أوصت الهيئة العامة للصحة "وقاية" باستخدام الأجسام المضادة طويلة المفعول (Niesevimab) للوقاية من الفيروس المخلوي التنفسي (RSV) لدى الأطفال، نظراً للتأثيرات الصحية الكبيرة لهذا المرض على الأطفال وعبئه الكبير على النظام الصحي. وجاءت هذه التوصية في خطاب موجه من اتحاد الغرف السعودية الذي يتناول التدخلات الوقائية للأمراض المعدية، بما في ذلك الفيروس المخلوي التنفسي وجدري القردة وكوفيد-19. وأكدت الهيئة على أهمية استخدام هذا الجسم المضاد، خاصة للأطفال من الفئات الأكثر عرضة لخطر الإصابة بالفيروس، وهم الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 8 أشهر، ويدخلون أو يولدون خلال موسم الفيروس المخلوي التنفسي الأول لهم، وكذلك الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 8 إلى 19 شهراً والذين يواجهون موسمهم الثاني للفيروس المخلوي التنفسي، كما شملت التوصيات الأطفال الذين يصعب عليهم الوصول إلى المنشآت الصحية في حال إصابتهم بالمرض. الوقاية الصحية للأطفال وأوضحت "وقاية" أن هذا الإجراء يأتي في إطار حرصها على تعزيز الوقاية الصحية للأطفال وتقليل مضاعفات الإصابة بهذا الفيروس، بما يسهم في تخفيف العبء على المنشآت الصحية وتقديم الرعاية اللازمة للفئات الأكثر حاجة. وتعد الأجسام المضادة طويلة المفعول من أحدث التدخلات الطبية التي تهدف إلى حماية الأطفال من مضاعفات الفيروس المخلوي التنفسي الذي يعد أحد أهم الأسباب المؤدية لأمراض الجهاز التنفسي الحادة عند الأطفال. وفي سياق متصل، أصدرت الهيئة العامة للصحة دليلاً استرشادياً مختصراً للممارسين الصحيين للتعامل مع حالات جدري القردة (Mpox)، موضحة أن الفيروس ينتمي إلى نفس عائلة الفيروسات المسببة للجدري، الذي جرى القضاء عليه في عام 1980م. مرض جدري القردة وأكدت الهيئة أن جدري القردة ليس له علاقة بفيروس الجديري المائي الذي يسببه فيروس جديري الماء. وتطرقت الهيئة إلى طرق انتقال الفيروس، إذ أشارت إلى أن العدوى تنتقل بشكل أساسي من خلال الاتصال الجسدي المباشر مع شخص مصاب بأعراض جدري القردة أو ملامسة أدواته الشخصية أو الأسطح الملوثة، موضحة أن معظم الحالات المرتبطة بالتفشي العالمي الأخير انتقلت من خلال المخالطة الوثيقة مع أشخاص مصابين، وخاصة أثناء الممارسات الجنسية. وأضافت أن الفيروس يمكن أن ينتقل عبر المشيمة من المرأة الحامل المصابة إلى الجنين، كما يمكن أن ينتقل من الحيوان إلى الإنسان رغم أن احتمالية ذلك منخفضة في المملكة العربية السعودية. احتياطات الوقاية من العدوى وأوضحت الهيئة تعريف الحالة القياسي للحالات البشرية المصابة بمرض جدري القردة، إذ تُعرف الحالة المشتبهة على أنها طفح جلدي غير معروف المصدر مصحوب بواحد أو أكثر من الأعراض التالية: تورم في الغدد الليمفاوية، إعياء عام، حمى تتجاوز 38.2 درجة مئوية، ألم في الظهر أو العضلات، وصداع. ويجري تأكيد الحالة من خلال الفحص المختبري باستخدام تقنية تفاعل البوليميراز المتسلسل (PCR) أو عزل الفيروس مخبرياً. كما شددت الهيئة على ضرورة اتباع الاحتياطات القياسية واحتياطات الوقاية من العدوى المنقولة بالملامسة والرذاذ عند التعامل مع الحالات المشتبه بها أو المؤكدة إصابتها بجدري القردة. وأوصت بعزل المرضى المصابين داخل منشأة صحية في غرفة عزل ذات دورة مياه مستقلة. تشخيص عدوى جدري القردة أما بخصوص التشخيص المختبري، فقد أفادت "وقاية" بأن أفضل العينات لتشخيص عدوى جدري القردة هي التي تؤخذ مباشرة من الطفح الجلدي أو السائل أو القشور، ويجب جمع العينات بواسطة ممارسين صحيين مدربين مع ارتداء معدات الوقاية الشخصية المناسبة، على أن تُرسل جميع العينات إلى مختبر هيئة الصحة العامة (PHL) وفقاً للوائح التنظيمية. وأشارت الهيئة إلى أن التطعيم ضد جدري القردة متاح كإجراء وقائي قبل التعرض للفيروس للمجموعات المعرضة للإصابة، ويمكن أن يُعطى أيضاً كإجراء وقائي بعد التعرض للمخالطين للحالات المؤكدة، ويتم إعطاؤه تحت الجلد على جرعتين بينهما أربعة أسابيع. وشددت "وقاية" على أهمية الإبلاغ الفوري عن الحالات المشتبه بها من خلال النظام الإلكتروني لمراقبة الأمراض والأوبئة (حصن بلس) وإرسال نموذج الإبلاغ عبر البريد الإلكتروني إلى برنامج الأمراض المعدية في التجمعات، مؤكدة أن عدم الإبلاغ عن الأمراض المعدية يعرض المنشآت الصحية والممارسين للمساءلة القانونية.
مشاركة :