ورغم أن اسمه ليس متداولا في الأوساط العامة، شأنه شأن غالبية قادة الحزب الأمنيين والعسكريين الذين غالبا ما يُعرفون حتى في أوساطه الداخلية بأسمائهم الحركية، إلا أن قوة الرضوان التي يقودها تعرف بمقاتليها الأشداء وبكونها رأس حربة في المواجهات الميدانية. وعقيل، أو الحاج عبد القادر، وهو اسمه الحركي، هو ثاني قيادي عسكري من الصف الأول في حزب الله يُقتل بنيران اسرائيلية منذ بدأ الحزب في الثامن من تشرين الأول/أكتوبر قصف مواقع عسكرية اسرائيلية من جنوب لبنان، "دعما" لحماس و"اسنادا" لمقاومتها، غداة اندلاع الحرب بين الدولة العبرية وحركة حماس في قطاع غزة. ويقول مقربون من حزب الله إنه كان الرجل الثاني في الهيكلية العسكرية للحزب بعد فؤاد شكر الذي كان يتولى قيادة عمليات الحزب في جنوب لبنان حتى اغتياله بضربة إسرائيلية في الضاحية أيضا في 30 تموز/يوليو. وقوة الرضوان هي بمثابة رأس الحربة لحزب الله في القتال البري والعمليات الهجومية. وتردد اسم هذه القوة مراراً منذ بدء التصعيد قبل أكثر من 11 شهرا، وطالبت اسرائيل، وفق ما نقل وسطاء دوليون الى مسؤولين لبنانيين، بإبعادها عن حدودها الشمالية. وبحسب مصدر مقرّب من الحزب، فالرضوان هي القوة الهجومية الأبرز لحزب الله، وعناصرها مدرّبون على الاقتحامات بما في ذلك التوغل عبر الحدود. ويشارك هؤلاء منذ أشهر في الهجمات على اسرائيل التي تتم من خلال راجمات الصواريخ والصواريخ المضادة للدروع والمسيّرات. تضم هذه الوحدة الخاصة مقاتلين من ذوي الخبرة قاتل بعضهم خارج لبنان. وغالبا ما يكونون في الخطوط الامامية. والى جانب عقيل وشكر، خسر حزب الله منذ بدء التصعيد اثنين من قادة مناطقه العسكرية الثلاث في جنوب لبنان، وهما محمّد نعمة ناصر الذي قتل بغارة اسرائيلية استهدفت سيارته في منطقة صور في 3 تموز/يوليو، وطالب عبدالله بضربة على منزل كان داخله في بلدة جويا في 11 حزيران/يونيو. وخسرت كذلك قوة الرضوان عددا من قيادييها الميدانيين أبرزهم وسام الطويل الذي قتل مطلع العام باستهداف سيارته في جنوب لبنان. "إرهابي عالمي" على غرار فؤاد شكر، فإن عقيل من بين قادة حزب الله المدرجين على قوائم الإرهاب الأميركية. وسبق لوزارة الخزانة الأميركيّة أن عرضت مكافأة تصل إلى سبعة ملايين دولار لمن يقدم معلومات عنه. وقالت واشنطن إن عقيل "زعيم رئيسي" في الحزب، وعضو في المجلس الجهادي، الهيئة العسكرية الأعلى في الحزب. وكان عقيل، وفق الخزانة الأميركية، عضوا رئيسيا في تنظيم "الجهاد الإسلامي"، الخلية المرتبطة بحزب الله التي تبنّت عام 1983 تفجير السفارة الأميركية في بيروت، ما أوقع 63 قتيلا، والهجوم على ثكنات مشاة البحرية الأميركية ما أسفر عن مقتل 241 عسكريا أميركيا. وتتهم واشنطن حزب الله المدعوم من إيران، بالهجوم على مقرّ المارينز. كما تتّهم عقيل بالتورط في احتجاز رهائن أميركيين وألمان في لبنان في أواخر الثمانينيات وتفجيرات في باريس عام 1986. عام 2015، صنفت الخزانة الأميركية عقيل وشكر على قائمتها للإرهاب وفرضت عليهما عقوبات. وفي 2019، صنّفت وزارة الخارجية عقيل على أنه "إرهابي عالمي". وتخطت نشاطات عقيل حدود لبنان، خصوصا الى سوريا المجاورة، حيث يقاتل حزب الله بشكل علني منذ العام 2013 دعما لقوات النظام السوري.
مشاركة :