 1963م. تأسست فيها حركة "الإخوان المسلمون" في سورية في عام 1937م. وجرى نزاع مسلح بينهم والحكومة بين عامي 1979و1982م، وهي ثاني مدينة سقط فيها قتلى ضمن هذا النزاع بعد حماة. وأصبحت المدينة القديمة في حلب من مواقع التراث العالمي المعتمدة لدى اليونسكو عام 1986م. وكانت "عاصمة الثقافة الإسلامية" عام 2006م. خرجت أول مظاهرة مناهضة للنظام وحزب البعث في "جمعة العزة" الموافق 25 مارس 2011م، وما زالت الثورة مستمرة الى الآن. هذه مقتطفات من تاريخ حلب الشهباء، تم اقتطافها من قراءات متعددة لمواقع الكترونية متعددة، لنعرف تاريخ هذه البلدة القديمة. د.عصام عبداللطيف الفليج
مشاركة :