أعلن حزب الله اللبناني اليوم (الأحد) أنه قصف مجمعات صناعات عسكرية إسرائيلية شمال مدينة حيفا بـ"عشرات الصواريخ" في "رد أولي" على تفجير أجهزة اتصال كانت بحوزة عناصره في عملية نُسبت لإسرائيل التي استمرت بشن ضربات على أهداف للحزب متوعدة بأنها "ستتواصل وستتصاعد". وتصاعدت حدة المواجهات بين الحزب وإسرائيل خلال الأيام الأخيرة بعد موجتي تفجيرات طالت أجهزة اتصالات لاسلكية يومي الثلاثاء والأربعاء في مناطق عدة في لبنان، وأسفرت عن مقتل 39 شخصا وإصابة قرابة ثلاثة آلاف بجروح، وفق وزارة الصحة اللبنانية. واتهمت الحكومة اللبنانية وحزب الله إسرائيل بالوقوف وراء الهجمات، غير أن الأخيرة لم تعلق على الاتهامات. وأقر أمين عام حزب الله حسن نصر الله في خطاب الخميس بأن الحزب تعرض لضربة "كبيرة وقاسية أمنيا وإنسانيا وغير مسبوقة"، متوعدا إسرائيل بـ"حساب عسير" بعد أن اتهمها بتفجير الآلاف من أجهزة الاتصال لدى عناصر حزبه. والجمعة، شنت إسرائيل ضربة على مبنى سكني في ضاحية بيروت الجنوبية أوقعت، بحسب وزارة الصحة اللبنانية، 45 قتيلا. ونعى حزب الله 16 من عناصره قضوا في الغارة، بينهم قائدان عسكريان بارزان، هما إبراهيم عقيل وأحمد وهبي. -- رد أولي وأعلن حزب الله أنه قصف صباح اليوم بـ"عشرات الصواريخ" مجمعات صناعات عسكرية شمال حيفا وقاعدة جوية شمال إسرائيل. وقال الحزب في بيان إن "المقاومة الإسلامية قامت صباح اليوم بقصف مُجمعات الصناعات العسكرية لشركة رفائيل المتخصصة بالوسائل والتجهيزات الإلكترونية والواقعة في منطقة زوفولون شمال مدينة حيفا بعشرات الصواريخ من نوع فادي 1 وفادي 2 والكاتيوشا". وأوضح الحزب أن القصف "رد أولي على المجزرة الوحشية التي ارتكبها العدو الإسرائيلي في مختلف المناطق اللبنانية يومي الثلاثاء والأربعاء" بتفجير الآلاف من أجهزة الاتصال التي كانت بحوزة عناصره. وقبل ذلك، أعلن حزب الله في بيانين منفصلين استهداف "قاعدة ومطار" رامات ديفيد مرتين بـ"عشرات من الصواريخ من نوع فادي 1 وفادي 2، وذلك ردا على الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة التي استهدفت مختلف المناطق اللبنانية، والتي أدت إلى سقوط العديد من الشهداء المدنيين". ووفقا للإعلام الحربي في حزب الله، فإن قاعدة رامات ديفيد المستهدفة هي واحدة من ثلاث قواعد جوية رئيسية في إسرائيل، ولها "أهمية إستراتيجية لجهة ساحة لبنان وسوريا". وفي 24 يوليو الماضي، نشر الإعلام الحربي في حزب الله مقطع فيديو قال إن طائرة مسيرة التقطته، وتضمن مشاهد لقاعدة رامات ديفيد. وقالت مصادر عسكرية لبنانية لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن مواقع الجيش اللبناني رصدت إطلاق ثلاث رشقات صاروخية قدرت (بنحو 80 صاروخا) وعدد من المسيرات من لبنان باتجاه شمال إسرائيل. يأتي ذلك فيما تواصلت الغارات الإسرائيلية اليوم على جنوب لبنان موقعة ثلاثة قتلى وأربعة جرحى، وفقا المصادر. وذكرت المصادر أنها "أحصت اليوم نحو 90 غارة جوية إسرائيلية شاركت فيها مسيرات وطائرات حربية". وأضافت المصادر أن "الغارات استهدفت مواقع لحزب الله وأطراف عشرات البلدات في مناطق جنوب لبنان". وتابعت أن "الغارات أدت إلى مقتل ثلاثة أشخاص وجرح أربعة آخرين" بواقع قتيل وجريح في بلدة الخيام شرق جنوب لبنان، وقتيل وجريحين في بلدة عيترون في القطاع الأوسط، وقتيل وجريح في بلدة المعلية في القطاع الغربي من جنوب لبنان. كما أدت الغارات إلى تدمير "نحو 40 منزلا وأضرار بمائة منزل آخر". -- إسرائيل: ضرباتنا "ستتصاعد" في المقابل، أعلن الجيش الإسرائيلي في بيان نشره المتحدث باسمه للإعلام العربي افيخاي ادرعي عبر منصة ((إكس)) أن حزب الله أطلق "نحو 115 تهديدا جويا" نحو المناطق المدنية في شمال إسرائيل، متهما الحزب باستهداف المدنيين. وقال ادرعي في بيان ثان إن سلاح الجو اعترض في الساعات الأخيرة "تهديدات جوية وقذائف صاروخية" أطلقها حزب الله نحو "مناطق مدنية" في شمال إسرائيل. وأضاف أن "أنظمة الدفاع الجوي لجيش الدفاع منتشرة في المنطقة وتبقى في حالة استعداد كبيرة للتصدي وإحباط عمليات الإطلاق". وتابع "ستتواصل ضربات جيش الدفاع ضد حزب الله الإرهابي وستتصاعد". ولاحقا، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه هاجم "عشرات الأهداف" لحزب الله في جنوب لبنان. وقال ادرعي في بيان عبر منصة ((إكس)) إن "طائرات سلاح الجو قامت باستهداف عشرات الأهداف شملت منصات إطلاق قذائف ومباني عسكرية لحزب الله في عدة مناطق بجنوب لبنان صباح اليوم". وخلال الليل، أغارت طائرات سلاح الجو على "منصات إطلاق قذائف صاروخية ومواقع عسكرية في عدة مناطق بجنوب لبنان"، وفق المتحدث. وكثف الجيش الإسرائيلي منذ الخميس غاراته على أهداف لحزب الله بعد موجتي التفجيرات التي طالت أجهزة الاتصالات. ومنذ الثامن من أكتوبر 2023، يتبادل حزب الله والجيش الإسرائيلي القصف عبر الحدود اللبنانية الإسرائيلية على خلفية الحرب الدائرة بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل في قطاع غزة وسط مخاوف من اتساع رقعة الصراع في المنطقة. وأوقعت المواجهات العسكرية بين حزب الله وإسرائيل منذ اندلاعها مئات القتلى والجرحى وهجرت آلاف المدنيين عن جانبي الحدود. وقالت القناة 12 الإسرائيلية مساء الأربعاء الماضي إن المجلس الأمني السياسي المصغر الإسرائيلي (الكابينت) فوض رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يؤاف غالانت باتخاذ "خطوات دفاعية وهجومية" ضد حزب الله. وخاض الجيش الإسرائيلي وحزب الله مواجهة عسكرية في صيف العام 2006 استمرت أكثر من شهر وتوقفت بصدور القرار الأممي 1701. -- نتنياهو يعلق على الضربات الإسرائيلية وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "خلال الأيام الأخيرة ألحقنا بحزب لله سلسلة من الضربات التي لم يتخيلها". وأضاف نتنياهو في فيديو قصير عممه مكتبه اليوم "إذا لم يفهم حزب الله الرسالة بعد. أعدكم أنه سيفهمها". وجدد نتنياهو تعهد حكومته بإعادة سكان شمال إسرائيل إلى بيوتهم، وقال "لا توجد دولة يمكنها أن تتحمل قصفا على مواطنيها ومدنها. وكذلك نحن- دولة إسرائيل لن نتحمل هذا الشأن. سنفعل كل ما يجب من أجل إعادة الأمن". من جهته، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يؤاف غالانت إن سلاح الجو حقق "نتائج مبهرة" بمواجهة الضربات الصاروخية التي قام بها حزب الله ضد إسرائيل. وجاءت تصريحات غالانت خلال زيارة لمركز التحكم والسيطرة التابع لسلاح الجو رفقة قائد السلاح، تلقى خلالها شرحا بشأن استعدادات السلاح لناحيتي الدفاع والهجوم. وقال غالانت في بيان صادر عن مكتبه "حضرت للاطلاع على نشاط سلاح الجو.. النتائج مبهرة في الدفاع والهجوم، حزب الله بدأ يشعر بجزء من القدرات التي يمتلكها الجيش الإسرائيلي. ويراودهم هناك (حزب الله) شعور بالملاحقة ونحن نرى نتائج ذلك". وأردف غالانت "ستستمر هذه الخطوات، حتى نصل إلى وضع نستطيع معه إعادة سكان الشمال بأمان إلى بيوتهم. هذا هو الهدف وهذه هي المهمة. وسنبذل كل ما لدينا من اجل تحقيق ذلك". وبالتزامن مع التصعيد بين إسرائيل وحزب الله، أعلنت فصائل عراقية مسلحة اليوم مهاجمة "أهداف" في إسرائيل بطيران مسير وصواريخ مطورة. من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي في بيان "اعتراض هدفين جويين مشبوهين في طريقهما من العراق دون وقوع إصابات". وقال الجيش في بيان نشره ادرعي إن "الهدفين لم يخترقا الأجواء الإسرائيلية". وخلال الأشهر الأخيرة، أعلنت فصائل "المقاومة الإسلامية في العراق" بشكل متكرر شن هجمات على مواقع في إسرائيل بالطيران المسير والصواريخ على خلفية الحرب الدائرة بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل في قطاع غزة. ومنذ السابع من أكتوبر الماضي، تشن إسرائيل حربا واسعة النطاق ضد حركة حماس في غزة أدت إلى مقتل أكثر من 41 ألف شخص ودمار كبير في المنازل والبنية التحتية، وذلك بعد أن نفذ حماس هجوما غير مسبوق على جنوب إسرائيل أودى، وفق السلطات الإسرائيلية، بحياة أكثر من 1200 إسرائيلي.■
مشاركة :