أكدت منظمات إغاثة إنسانية تابعة للأمم المتحدة أن إسرائيل منعت دخول 83% من المساعدات الغذائية إلى غزة بعد مرور عام تقريباً على الحرب في قطاع غزة. وأوضح بيان صحفي أصدرته 16 منظمة إغاثة أن نسبة المساعدات الممنوعة، ارتفعت من 34% في عام 2023 إلى 83%، ما أدى إلى تقليص وجبات السكان من وجبتين إلى وجبة واحدة في اليوم. وأشار البيان إلى أن حوالي 50 ألف طفل تتراوح أعمارهم بين 6 و59 شهراً بحاجة ملحة للعلاج من سوء التغذية بحلول نهاية العام. وشددت المنظمات الموقعة، على أن تقديم المساعدات يعد الخيار الوحيد المتاح في ظل الظروف الحالية، بسبب العجز في إدارة الوضع الإنساني. وأضافت أن التنسيق لتقديم المساعدات يواجه تأخيراً كبيراً موضحةً أنه تم تنفيذ 37 فقط من أصل 94 مهمة إنسانية في شمال غزة خلال الفترة من 1 إلى 15 سبتمبر الجاري و50% من 243 مهمة جنوب غزة. وحذر خبراء غربيون، من أن استمرار المعارك، وما يرافق ذلك من تصاعد للتوتر الإقليمي على جبهات مختلفة، يؤكد ضرورة تكثيف الجهود لوقف القتال، وإطلاق عملية واسعة لإغاثة أكثر من مليونيْ مدني في القطاع. وحذر الخبراء من أن مخاطر اندلاع حرب إقليمية أوسع نطاقاً لا تزال قائمة وبشدة، خاصة في ظل غياب أي أفق لإيجاد وقف لإطلاق النار، وعدم وجود استراتيجية واضحة، من شأنها إسدال الستار على الحرب. وأشار الخبراء الغربيون، إلى أنه على الرغم من أن وتيرة سقوط الضحايا في غزة، ربما تكون قد تباطأت في الآونة الأخيرة، فإن ذلك لا ينفي أنها لا تزال مستمرة بلا هوادة، وسط تفاقم المعاناة الإنسانية وشح الخدمات الأساسية وانهيار القطاع الصحي ومرافق الصرف الصحي. ويفاقم من هذه الأزمة، اضطرار غالبية سكان ذلك الجيب الساحلي الفلسطيني المنكوب، ممن لم تعد لديهم منازل لكي يعودوا إليها، للنزوح عدة مرات منذ اندلاع الحرب، وذلك بعد أن غطت أوامر الإخلاء التي تصدر تباعا، قرابة 90% من مساحة القطاع. ووفقا لتقرير نشرته صحيفة «الجارديان» البريطانية، أعرب الخبراء عن مخاوفهم، من أن التوصل إلى أي وقف لإطلاق النار في غزة وإن كان مؤقتاً، لن يعني بالضرورة وضع حد للتزايد المطرد في حصيلة ضحايا الحرب هناك، وذلك جراء الظروف الإنسانية المتردية بشدة في القطاع، وتفشي الأمراض والأوبئة التي تهدد كثيرا من سكانه. وشدد الخبراء على أن استمرار الوضع الكارثي الراهن، وانشغال الولايات المتحدة في انتخاباتها الرئاسية المرتقبة، يُذكيان المخاوف من اتساع وشيك محتمل لرقعة الصراع، وذلك على وقع تدهور الوضع الأمني في الضفة الغربية، وتصاعد التوتر بشكل حاد بين إسرائيل ولبنان.
مشاركة :