شككت دراسة حديثة نشرت في مجلة "نيتشر ريفيوز كانسر" في النظرية السائدة حول تطور السرطان، ودعت لإعادة النظر في نموذج التطور الوراثي للسرطان ليشمل عوامل جينية وغير جينية. وأوضحت الدراسة التي قام بها الباحث كارلو مالي من جامعة ولاية أريزونا ولوسي لابلان من جامعة باريس بانثيون-سوربون، أن نموذج التطور الكلوني للسرطان، الذي يقوم على فكرة أن جميع الخلايا السرطانية تنحدر من خلية أولية متحورة، يعاني من قصور في تفسير التعقيدات الديناميكية لتطور السرطان. واقترح الباحثان تحسين هذا النموذج عبر الاعتراف بأن الخلايا السرطانية ترث خصائص أخرى إلى جانب الطفرات الجينية، ما يسمح لها بالتكيف السريع مع بيئتها دون الحاجة إلى تعديلات جينية. وتناولت الدراسة كذلك التفاعل المعقد بين الخلايا السرطانية وبيئتها المحيطة، وبيَّنت أن السرطان يتطور في ديناميكيات معقدة يصعب التنبؤ بها، ما يجعل مكافحته أمراً بالغ الصعوبة. يشير الباحثان إلى ضرورة استبدال مفهوم "الكلون" التقليدي، والذي يشير لمجموعة الخلايا التي تنحدر من خلية أصلية واحدة، وتتشابه في تركيبها الجيني، بمفهوم أدق للأنساب الخلوية التي تسجل تاريخ الخلايا وتحدد بنيتها في الورم. كما سلط الباحثان الضوء على أهمية معالجة التفاعلات غير الجينية بين الخلايا السرطانية وبيئتها، مثل التغيرات في التعبير الجيني (التغيرات اللاجينية)، التي تؤثر في سلوك الخلايا السرطانية دون تغيير تسلسل الحمض النووي. وتؤكد الدراسة ضرورة اعتماد استراتيجيات علاجية تأخذ في الحسبان التعقيد الكامل لتطور الخلايا السرطانية، ما يمكن أن يساعد على التوصل إلى علاجات أكثر فعالية في المستقبل، ليس فقط من خلال استهداف الطفرات الجينية، ولكن من خلال التعامل مع التغيرات اللاجينية والتفاعلات البيئية التي تؤثر في تطور المرض. تابعوا البيان الصحي عبر غوغل نيوز Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :