قتل 20 فلسطينيا و أصيب عدد أخر بجروح اليوم (السبت) في استهداف إسرائيلي جوي لمدرسة تؤوي نازحين في حي الزيتون جنوب مدينة غزة، وفق مصادر فلسطينية وإسرائيلية. وقالت مصادر طبية وأمنية فلسطينية لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن طائرة حربية قصفت بصاروخ واحد على الأقل مدرسة الفلاح التي تؤوي نازحين في حي الزيتون. وأفاد جهاز الدفاع المدني في غزة في بيان بأن الغارة أسفرت عن مقتل 20 شخصا بينهم 13 طفلا و6 سيدات وجنين وقرابة 30 مصابا بينهم 9 أطفال من بينهم حالات بتر. في المقابل، أكد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي أفيخاي أدرعي في بيان قيام الجيش بشن غارة على المدرسة، مشيرا إلى أنها تحولت إلى مجمع قيادة لحركة (حماس). وقال البيان إن طائرات حربية لسلاح الجو أغارت بتوجيه استخباراتي من هيئة الاستخبارات العسكرية والشاباك والقيادة الجنوبية على مسلحين تابعين لحماس الذين كانوا يعملون في مجمع قيادة وسيطرة في منطقة استخدم سابقًا كمدرسة الفلاح في مدينة غزة. وقد استخدم مجمع القيادة والسيطرة من قبل مسلحي حماس لتخطيط وتنفيذ عمليات إرهابية ضد قوات الجيش الإسرائيلي ودولة إسرائيل، وفقا للبيان. وتابع أنه قبل الهجوم، اتخذت عدة خطوات لتقليل احتمالية إصابة المدنيين، بما في ذلك استخدام ذخائر دقيقة، مراقبة جوية، ومعلومات استخباراتية إضافية. واتهم البيان حماس بأنها "تنتهك بشكل منهجي القانون الدولي، حيث تستغل بشكل وحشي المؤسسات المدنية والسكان كدروع بشرية لأعمالها الإرهابية"، مشيرا إلى أن الجيش سيواصل العمل بقوة وحزم ضد المنظمات التي تستخدم المدارس والمنشات المدنية كملاذ. من جهته اتهم المكتب الإعلامي الحكومي في غزة في بيان الجيش الإسرائيلي بارتكاب "مجزرة مُروعة" بقصف مدرسة تؤوي آلاف النازحين جنوب مدينة غزة. وقال البيان إن "المجزرة الفظيعة التي ارتكبها الجيش تأتي في إطار جريمة الإبادة الجماعية حيث بلغ عدد مراكز الإيواء التي قصفها الاحتلال 181 مركزاً للنزوح والإيواء". وأشار إلى أن "الجريمة تأتي بالتزامن مع صعوبة الواقع الصحي في محافظتي غزة والشمال واللتان يقطنهما 700 ألف إنسان وإن ما تبقى من المستشفيات في هاتين المحافظين غير قادرة على تقديم الخدمة الصحية والطبية بشكل جيد نتيجة خطة الجيش التدميرية للمنظومة الصحية بشكل كامل". وحمل الجيش الإسرائيلي والإدارة الأمريكية كامل المسؤولية عن استمرار "جريمة الإبادة الجماعية ومواصلة ارتكاب هذه المجازر ضد المدنيين في قطاع غزة وكذلك نحملهم مسؤولية استهداف وقصف مراكز الإيواء والمدارس". ودعا البيان المجتمع الدولي وكل المنظمات الأممية والدولية إلى الضغط على إسرائيل لوقف "جريمة الإبادة الجماعية ووقف شلال الدم" المتدفق في قطاع غزة. يأتي ذلك في الوقت الذي أعلنت فيه وزارة الصحة في غزة ارتفاع أعداد القتلى جراء الحرب الإسرائيلية المستمرة في القطاع إلى 41391 شخصا. وقالت الوزارة في بيان إن الجيش الإسرائيلي قتل خلال الـ 72 ساعة الماضية 119 فلسطينيا وأصاب 209 آخرين بجروح متفاوتة وصلوا جميعهم إلى المستشفيات. وارتفع بذلك عدد القتلى منذ السابع من أكتوبر إلى 41391 شخصا، والجرحى إلى 95760 شخصا، وفق البيان. ومنذ السابع من أكتوبر الماضي، تشن إسرائيل حربا واسعة النطاق ضد حركة حماس في غزة أدت إلى دمار كبير في المنازل والبنية التحتية، وذلك بعد أن شنت حماس هجوما غير مسبوق على جنوب إسرائيل أودى، وفق السلطات الإسرائيلية، بحياة أكثر من 1200 إسرائيلي.