بطلات المصارعة الحرة «حمى» تغزو المنازل في العراق

  • 7/18/2013
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

ما إن تظهر البطلة وهي ترتدي ملابس تكشف عن عضلاتها... حتى تنطلق أصوات التشجيع وصرخات المتابعين لقنوات المصارعة الحرة، فتتحول الجلسة العائلية إلى تجَّمُع رِجالي لتشجيع المتباريات وتنسحب النساء بحثاً عن جهاز آخر يتابعن عبره المسلسلات التركية والبرامج الأخرى. لسنوات مضت، لم تكن المصارعة الحرة تستهوي الرجال في العراق، لكن بعد ظهور بطلات جميلات يمارسن اللعبة ويتنافسن على الألقاب باتت اللعبة تحظى بشعبية كبيرة بين الرجال في العراق الذين يطلقون صيحات التشجيع وصفارات الإعجاب ويتحملون سماع الانتقادات والتعليقات الساخرة من زوجاتهم في مقابل الحصول على الريموت والتحكم بالتلفاز. فالصدور المنتفخة والأوشام المرسومة على الأجساد شبه العارية وصراخ المتباريات وحركاتهن غير المألوفة باتت تجذب الرجال في العراق، فضلاً عن أن تلك الرياضة تقدِّم المرأة في شكل يبتعد عن الأنوثة ويزج بها في عالم القتال الذي يرى كثر من الرجال أنه حكرٌ على بني جنسهم وأن بنية جسد المرأة لا تسمح لها بدخول هذا الميدان. جميلات الحلبة بِتنَ يحظين بشعبية متزايدة في العراق زادت من الإقبال الذكوري على مشاهدة قنوات المصارعة الحرة ومتابعة أخبار أبطالها. فالعراقيون الذين أغاظهم أبطال المسلسلات التركية بتصرفاتهم الرومانسية ووجوههم الوسيمة لسنوات، وجدوا في تشجيع بطلات المصارعة الحرة ضالّتهم للثأر من زوجاتهم. جلال أسعد، أحد المهووسين بمتابعة أخبار نساء المصارعة الحرة، يقول: «تجذبني تلك الأجساد الضخمة التي تتصارع على الحلبة، فطالما كنت أنظر إلى المرأة كمخلوق رقيق لا يقوى على فعل شيء، لكن بطلات المصارعة غيّرن من نظرتي». قضية الإعجاب بالمصارعات الجميلات تعدّت التلفاز نحو ممارسات أخرى، إذ غزَت صورهن غرف النوم وصالات الجلوس داخل المنازل. حُمى تشجيع بطلات هذه اللعبة غالباً ما تتسبب في مشاجرات عائلية ينتج منها شراء أجهزة تلفاز جديدة تتيح لبقية أفراد العائلة التذمر على اختيار الآباء تلك الرياضة التي تعتبرها الكثيرات من النساء رمزاً للعنف. تقول سعاد جابر: «أعيش في البيت مع زوجي فقط، إذ ليس لدينا أولاد، لكني لا أجلس معه في غرفة واحدة حينما يتابع التلفاز لأنه يقضي معظم ساعات فراغه في تشجيع النساء اللواتي يلعبن لعبة المصارعة الحرة». وتضيف: «أنا لا أحب تشجيع زوجي أولئك النساء العنيفات، فاشتريت جهاز تلفاز خاص بي كي أتابع البرامج والأفلام التي تثير اهتمامي، وأترك زوجي المهووس يصفق ويصفر وحيداً في غرفة أخرى». صور بطلات المصارعة الحرة تُباع في أسواق بغداد جنباً إلى جنب مع صور نجوم الفن والرياضة، بعضها يجذب الزبائن بابتسامة جميلة وأُخريات بنظرات حادة مثل تلك التي يراها المعجبون على وجوههن أثناء وجودهن في حلبات الصراع. أما دخول تلك الصور إلى المنازل، فغالباً ما يبدأ بشجار وينتهي بتعليقها في غرفة النوم. التشجيع انتقل من الكبار إلى الصغار، وبات الأطفال يقلدون الآباء في تشجيع المصارعة الحرة حتى تحولت صالات الجلوس إلى مقار لتشجيع اللاعبين واللاعبات تماماً مثلما يحصل حينما يلعب الفريق الوطني لكرة القدم مع منافس آخر.  

مشاركة :