بدأ موسم الانتخابات الرئاسية رسمياً في الولايات المتحدة، أمس الأول، مع فتح مراكز الاقتراع أبوابها لبدء عمليات التصويت المبكر في 3 ولايات هي فرجينيا ومينيسوتا وداكوتا الجنوبية، قبل حوالي شهر ونصف الشهر من يوم الاقتراع في الخامس من نوفمبر المقبل. وبعدما أصبح التصويت المبكر شائعاً في العقد الماضي، توقع الخبراء أن عدداً كبيراً من الناخبين سيدلون بأصواتهم مبكراً في موسم الانتخابات الجاري. وفي انتخابات عام 2020، أدلى أكثر من 69 في المئة من الناخبين بأصواتهم في الانتخابات، إما من خلال الاقتراع عبر البريد أو التصويت الشخصي المبكر، وفقاً لبيانات جمعها مختبر علوم بيانات الانتخابات التابع لمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا. وأظهرت البيانات، أن هذه النسبة كانت تبلغ 40 في المئة بانتخابات عام 2016، مقابل 33 في المئة بانتخابات عام 2012. وكثيراً ما انتقد ترامب كل أشكال التصويت المغايرة، لتلك التي تتم في اليوم الانتخابي المحدد، وحمّل مراراً المسؤولية في هزيمته الانتخابية أمام الرئيس جو بايدن عام 2020 للاقتراع البريدي، كما يشكك أحياناً في التصويت المبكر، رغم الجهود التي تبذلها حملته للترويج له. وتسمح معظم الولايات الأميركية بالتصويت حضورياً أو بالبريد، لكن ولايتي مينيسوتا وداكوتا الجنوبية أتاحتا الفرصة أمام الناخبين، اعتباراً من أمس الأول، للإدلاء بأصواتهم عبر تسليم أصواتهم الغيابية شخصياً إلى مكاتب الانتخابات أو المواقع المحددة الأخرى بدلاً من إرسالها بالبريد. وكانت السلطات في فرجينيا أكدت أنه ليس على الناخب تقديم أي عذر أو إثبات للإدلاء بصوته مبكراً، على أن يلتزم بتقديم إثبات الشخصية الضروري للسماح له بالتصويت. الفرز اليدوي من جهة أخرى، وافقت اللجنة الانتخابية في ولاية جورجيا التي تميل إلى الجمهوريين، على قرار مثير للجدل يلزم المقاطعات بفرز بطاقات الاقتراع يدوياً، ما أثار مخاوف من حدوث تأخير وفوضى في السباق الرئاسي. وجاء في النص أن القرار «سيضمن فرزاً آمناً وشفافاً ودقيقاً للأصوات بطلبه إجراء عملية منهجية إذ يتم الفرز يدوياً بشكل مستقل من ثلاثة مسؤولين محلفين»، في حين يحذر منتقدون وخبراء قانونيون من أن القرار سيؤدي إلى تأخير وارتباك، ومن المتوقع أن يطعن فيه معارضون. نفاق وإنفاق يأتي ذلك، في حين شنّت المرشحة الديموقراطية كامالا هاريس هجوماً على «النفاق الجمهوري» فيما يتعلق بمسألة الإجهاض. وألقت هاريس في تجمع في أتلانتا بولاية جورجيا أحد أقوى خطاباتها، محمّلة ترامب مسؤولية حظر الإجهاض في الولاية الذي تسبب في وفاة امرأتين. وقالت وسط هتافات حضور كانت أغلبيته من النساء: «هؤلاء المنافقون يريدون التحدث عن أن هذا يصب في مصلحة النساء والأطفال». وبينما يفاخر ترامب بأنه مهّد الطريق لإلغاء حق الإجهاض على المستوى الوطني في 2022، ما دفع 20 ولاية بفرض حظر تام على الإجهاض أو تقييده، سلطت هاريس الضوء مجدداً على المسألة في تجمع حاشد في ماديسون، المدينة التي تميل إلى الليبراليين بولاية ويسكونسن المتأرجحة، حيث نددت بالحظر، معتبرة أنه «غير أخلاقي». وفي خطابيها، أتت هاريس على ذكر أمبر نيكول ثورمان البالغة 28 عاماً من ولاية جورجيا، والتي تعرضت لمضاعفات نادرة جراء تناولها حبوب إجهاض وتوفيت خلال جراحة عاجلة في 2022. وذكرت هاريس في أتلانتا غداة لقائها عائلة ثورمان في تجمع انتخابي استضافته نجمة البرامج الحوارية الأميركية أوبرا وينفري: «سنحرص على ألا تكون ذكرى ثورمان مجرد رقم». في هذه الأثناء، أظهرت الإفصاحات المالية للحملتين، أن هاريس أنفقت ما يقرب من ثلاثة أضعاف ما أنفقه منافسها الجمهوري في أغسطس الماضي، في حين تدخل الحملتان المرحلة النهائية من السباق الذي يشهد تنافسا شديداً جداً. وأنفقت هاريس 174 مليون دولار الشهر الماضي، مقابل 61 مليون دولار لترامب. وأفادت حملة هاريس بتقديم تبرع بقيمة 75 ألف دولار لصندوق ديترويت يونيتي، وهي منظمة غير ربحية تعمل على زيادة إقبال الناخبين السود في ميشيغان، وهي ساحة معركة رئيسية في انتخابات هذا العام. إلى ذلك، أثار تحميل ترامب مسؤولية أي خسارة محتملة للناخبين الأميركيين اليهود غضباً. وقال ترامب في تجمع ضد معاداة السامية الخميس الماضي: «إذا لم أفز في هذه الانتخابات في رأيي فسيكون للشعب اليهودي علاقة كبيرة بالخسارة»، مبدياً أسفه لكون الناخبين اليهود يميلون تاريخياً إلى الديموقراطيين. وانتقد المتحدث باسم البيت الأبيض أندرو بيتس هذه التصريحات «البغيضة والخطيرة خصوصاً عندما تأتي في ظلّ ارتفاع كارثي في معاداة السامية». في سياق متصل، كشف جهاز الخدمة السرية الأميركي تفاصيل عن الثغرات في الاتصالات وعدم الالتزام، والتي كشفت عنها مراجعة لمحاولة اغتيال ترامب خلال تجمع انتخابي في يوليو الماضي، عندما تمكن توماس ماثيو كروكس من الصعود إلى موقع مرتفع ببندقية هجومية وإطلاق عدد من الطلقات، خدشت إحداها أذن الرئيس الأميركي السابق.
مشاركة :