أكد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني اليوم (الأربعاء) ضرورة تكثيف الجهود للتوصل إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار في قطاع غزة، وزيادة المساعدات الإغاثية لأهالي القطاع. جاء ذلك خلال استقباله في قصر الحسينية بعمان وفد اللجنة الوزارية العربية الإسلامية المكلفة بالتحرك الدولي لوقف الحرب على غزة، وفق بيان للديوان الملكي الأردني . وحسب البيان بحث الملك عبد الله الثاني المستجدات بالمنطقة مع الوفد، الذي يرأسه وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، إذ حذر الملك من تداعيات استمرار الحرب على غزة، ومن خطورة الهجمات والاعتداءات الإسرائيلية في الضفة الغربية على أمن المنطقة واستقرارها. وشدد الملك عبدالله الثاني على أهمية دور اللجنة في إبراز مواقف الدول العربية والإسلامية للمجتمع الدولي، والدفع نحو تحرك دولي لوقف الحرب على غزة، والعمل على إيجاد أفق سياسي لتحقيق السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين. بدوره قال وزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني أيمن الصفدي، إن اجتماع اللجنة الوزارية يأتي في إطار تنسيقي تشاوري قبيل اجتماعات الجمعية العامة في الأمم المتحدة لتنسيق المواقف العربية الذي يسعى لحشد دولي كبير، لدعم القضية الفلسطينية، مضيفا أن "هدفنا الرئيسي هو وقف العدوان على غزة، ووقف الانزلاق نحو حرب إقليمية". وأضاف الصفدي، خلال مؤتمر صحفي، عقد على هامش اجتماع اللجنة الذي عقد في عمان، اليوم أن الاجتماع أكد وقف العدوان على قطاع غزة، وأولوية ووقف التصعيد في الضفة الغربية والقدس . وأشار الصفدي إلى أننا "لا نعتقد أن إلغاء اتفاقية السلام سيخدم الأردن وفلسطين، ونوظف اتفاقية السلام لحماية مصالح الأردن ولخدمة الشعب الفلسطيني". وأوضح أن اسرائيل تدفع المنطقة كلها نحو الهاوية ، مضيفا أن التصعيد الإسرائيلي مستمر وخطير. وقال الصفدي،"سنذهب إلى الجمعية العامة بعدد من المواقف والمطالب الواضحة وسنعقد العديد من الاجتماعات هناك، وكما قلت إن الأولوية الأولى وقف العدوان على غزة، ووقف التصعيد في الضفة الغربية وفي لبنان أيضا، وتوضيح خطر استمرار السماح لهذه الحكومة الإسرائيلية الأكثر تطرفا في تاريخ إسرائيل من دفع المنطقة باتجاه الهاوية". واستضافت عمان اليوم اجتماعاً للجنة الوزارية العربية الإسلامية المكلفة بالتحرك الدولي لوقف الحرب على غزة. وحسب بيان للجنة الوزارية العربية الإسلامية فإنها بحثت خلال اجتماعها التنسيقي التحرك العربي الإسلامي المشترك خلال أعمال الأسبوع رفيع المستوى للدورة التاسعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، التي ستعقد في نيويورك الشهر الحالي في إطار جهودها لوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة. كما تناولت اللجنة إنهاء الكارثة الإنسانية غير المسبوقة، وضمان إيصال المساعدات الإنسانية إلى القطاع بشكل كاف، وإنهاء التصعيد الإسرائيلي الخطير في الضفة الغربية المحتلة، والانتهاكات للوضع القانوني والتاريخي القائم في المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، ووقف التصعيد الإقليمي. وكانت اللجنة الوزارية العربية الإسلامية شكلت بقرار من القمة العربية والإسلامية المشتركة غير العادية التي عقدت في الرياض في 11 نوفمبر العام الماضي، وكلفت بالبدء في تحرك دولي فوري باسم جميع الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية، لبلورة تحرك دولي لوقف الحرب على غزة، والضغط من أجل إطلاق عملية سياسية جادة وحقيقية لتحقيق السلام الدائم والشامل وفق المرجعيات الدولية المعتمَدة. وتضم اللجنة التي شكلت برئاسة وزير خارجية السعودية، كل من فلسطين، والأردن ومصر وقطر، وتركيا، وإندونيسيا، ونيجيريا والبحرين، والأمين العام لجامعة الدول العربية، والأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي. وقامت اللجنة منذ تكليفها بـ 14 زيارة إلى عواصم الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن وعواصم أوروبية، وعقدت لقاءات مع رؤساء دول وحكومات ووزراء خارجية، لحشد موقف دولي لوقف الحرب على غزة، وحماية المدنيين، وإدامة إيصال المساعدات الإنسانية الكافية والمستدامة إلى جميع أنحاء القطاع، واتخاذ خطوات فعالة لتنفيذ حل الدولتين، وفق البيان .