توج ليستر سيتي موسمه الخرافي، وحسم لقب الدوري الإنجليزي لكرة القدم، بفضل هدية من تشيلسي بطل الموسم الماضي، الذي عاد من بعيد وأجبر جاره اللدود توتنهام على الاكتفاء بالتعادل معه 2-2 على ملعب ستامفورد بريدج، في المرحلة السادسة والثلاثين. وأنهى فريق المدرب الأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو الشوط الأول متقدماً بهدفين نظيفين، قبل أن يعادله تشيلسي في الثاني بهدفين إيفانوفيتش وهازار، ما سمح لليستر بأن يحسم اللقب التاريخي لأنه يتقدم بفارق 7 نقاط قبل مرحلتين على ختام الموسم. ومن المؤكد أن تشيلسي عوض شيئاً من خيبة تنازله عن اللقب، بتسليمه الكأس إلى ليستر على حساب جاره اللدود، ذلك أن هذا السيناريو هو الأفضل، حيث كان يعز عليه تسليم اللقب إلى أحد الفرق الكبيرة. ونجح ليستر سيتي في مخالفة كل التوقعات، بل سحر العالم الذي أصيب بالصدمة، بعدما حقق فريق الثعالب، اللقب الأول له في الدوري الإنجليزي الممتاز طوال تاريخ النادي الذي تأسس قبل 132 عاماً، وقد جاء بمثابة واحدة من كبرى المفاجآت في عالم كرة القدم، ووصفها البعض إنها معجزة القرن. وكان ليستر سيتي يتنافس بدوري الدرجة الثالثة عام 2009، وعاد إلى الدوري الممتاز فقط في الموسم الماضي، بعد أن توج بدوري الدرجة الأولى. وكاد ليستر أن يهبط من جديد، حيث قضى 140 يوماً من الموسم الماضي ضمن المراكز الأخيرة بجدول الدوري، لكنه أفلت من الهبوط بتحقيق سبعة انتصارات خلال آخر تسع مباريات له بالموسم الماضي. ورغم صحوة الفريق في المراحل الأخيرة، أقيل نيجل بيرسون، من منصب المدير الفني في يونيو/حزيران الماضي، وحل مكانه الإيطالي المخضرم، كلاوديو رانييري الذي كان قد أقيل قبلها بثمانية أشهر من تدريب المنتخب اليوناني. وبفريق لا تتجاوز القيمة الإجمالية للاعبيه 55 مليون جنيه إسترليني (81 مليون دولار)، وهو ما يقل بفارق هائل عن أندية كبرى مثل مانشستر يونايتد وتشيلسي ومانشستر سيتي وأرسنال التي يبلغ سعر لاعبيها أكثر من نصف مليار دولار، دخل ليستر سيتي هذا الموسم ومراهنات فوزه باللقب لا تتجاوز نسبتها 1 إلى 5000. ومع تألق فاردي، الذي حقق رقماً قياسياً في الدوري الإنجليزي بالتسجيل في 11 مباراة متتالية، إلى جانب النجم الجزائري، رياض محرز، ومع وجود خط دفاع صلب، حقق ليستر سيتي انطلاقة قوية ونجح في اعتلاء الصدارة في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي. وخلال فترة الاحتفال بأعياد الميلاد (كريسماس)، تراجع ليستر إلى المركز الثاني ليظن الكثيرون أن الفريق بدأ مرحلة السقوط إلى المراكز الأخيرة بالدوري. لكن الفريق استعاد توازنه وأعاد تنظيم صفوفه من جديد ليعود إلى الصدارة في منتصف يناير/ كانون الثاني الماضي، وبعدها بدأ الجميع في التساؤل ماذا لو؟ (فاز ليستر باللقب)، ولكن المدرب الإيطالي رانييري كان يتمسك دائماً بعدم الحديث عن اللقب والمبالغة في التوقعات. وفضل رانييري البقاء على أرض الواقع طوال الموسم، وأحياناً كان يقلل من إنجاز الفريق، وفضل التركيز في كل مواجهة على حدة. وتحدث رانييري فقط عندما وصل فريقه إلى النقطة 40، حيث اعتبرها النقطة المطلوبة لتفادي الهبوط. بعدها حول تركيزه إلى ضمان تأهل الفريق للمشاركة الأوروبية في الموسم المقبل، وبعد حسم بطاقة المشاركة في دوري الأبطال، ظل رانييري على موقفه، حتى تحدث أخيراً قبل أسبوعين عن إمكانية تتويج فريقه باللقب. وكان بإمكان ليستر سيتي حسم اللقب بالفوز على مانشستر يونايتد الأحد الماضي، لكن المباراة انتهت بالتعادل، ليحسم اللقب على ملعب ستامفورد بريدج، بتعادل توتنهام مع تشيلسي. هيدينك: رانييري شكرني وهو يبكي كشف الهولندي هيدينك مدرب تشيلسي عن تلقيه اتصالاً هاتفياً من الإيطالي كلاوديو رانييري مدرب ليستر سيتي لشكره على تعادل تشيلسي مع توتنهام. وقال هيدينك:لقد اتصل بي، كان صوته يرتجف، أعتقد أنه كان يبكي وقال لي شكراً 5 مرات. وقام نادي تشيلسي الإنجليزي بنشر خبر الاتصال الهاتفي بين هيدينك ورانييري على الحساب الرسمي للنادي في موقع تويتر للتواصل الاجتماعي، وقال: رانييري اتصل بهيدينك وشكره على التعادل، وعلى الطريقة التي لعب بها تشيلسي في الشوط الثاني. الفوز يساوي إقامةالمونديال في القطب الجنوبي فوز ليستر باللقب حدث نادر مثل قرار فيفا إقامة نهائيات كأس عالم 2026 في القطب الجنوبي، أو حل لغز وحش البحيرة أو نزول الفضائيين إلى الأرض، هذا ما قالته جيسيكا بريدج من شركة مراهنات التي ستدفع 3 ملايين جنيه إسترليني لزبائنها، وتابعت: هذا أكبر حدث مخالف للتوقعات، نحن في السوق منذ 130 عاماً ولم نشهد حدثاً كهذا، إنها قصة رومانسية، ورغم أنها ستكلفنا أموالاً فإننا نشكر رانييري ولاعبيه لمخالفتهم التوقعات على مدى 9 أشهر. اللاعبون الأبطال يحتفلون في منزل فاردي اجتمع لاعبو ليستر لمشاهدة مباراة توتنهام وتشيلسي في منزل المهاجم جيمي فاردي، وأظهرت لقطات مصورة نشرها المدافع كريستيان فوكس لحظات الاحتفال بعد صفارة النهاية. وقال ويس مورجان الذي جسد التحول المذهل لليستر إن روح الفريق التي لا تقهر هي التي قادته للتتويج. وقال مورجان لموقع النادي الرسمي على الإنترنت الجميع عمل بجد من أجل هذا، لم يصدق أحد أننا سنفعلها لكننا أصبحنا الآن أبطال الدوري الممتاز عن جدارة واستحقاق. وقضى مورجان 10 سنوات في الدرجات الأدنى مع نوتنغهام فورست وتذوق لذة اللعب في الدوري الممتاز للمرة الأولى في الموسم الماضي وهو في الثلاثين من العمر. وتابع لم أشهد روحاً مثل التي رأيتها بين لاعبي الفريق. نحن بمثابة إخوة. الكل شاهد ذلك في الموسم الماضي عندما توقعوا هبوطنا لكننا قاتلنا وأثبتنا خطأهم. بنينا على هذا الزخم. لكن لا أعتقد أن أحداً صدق أن هذا يمكن يحدث. وأضاف المدافع الذي سيرفع درع البطولة أمام جماهيره في مباراة ايفرتون أنتظر يوم السبت على أحر من الجمر لأضع يدي على الكأس. وقال فاردي الذي تحول من مهاجم متوسط المستوى إلى لاعب في المنتخب الإنجليزي هذا أكبر إنجاز في تاريخ ناد عظيم ونشعر كلنا بالفخر لكوننا جزءاً مما حدث. وتابع ما يجعله أكثر استثنائية أنني فعلته مع هذه المجموعة من اللاعبين. كل دقيقة من العمل الشاق في التدريبات كانت مستحقة من أجل هذه اللحظة. وقال آندي كينج اعتقدت أنني شاهدت كل شيء مع هذا النادي، لكني لم أعتقد أنني سأرى هذا. وأضاف القصة حول المكان الذي جاء منه هذا الفريق لهذه النقطة كانت مثار حديث العالم . ميسي: هذا هو السبب وراء عشقنا لكرة القدم تحدث ليونيل ميسي عن روعة عالم كرة القدم، وتأثير وفوائد اللعبة الشعبية في شتى بقاع الأرض، عندما احتفل بفوز ليستر سيتي بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز، وكتب على صفحته على موقع تويتر هذا هو السبب وراء عشقنا جميعاً لكرة القدم، تهانينا.وردد جياني انفانتينو رئيس الاتحاد الدولي (الفيفا) نفس الكلمة والوصف المعتاد عن القصة الجميلة والقصة الخيالية. وانتهج غاريث بيل لاعب ريال مدريد وجهة النظر نفسها، وكتب اللاعب الويلزي الذي سبق له اللعب لتوتنهام على موقع تويتر أشعر بحزن من أجل توتنهام لكن أوجه التهنئة لليستر، موسم رائع، أحب كرة القدم. وقال غاري لينيكر اللاعب السابق لليستر والمنتخب الإنجليزي ليستر سيتي توج بطلاً للدوري الممتاز. أكبر مفاجأة رياضية في حياتي وفريقي السابق هو من فعلها. ووعد لينيكر أن يقدم برنامج أفضل مباراة على تلفزيون هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) وهو يرتدي ملابسه الداخلية إذا توج فريقه السابق باللقب، لكن لم يتوقع كثيرون أن يقدم بالفعل على تنفيذ الوعد. وقال جون تيري مدافع وقائد تشيلسي الفائز باللقب في الموسم الماضي بعد أن حول فريقه تأخره إلى التعادل 2-2 مع توتنهام طوال الموسم كان الحديث عن أن الفريق سيخسر المباراة المقبلة لكن ليستر واصل انتصاراته واستمر في الحصول على نتائج رائعة. وأضاف أن يفعل ما فعله هذا الموسم هو أمر لا يصدق ومنح الأمل بذلك للفرق الصغيرة. وتغنت جماهير تشيلسي التي يشتهر المدرب كلاوديو رانييري بينها على الرغم من إقالته قبل 12 عاماً بعد وصول المالك رومان إبراموفيتش، باسم المدرب الإيطالي، حيث حصد لقبه الأول في الدوري بعد مسيرة تدريبية امتدت نحو 30 عاماً عبر أنحاء أوروبا. صحافة إيطاليا: رانييري ملك إنجلترا وصفت الصحافة الإيطالية الصادرة أمس مواطنها مدرب ليستر سيتي، الإيطالي كلاوديو رانييري، بملك إنجلترا، بعد ضمان فوز فريقه بلقب البريمييرليج لأول مرة في تاريخه على عكس كافة التوقعات، ليحول الواقع إلى قصة رائعة. أبرزت صحيفة (جازيتا ديلو سبورت) المحلية فوز الفريق الإنجليزي، واصفة مدربه في أحد عناوينها بالصفحة الأولى بأنه الكينج كلاوديو (الملك كلاوديو)، مشيرة إلى أن حصوله على اللقب يمثل إنجازاً كبيراً. وأبرزت الصحيفة أيضاً القصة العظيمة للمهاجم الإنجليزي جيمي فاردي، أكبر هدافي الفريق، الذي كان يعمل حتى 2010 في أحد المصانع ثم أصبح أحد نجوم كرة القدم في إنجلترا. ومن جانبها، ذكرت صحيفة (كورييري ديلو سبورت) أن الملك كلاوديو حقق أكبر إنجاز للكرة الإيطالية. ووصفت صحيفة (توتوسبورت) المدرب برانييري ملك إنجلترا، مشيرة إلى أنه مدرب اقتحم عالم الأساطير.