حدد مجلس أبوظبي للتعليم أربع فئات للمستفيدين من التقاعد والمزايا التي يمنحها المجلس للمتقاعدين، مشيراً إلى ضرورة استمرار مقدم طلب التقاعد على رأس عمله حتى نهاية العام الدراسي، فيما أشار معلمون حاليون وسابقون إلى أن مهنة التعليم فقدت جاذبيتها، وأصبحت بيئة طاردة للمواطنين، بسبب كثرة الأعباء الإدارية، ونظرة المجتمع، ومتطلبات سلم الترقي الوظيفي. سلم ترقيات واضح أكد معلم الرياضيات، خليفة مصبح النعيمي، أن تشجيع المواطنين على الالتحاق بسلك التدريس يستلزم وضع سلم ترقيات واضح، وتوفير امتيازات خاصة لمن يعمل في الميدان التربوي له ولأسرته، وتخفيف الأعباء الإدارية، وربط ساعات العمل الإضافية بالأجور الإضافية. 4234 معلماً مواطناً في أبوظبي أفادت إحصاءات حديثة، صادرة عن مركز الإحصاء في أبوظبي، بأن المواطنين العاملين في كل الوظائف التعليمية والإدارية والفنية في إمارة أبوظبي يشكلون 48.9% من إجمالي العاملين بالتعليم الحكومي في الإمارة، وتبلغ نسبة الذكور المواطنين 23.1% من إجمالي الذكور العاملين في قطاع التعليم الحكومي، فيما بلغت حصة النساء المواطنات 59.2%. وأشار التقرير إلى أن نسبة المواطنين في وظائف الهيئة التعليمية تبلغ 37.5% من اجمالي معلمي المدارس الحكومية، 50.9% منهم في مدارس مدينة العين، و46.5% يعملون في مدارس مدينة أبوظبي، و2.6% من المعلمين المواطنين يعملون في مدارس المنطقة الغربية. وتفصيلاً، أفاد تعميم صادر عن مجلس أبوظبي للتعليم، بأن الفئات الأربع، التي لها حق الاستفادة من التقاعد هي: أعضاء هيئة التدريس من الرجال عند بلوغهم سن التقاعد 60 عاماً فأكثر، مع مدة خدمة 10 سنوات، والفئة الثانية تشمل أعضاء هيئة التدريس من النساء عند بلوغهن 55 عاماً فأكثر، مع مدة خدمة 10 سنوات، وتضم الفئة الثالثة الموظفات المتزوجات أو المطلقات أو الأرامل، بشرط أن يكون لهن أولاد، مع مدة خدمة 15 عاماً، على أن يُكتفى بمدة خدمة تبلغ 10 سنوات إذا كان عمرها 50 عاماً فأكثر، فيما تختص الفئة الأخيرة بالمعلمين، رجالاً ونساءً، البالغة مدة خدمتهم 25 عاماً، بغض النظر عن العمر. في المقابل، أكد معلمون مواطنون حاليون ومتقاعدون، أن مهنة التعليم ستظل طاردة للعنصر المواطن، بسبب زيادة متاعب المهنة بصورة كبيرة، وقلة الحافز المالي والمعنوي، وافتقار المعلم للامتيازات الوظيفية، مقارنة بنظيره في القطاعات الأخرى بالدولة، وبطء وصعوبة التدرج الوظيفي، وتراجع مكانته وهيبته المجتمعية، ما دفع معلمين ذكوراً إلى العزوف عن الالتحاق بها أو الاستمرار فيها. وقال المعلمون محمد حمدان، ومريم عبدالرحمن، وسمية حسن، وخولة سلمان، إن الأعباء المكلف بها المعلم وأوقات الدوام، والتي تستمر معه عند عودته إلى المنزل، تعد أحد أسباب التناقص والعزوف الذي يشهده المجتمع في تلك المهنة. وأوضحوا أن المعلمين المواطنين لا يزاولون مهنة الدروس الخصوصية، ويعتمدون على راتبهم فقط، ما أثر كثيراً في مستواهم المعيشي، وأدى إلى تراجع نظرة المجتمع لهم، وتجرؤ بعض الطلبة عليهم. فيما أكدت معلمة اللغة العربية الحاصلة على جائزة خليفة التربوية، فئة المعلم الواعد، أسماء حسن البلوشي، أن مهنة التعليم مهنة صعبة، تحتاج إلى أن تكون لدى العاملين بها دافعية العطاء والتفاني، وإلا واجهوا صعوبات في التعامل مع معطيات العمل، مشيرة إلى أن المعلم ينهي فترة دوامه، ويستكمل عمله في المنزل لإنجاز التحضير الخاص باليوم التالي. وأوضحت أن اتجاه بعض المعلمين المواطنين إلى التقاعد أو الاستقالة، نتيجة للأعباء غير التدريسية المفروضة عليهم، مثل المهام الإدارية، والمناوبات، ورياضة الصف، وتجهيز التقارير، وتنفيذ المشروعات والأنشطة. وذكرت البلوشي أن ميدان العمل التربوي له متطلبات شكلية لا يوجد لها أي أثر أو نتائج في تقدم الطلبة الأكاديمي، وتحمّل المعلمين أعباء إضافية ترهقهم، وتنفر العاملين من الاستمرار في المهنة، وتدفع الخريجين الجدد إلى عدم الالتحاق بها، منها ملفات الإنتاج، وتنظيم تدريبات التنمية المهنية في أيام الإجازات، والدوام المبكر قبل نهاية الإجازات. فيما أكد معلم الرياضيات الفائز بجائزة خليفة التربوية، فئة المعلم المبدع، خليفة مصبح النعيمي، أن عمل المواطن في مهنة التدريس يستلزم في الأساس قناعه تامة بأهمية الدور الوطني للمعلم المواطن في غرس قيم الأجداد وأخلاقهم الحميدة، وترسيخ الهوية الوطنية في نفوس الطلاب، وذلك نظراً للمشقة الكبيرة التي يلقاها المعلم خلال مشوار عمله، ومن دون هذه القناعة لن يستمر في المجال التربوي. وقال النعيمي إن هموم مهنة التدريس تتلخص في ضبابية وعدم وضوح شروط الترقي لوظيفة إدارية، وتدني تقدير المجتمع لمهنة التعليم، وكثرة الأعباء الوظيفية المصاحبة، وكثرة الالتزامات المرتبطة بالتعليم، والتي تستلزم إتمامها خارج وقت الدوام المدرسي، مثل التحضير والتصحيح ولقاء ذوي الطلبة، وغيرها، وتساوي المُجد المبدع مع المتكاسل المتخاذل في كثير من الأوقات، والتغيير الدائم في المناهج وطرق التدريس. فيما أفادت معلمة تقنية المعلومات، الحاصلة على جائزة خليفة التربوية، فئة المعلم الواعد، خلود عبيد مبارك، بأن المعلم ينشغل بأعباء أخرى تجعله يحيد عن عمله الأساسي في تدريس الطلبة، منها الأعباء الإدارية، والتوثيق، وغيرها من التكليفات المفروضة على المعلمين، والتي تؤدي إلى تشتيتهم. وأشارت إلى أن الإقبال على مهنة التدريس موجود وسط المواطنات، على الرغم من كثرة أعبائها وتأثيرها في واجباتهن المنزلية، لكنه يغيب بين المواطنين الذكور، مطالبة بإجراء دراسة مكثفة للخروج بتوصيات قابلة للتنفيذ، تشجع المواطنين الذكور على الالتحاق بمهنة التدريس.
مشاركة :