صفقات الشتاء «طاش ما طاش»

  • 1/14/2014
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

في الوقت الذي ترصد فيه أندية العالم الميزانيات الضخمة وتضخ ملايينها لاستقطاب العناصر الأجنبية المميزة ذات الكفاءة العالية من الناحية الفنية منذ بداية الموسم وخلال فترة الانتقالات الصيفية الساخنة، نجدها تمارس لعبة الانتقالات الوهمية عبر وسائل الإعلام خلال فترة الانتقالات الشتوية التي تتمتع فيها هذه الأندية ببرودة الشتاء، بعد أن طعمت فريقها بكل ما تحتاجه من لاعبين دون أن تسابق الزمن لضم هذا أو ذاك خلال أيام قلائل. في المقابل، نجد أن أنديتنا المحلية تسير عكس التيار لتطبق الاحتراف بمنطق غريب جدا، يوضحه وكيل أعمال اللاعبين الذي يرى أن الأندية السعودية تسير عكس عقارب ساعة الاحتراف عندما نجدها تغط في سبات عميق مع حرارة الصيف، لتستقطب لاعبيها في اللحظات الأخيرة من فترة الانتقالات الأولى التي تزيد مدتها عن شهرين، وبالتالي تكون النتيجة منطقية عندما نرى لاعبين دون الطموحات ومعظمهم يكون أقل مستوى من اللاعب السعودي، ومع ذلك نرى تلك الأرقام الفلكية التي لا يستحقها معظم هؤلاء المحترفين الأجانب، وعندما تحاول الأندية إصلاح أخطائها نجدها تقع في خطأ أكبر عندما تسابق الوقت في فترة الانتقالات الشتوية، لتغير معظم طاقم محترفيها إن لم تغيره بالكامل، في محاولة لتعديل أوضاع الفريق، لكن ذلك لا يحدث غالبا لأن اللاعبين المستقطبين في هذه الفترة لا يعدو معظمهم عن قسمين، الأول أن يكون اللاعب قد فشل في تجربته مع ناديه الذي تعاقد معه منذ بداية الموسم، والثاني أن يكون اللاعب قد استنزف فنيا ولياقيا مع ناديه، وربما يكون قد تعرض للإصابة ليبحث عن منتجع تأهيلي علاجي يعيده إلى الملاعب، وهو ما يجده في الأندية السعودية. في حين يرى المهندس فراس التركي مدير الاستثمار بنادي الاتحاد سابقا، أن الأندية السعودية لا تجيد التصويب نحو الهدف من الرمية الأولى وربما تخفق أكثر من مرة، وهذا ما نلحظه جليا من خلال الإحصائيات التي تؤكد ارتفاع نسبة المحترفين المستبدلين بين فترتي التسجيل، مما يعكس تخبط الأندية في تعاقداتها الفنية وهو ما يؤدي إلى إهدار الميزانيات وضعف مداخيل الأندية، لتدخل في دوامة الأزمات المالية التي تحيط بها من كل جانب. في المقابل، يؤكد المدرب الوطني الكابتن محفوظ حافظ، على أن عملية اختيار اللاعب الأجنبي في الأندية تتم بطريقة بعيدة كل البعد عن الاحترافية من الناحية الفنية والإدارية، وهو ما يعكس حقيقة الاحتراف في أنديتنا التي تفتقد إلى الاحتراف الحقيقي في الكوادر الفنية والبشرية والإدارية والقانونية، فالمنظومة في الأندية لم تصل إلى أول خطوات الاحتراف حتى نصفها بالمحترفة، وشدد حافظ على أن الوضع الحالي في الأندية خير شاهد ودليل على أن الأندية السعودية تغرد خارج سرب الاحتراف وخاصة في تعاقداتها مع المحترفين الأجانب، ويظهر ذلك من خلال تهافتها على استقطاب لاعبين بالملايين ليمثلوا النادي عدة مباريات قد لا تتجاوز عدد أصابع اليد وغالبا ما تجدهم قد اختفوا مع بداية الموسم التالي، مما يؤكد أن أنديتنا ترى الاحتراف بعين المزاجية والمصلحة الوقتية بعيدا عن جوانبه وأبعاده الواسعة.

مشاركة :