قال لـ "الاقتصادية" مستثمرون في قطاع الذهب في السعودية، إن هناك انخفاضا في مبيعات الذهب لدى تجار التجزئة والجملة خلال الأشهر الماضية تصل إلى 50 في المائة، مرجعين ذلك إلى عوامل في مقدمتها ارتفاع أسعاره عالميا وعدم رغبة الزبائن والتجار محليا في زيادة حركة الشراء والبيع تحسبا لعودته للانخفاض مجددا، ما يعرضهم لخسائر مالية يصعب عليهم تعويضها بسهولة، الأمر الذي أثر في حركة البيع والشراء محليا وترقب المستهلكين لحركة أسعاره المتصاعدة حاليا. ومن بين العوامل التي يراها المستثمرون سببا في تراجع المبيعات تداخل موسم الإجازة الصيفية مع شهر رمضان. وقال لـ "الاقتصادية" المهندس عبدالغني الصايغ، نائب شيخ صاغة مكة، عضو اللجنة الوطنية للمعادن الثمينة والأحجار الكريمة في مجلس الغرف، إن هناك أكثر من عامل أثر بشكل كبير في تراجع مبيعات تجار التجزئة والجملة من الذهب خلال هذا العام، لعل أهم هذه العوامل وأكثرها تأثيرا ارتفاع سعر الذهب عالميا ما انعكس على توجهات شريحة كبيرة من الزبائن الذين يرغبون في اقتناء الذهب وجعلهم يترقبون انخفاض الأسعار، كما أن كثرة التركيز الإعلامي من خلال البيانات والأخبار عن ارتفاع أسعار الذهب خلال الأيام الماضية وحتى ولو بشكل بسيط جدا، وهو ما أدى إلى تخوف أكبر لدى المستهلك. وأضاف الصايغ: هناك عامل آخر يتمثل في تداخل إجازة الصيف مع رمضان ما تسبب في تداخل موسمين مهمين بالنسبة لتجار الذهب الشيء الذي قاد ذلك إلى تأخر موسم الزيجات من رمضان إلى شهر شوال، وهذا الأمر جعل السوق في حالة انتظار حتى انتهاء شهر رمضان. وتوقع الصايغ ارتفاع المبيعات خلال الأيام المقبلة خاصة في رمضان وأيضا موسم الزواجات في شوال، كما ستنتعش حركة البيع والشراء في منطقتي مكة المكرمة والمدينة المنورة خلال موسم الحج، حيث يتوقع أن يعوض التجار خسائرهم بسبب انخفاض المبيعات خلال الفترة السابقة، خاصة أن كثيرا من تجار الذهب سجلوا خسائر وانخفضت مبيعاتهم إلى أكثر 40 في المائة، والبعض الآخر إلى 50 في المائة. من جانبه قال عبدالغني المهنا رئيس لجنة الذهب في غرفة الشرقية: إن مبيعات الذهب انخفضت 50 في المائة عن الفترة نفسها من العام الماضي، مشيرا إلى أن انخفاض المبيعات طال تجار التجزئة والجملة معا بعد أن ارتفعت أسعار الذهب عالميا، مشيرا إلى أنه كلما ارتفعت أسعار الذهب عالميا أصبح هناك قلق ينتاب المستهلكين من شراء الذهب خوفا من عودة انخفاض أسعاره عالميا، بالتالي تقل مبيعات التجار بشكل كبير. وأوضح مستثمر آخر في قطاع الذهب أن حركة البيع والشراء هذه الأيام تعتبر ضعيفة للغاية سواء من قبل التجار أو الزبائن بالتالي انخفضت مبيعات تجار التجزئة والجملة إلى نحو 50 في المائة عن مبيعاتهم عن العام الماضي. ولكن المستثمر يعتقد أن حجم المبيعات سيرتفع مع دخول شهر رمضان وموسم الحج وموسم الزواجات التي ستنطلق في شوال المقبل. ولفت إلى أن هذه الفترة تنتعش فيها حركة البيع من قبل بعض الزبائن الذين اقتنوا المعدن الأصفر خلال فترة انخفاض أسعاره عالميا خلال الفترة الماضية، والآن يحاولون الاستفادة من الارتفاعات التي تحدث حاليا، مشيرا إلى أن حجم المباع من الذهب من قبل هؤلاء يعتبر قليلا لعدم رغبة التجار أنفسهم في الشراء بأسعار عالية في الوقت الراهن تحسبا لأي عوامل خارجية قد تؤدي إلى نزول أسعاره عالميا.