ونعى حزب الله عقيل (61 عاما)، قائد قوة الرضوان، وحدة النخبة في حزب الله، و15 من قادة القوة على الأقل بعد مقتلهم بغارة إسرائيلية في ضاحية بيروت الجنوبية الجمعة. في باحة مجلس شورى حزب الله، حيث أقيمت مراسم تشييع حاشدة، وضع نعشا عقيل ومقاتل آخر من الحزب على طاولتين أمام منصة رفعت عليها صور القيادي الى جانب رايات الحزب الصفراء، في ظل تدابير أمنية مشددة اتخذها عناصر الحزب في المكان، المزنّر بسواتر حديد. وقالت أميرة مكي (60 سنة) التي ارتدت عباءة مع حجاب أسود لوكالة فرانس برس "أشارك في التشييع لأقول إننا كلنا مع السيد حسن (نصرالله). إنه عزنا وفخرنا". وتابعت المرأة التي حملت صورة شقيقها وصهرها اللذين قضيا بنيران اسرائيلية في الأشهر القليلة الماضية "نفديه بأولادنا وأحفادنا، وكلنا نسير على هذا الخط المستقيم". على بعد أمتار منها، اعتبرت فاطمة (26 عاما) أن المشاركة في التشييع "واجبنا لأن كل شهيد يحمينا ويفدينا ولولا تضحيات شبابنا لما كنا هنا". وبنبرة حازمة، قالت الشابة المجازة في العلوم المخبرية لفرانس برس "الشباب يُستشهدون.. والمسيرة تُستكمل"، مضيفة "نحن في معركة مصيرية". على الطريق المؤدية الى مكان التشييع في منطقة بئر العبد، رفعت لافتة حمراء كتب عليها "لن نترك فلسطين"، في إشارة الى موقف حزب الله الرافض لوقف عملياته من جنوب لبنان ضد اسرائيل قبل وقف الحرب في غزة، المستمرة منذ نحو عام. وشارك بضعة آلاف من مناصري حزب الله في مراسم التأبين، رافعين أعلام الحزب على وقع أناشيد رثاء، فيما حملت نساء اتشحن بالسواد ورجال ارتدوا قمصانا سوداء صور قتلى الحزب. -"حساب مفتوح" - في كلمة ألقاها خلال مراسم التشييع، قال نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم إن عقيل كان "قائدا للعمليات في حزب الله وأسس الرضوان وقيادة الرضوان منذ عام 2008". وقاطعه المشيّعون مراراً هاتفين "لبيك يا نصرالله" و"الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل". وأكد قاسم أن الحزب دخل في "مرحلة جديدة" من القتال مع اسرائيل، عنوانها معركة "الحساب المفتوح"، مشددا على "أننا مستعدون لمواجهة كل الاحتمالات العسكرية". وبعد انتهاء المراسم، سار المشيّعون خلف النعشين اللذين سُجيا على شاحنة وقد وُضعت عليهما أكاليل الزهور. وعقيل، قائد قوة الرضوان وحدة النخبة في حزب الله، هو ثاني قيادي عسكري من الصف الأول في حزب الله يُقتل بنيران إسرائيلية، بعد فؤاد شكر، منذ فتح الحزب جبهة في جنوب لبنان ضد الجيش الإسرائيلي قبل نحو عام، يقول إنها "دعما" لغزة و"اسنادا" لمقاومتها. لكن حدة المواجهات تصاعدت بين الحزب وإسرائيل هذا الأسبوع، مع سلسلة تفجيرات طاولت أجهزة اتصال يستخدمها عناصره في عملية نسبت الى الدولة العبرية، وإعلان الأخيرة شنّ الضربة الجوية على قادة قوة الرضوان. ورغم أن تلك الضربات كانت موجعة وقاسية، وفق كبار قادة حزب الله، وأثارت موجة هلع عمت مختلف المناطق اللبنانية خشية من اندلاع حرب واسعة، إلا أن مناصري الحزب لا يترددون في تأكيد ولائهم مهما كانت التضحيات. وقال المهندس حسين زعرور (72 عاما) خلال مشاركته في التشييع "نحن مستعدون لتقديم دمائنا وأولادنا من أجل هذا الخط". وأضاف الرجل الذي خسر اثنين من أقربائه منذ بدء التصعيد "جاهزون وأيدينا على الزناد".
مشاركة :