أسعار النفط تهبط مع تجدد مخاوف تخمة الإمدادات في الأسواق العالمية

  • 5/4/2016
  • 00:00
  • 16
  • 0
  • 0
news-picture

هبطت أسعار النفط مع تجدد المخاوف بشأن تخمة الإمدادات في الأسواق العالمية من جراء زيادة إنتاج منطقة الشرق الأوسط وبحر الشمال من الخام. وجرى تداول العقود الآجلة لخام برنت على انخفاض بواقع 37 سنتا عند 45.46 دولار للبرميل ليتخلى الخام عن المكاسب التي حققها في وقت سابق أمس. وانخفضت العقود الآجلة للخام الأمريكي نحو 1.13 دولار أو ما يعادل 2.52 في المائة لتسجل عند التسوية 43.65 دولار للبرميل. وقال العراق إن شحنات النفط من الحقول الجنوبية بلغت في المتوسط 3.364 مليون برميل يوميا في نيسان (أبريل) الماضي ارتفاعا من 3.286 مليون برميل يوميا في آذار (مارس) الماضي. وبلغ حجم إنتاج السعودية أكبر مصدر للخام في العالم 10.15 مليون برميل يوميا في نيسان (أبريل) الماضي، لكن مصادر قالت إنه قد يعود إلى المستويات شبه القياسية البالغة 10.5 مليون برميل يوميا قريبا. وبحسب برامج التحميل الشهرية التي قدمتها مصادر في القطاع، فمن المقرر زيادة الإمدادات اليومية من خام برنت الذي يسهم في العقود الآجلة لخام القياس العالمي في حزيران (يونيو) إلى أعلى مستوى في أربعة أشهر بزيادة 17 في المائة عن أيار (مايو) الجاري. وازدادت حدة أنشطة المضاربة في السوق، بسبب استمرار حالة التقلبات السعرية والرغبة في تحقيق المضاربين لمكاسب واسعة بعد أن حققت الأسعار ارتفاعات كبيرة في الأسبوع الماضي وعلى مدار الشهر، بنسبة بلغت نحو 21 في المائة. ورغم الأثر الإيجابي لانخفاض الدولار على أسعار النفط إلا أن المتعاملين في السوق يترقبون تأثيرات عدد من العوامل السلبية في مقدمتها توقع ارتفاع مستوى المخزونات النفطية، إلى جانب ضعف مستوى الطلب بسبب بيانات عن تراجع في قطاع الصناعات التحويلية في عدد من الاقتصاديات الدولية الكبرى وتسارع إنتاج دول أوبك، في ضوء اشتداد المنافسة بين الدول الأعضاء، وفي إطار المراهنة على انهيارات سريعة في الإنتاج الأمريكي. وفي هذا الإطار، قال لـ"الاقتصادية" ماركوس كروج كبير محللي " أيه كنترول " لأبحاث النفط والغاز، إن دول أوبك تشهد تسابقا إنتاجيا واسعا ووصل حجم الإنتاج إلى مستويات قياسية تجاوزت 33 مليون برميل يوميا - وبحسب تقديره - فإن الآمر رد فعل لسياسات إيران في القفز السريع بمستوى الصادرات، وفي ضوء المنافسة الحادة على الحصص السوقية خاصة في ضوء انسحاب متوقع وواسع للإنتاج الأمريكي. وأضاف، أن إيران تسعى إلى الوصول إلى صادرات بنحو 4 ملايين برميل يوميا قبل حلول الشهر المقبل، كما سجلت العراق مستويات قياسية في الصادرات بلغت 3.3 مليون برميل يوميا، وهو ما عزز المعروض العالمي وزاد من حدة وفرة الإمدادات وتخمة المعروض. وأوضح أنه في المقابل جاءت بيانات ضعيفة مجددا عن قطاع الصناعات التحويلية في الصين لتجدد المخاوف بشأن ضعف مستوى الطلب العالمي على النفط، مشيرا إلى أن انخفاض إنتاج النفط الصخري قاد إلى مكاسب سعرية على مدار أبريل الماضي تجاوزت 21 في المائة، لكن مسيرة المكاسب تم كبحها نسبيا بسبب نشاط المضاربة وجني الأرباح. من ناحيته، أوضح لـ"الاقتصادية" مارك إنجت؛ نائب رئيس شركة "إكسبرو" العالمية للخدمات النفطية لشؤون أمريكا الشمالية، أن ظروف القطاع النفطي في العالم بعد تهاوي الأسعار الذي بدأ قبل عامين، فرضت على كل الشركات رفع مستويات جودة الخدمات وزيادة الكفاءة، مشيرا إلى أن هذا الأمر أصبح أكثر وضوحا وأشد منافسة في أسواق أمريكا الشمالية. وأضاف، أن " إكسبرو" بصفة خاصة تركز على توسيع مستوى الشراكة مع كبريات الشركات، خاصة في مجال اختبارات الحقول ومشروعات تحت سطح البحر. وتابع أن تطوير الطاقات وتحديث الخدمات بشكل مستمر هو المنهج الذي يجب أن تأخذ به كل شركات الخدمات النفطية لتتوائم مع ظروف السوق الحالية، مشيرا إلى إبرام عقد شراكة وتعاون أخيرا بين شركتي "إكسبرو" و"أباتشي " في مجال الابتكار والتقنيات الحديثة وتبادل الخبرات. وأشار إلى أن "إكسبرو" سبق أن تعاونت مع أباتشي لأكثر من 10 أعوام في السوق الأوروبية، وركزت برامج التعاون على خدمات التنقيب تحت سطح البحر وأيضا اختبار الآبار وبرامج السلامة المهنية. من ناحيته، قال لـ"الاقتصادية" مارتن وتسلر مدير مشروعات الغاز في شركة " شل " العالمية للطاقة، إن الاستثمارات النفطية في مرحلة سباق مع الزمن لتبديل الأصول والمشروعات وتنويع المحفظة الاستثمارية، بما يكفل لها التواؤم بشكل جيد مع المرحلة الحالية الصعبة في تاريخ سوق الطاقة في العالم. وأضاف، أنه في ظل وضع السوق الحالي تتبنى " شل " استراتيجية تركز على التوسع في مشروعات المصب وزيادة الأصول المملوكة لها من هذه المشروعات، مشيرا إلى أن هذه الاستراتيجية ستجعل شل أقوى ماليا وأكثر تنافسية في الأسواق مع الإبقاء على مشروعات الإنتاج و أعمال التنقيب التقليدية. وأشار إلى أنه في إطار التنوع الاستثماري قامت شل أخيرا ببيع حصتها في دانسك للوقود في الدنمارك إلى كوش تارد بقيمة 300 مليون دولار، في إطار تركيزها على الأسواق عالية الربحية خاصة مشروعات المصب. وأضاف، أن المرحلة الحالية تتطلب التوسع في الاعتماد على الطاقة النظيفة خاصة بعد إقرار اتفاق باريس لمكافحة التغير المناخي، مشيرا إلى ضرورة الإسراع في تطوير مشروعات الغاز الطبيعي المسال والاستعانة به على نطاق كبير ليس في مجال توليد الطاقة الكهربائية فقط، بل من الضروري اتخاذ القرارات السياسية اللازمة لزيادة الطلب على الغاز في قطاعات أخرى، خاصة في مجال وسائل النقل العام والخاص. وأوضح، أنه يمكن الاستفادة من تجربة الصين المميزة في هذا المجال حيث تبنت سياسات فعالة ومؤثرة عالميا لخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، خاصة فيما يتعلق بتحسين نوعية الهواء في المدن الكبرى، وذلك بعدما نبهت دراسات مهمة في عام 2012 إلى أن تلوث الهواء، بسبب الاعتماد على الفحم تسبب في وفاة نحو 670 ألف نسمة في الصين بحسب مسح أجرته جامعتا تسينجهوا وبكين. من ناحية أخرى فيما يخص الأسعار، ارتفعت أسعار النفط أكثر من 1 في المائة أمس، مع هبوط الدولار إلى أدنى مستوى في 18 شهرا أمام الين الياباني، وهو الأمر الذي قد يحفز الطلب على الوقود، رغم أن زيادة إنتاج منطقة الشرق الأوسط كبحت المكاسب إذ جددت المخاوف بشأن تخمة المعروض من الخام في الأسواق العالمية. وجرى تداول العقود الآجلة لخام برنت بسعر 46.29 دولار للبرميل بحلول الساعة 07:29 بتوقيت جرينتش، بزيادة نحو نصف دولار أو ما يعادل 1 في المائة عن سعر آخر تسوية. وارتفعت العقود الآجلة للخام الأمريكي نحو نصف دولار أو أكثر من 1 في المائة إلى 45.25 دولار للبرميل. وخسر الدولار أكثر من 7 في المائة من قيمته أمام سلة من العملات الرئيسية الأخرى هذا العام، وبلغ أدنى مستوى له في 18 شهرا أمام الين الياباني يوم الثلاثاء. وكانت أسعار النفط قد حققت ارتفاعا بنحو 21 في المائة على مدار تعاملات شهر أبريل الماضي، فى ثاني مكسب شهري التوالي ، بفعل انخفاض إنتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة، إضافة إلى آمال سابقة بشأن اتفاق كبار المنتجين على تجميد الإنتاج عند مستويات يناير. من جانب آخر، تراجعت سلة خام أوبك وسجل سعرها 42.47 دولار للبرميل أمس الأول، مقابل 42.70 دولار للبرميل في التعامل السابق. وقال التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول أوبك"، أمس، إن سعر السلة التي تضم متوسطات أسعار 13 خاما من إنتاج الدول الأعضاء في المنظمة حقق أول انخفاض بعد ثلاثة ارتفاعات متتالية، وأن سعر السلة بقي فوق 40 دولارا لليوم الرابع على التوالي. وأشار إلى أن السلة قد كسبت نحو ثلاثة دولارات مقارنة بالسعر الذي سجلته في اليوم نفسه من الأسبوع السابق الذي بلغ 39.40 دولار للبرميل.

مشاركة :