انخفضت القيمة السوقية للأسهم المحلية، أمس، بقيمة 11.46 مليار درهم، لتصل إلى 723.1 مليار درهم، حيث انخفض مؤشر سوق الإمارات المالي، الصادر عن هيئة الأوراق المالية والسلع بنسبة 1.56%، ليغلق على 4458.28 نقطة. وأرجع محللون الانخفاض إلى أسباب عدة، أبرزها مضاربات أفراد بالسوق، فضلاً عن البيع الاستباقي لبعض المستثمرين، تحسباً لإجازات الصيف واقتراب شهر رمضان، بالإضافة إلى تسوية مراكز مالية لبعض المستثمرين، ممن يقومون بعمليات الشراء بالهامش مارجن كول، والنظرة التشاؤمية لأسعار النفط والتوقعات بهبوطه، بجانب اكتتابات عدة مرتقبة. الأسهم المحلية تراجع أسهم 42 شركة أفاد تقرير لهيئة الأوراق المالية والسلع بأن عدد الشركات، التي تم تداول أسهمها أمس، بلغ 61 من أصل 128 شركة مدرجة في الأسواق المالية. وحققت أسعار أسهم 10 شركات ارتفاعاً، في حين انخفضت أسعار أسهم 42 شركة، بينما لم يحدث أي تغير على أسعار أسهم بقية الشركات. وجاء سهم شركة إعمار العقارية في المركز الأول، من حيث الشركات الأكثر نشاطاً، حيث تم تداول ما قيمته 82.23 مليون درهم، موزعة على 12.79 مليون سهم من خلال 515 صفقة. وجاء سهم شركة أرابتك القابضة في المركز الثاني، حيث تم تداول ما قيمته 80.83 مليون درهم، موزعة على 54.37 مليون سهم، من خلال 787 صفقة. وحقق سهم عمان والإمارات للاستثمار القابضة أكبر نسبة ارتفاع سعري، حيث أقفل سعر السهم على مستوى 1.29 درهم، مرتفعاً بنسبة 14.16%. وسجل سهم شركة أبوظبي الوطنية للتأمين أكبر انخفاض سعري، حيث أقفل سعر السهم على مستوى درهمين، مسجلاً خسارة بنسبة 9.09%، من خلال تداول 1073 سهماً بقيمة 2146 درهماً، تلاه سهم سوق دبي المالي، الذي انخفض بنسبة 8.39%، ليغلق على مستوى 1.31 درهم، من خلال تداول 26.51 مليون سهم. وتفصيلاً، شهدت القيمة السوقية للأسهم المحلية، أمس، انخفاضاً بقيمة 11.46 مليار درهم، لتصل إلى 723.19 مليار درهم، حيث انخفض مؤشر سوق الإمارات المالي الصادر عن هيئة الأوراق المالية والسلع بنسبة 1.56%، ليغلق على 4458.28 نقطة. وتراجع المؤشر العام لسوق أبوظبي للأوراق المالية بنسبة 1.96%، مغلقاً عند مستوى 4382.11 نقطة، كما تراجع مؤشر سوق دبي المالي بنسبة 1.81%، مغلقاً على 3324 نقطة. البيع الاستباقي من جانبه، قال مدير التداول في شركة ضمان لتداول الأسهم، أحمد عبدالواحد، إن هناك عوامل عدة أسهمت في تراجع الأسواق، منذ بداية الأسبوع الجاري، وزادت حدتها خلال جلسة أمس، وكان من أبرز هذه العوامل مضاربات صغار المستثمرين، حيث شهدت الأسواق مبيعات مكثفة، بهدف تسوية مراكزهم المالية، بجانب وجود زيادة ملموسة في عمليات (المارجن كول) بالسوق، في مقابل تمسك الصناديق والمؤسسات بالأسهم، ورفض بيعها. وأضاف أن البيع الاستباقي من قبل البعض، تحسباً للاكتتابات المتوقع طرحها في الأسواق خلال 2016، أسهم أيضاً في تراجع الأسواق أمس، مشيراً إلى اكتتابات مهمة سيتم طرحها، خلال الفترة المقبلة، في الأسواق تراوح قيمتها بين خمسة وثمانية مليارات درهم بنهاية العام الجاري، حيث يقوم عدد من المستثمرين بتسييل جانب من محافظهم، استعداداً للدخول في الاكتتابات المرتقبة. وأكد أن جانباً من عمليات البيع الاستباقي يأتي تحسباً لإجازات الصيف. ولفت إلى أن النظرة التشاؤمية لأسعار النفط والتوقعات بنزولها، تعتبر من العوامل الأخرى التي أثرت سلباً في الأسواق منذ بداية الأسبوع الجاري. بدوره، قال رئيس قسم الاستثمارات في مجموعة شركات الزرعوني، وضاح الطه، إن السوق تسيطر عليها تداولات الأفراد، منذ بداية الأسبوع، مرجعاً ذلك إلى عمليات البيع الاستباقي، تحسباً لبدء إجازة الصيف وقدوم شهر رمضان، بالإضافة إلى المضاربات، تخوفاً من إمكانية هبوط السوق مرة أخرى. وأضاف أنه رغم النتائج المالية الجيدة لعدد من الشركات المدرجة، إلا أن الأسواق لم تتعامل بإيجابية معها، وأصبح المستثمرون يعتمدون أكثر على التحليل الفني، وليس التحليل المالي، مشيراً إلى أن سوقي دبي وأبوظبي كسرا نقاط دعم مهمة، جراء هذه العمليات العشوائية. أسعار النفط وأشار الطه إلى أن التوقعات التشاؤمية، بشأن أسعار النفط، مازالت لها آثار سلبية في السوق، موضحاً أن هذه التوقعات تنطلق من إمكانية زيادة السعودية لحجم إنتاجها من النفط، بما يراوح بين 350 و500 ألف برميل، مع قدوم فصل الصيف. من جهته، أكد المحلل المالي، نبيل فرحات، أن الارتباط بأسعار النفط له آثار سلبية في السوق، على الرغم من انخفاض الدولار، والذي يعد العامل الإيجابي الوحيد الموجود في الفترة الحالية، متوقعاً أنه مع استمرار هبوط الدولار، من الممكن أن يرتفع النفط مرة أخرى. ولفت فرحات إلى أن البيع الفردي، بجانب تزايد الضغوط البيعية على الأسهم القيادية، واستكمال جني الأرباح بالأسهم المتوسطة، أسهم في تراجع الأسواق، مشيراً إلى كسر سوقي دبي وأبوظبي نقاط مقاومة مهمة، منذ بداية الأسبوع الجاري.
مشاركة :