وردك يا زارع الورد

  • 5/4/2016
  • 00:00
  • 108
  • 0
  • 0
news-picture

الطائف والورد عروسان لا يفترقان، بينهما قصة حب أبدية، ويزيد من حلاوة ذلك الغرام عندما تبرز الحبيبة أمام حبيبها وفارس أحلامها وهي متوشحة فستانها الأخضر الجميل المطرز بالبتلات الوردية فيكشف هواؤها العليل عن مفاتن ذلك الجسم النحيل وقد علا رأسها تاجها البديع المتوهج بشعاع شمسها الذهبية، وعندما يتسامران ذات مساء تحت قوافل السحب البيضاء المنقوشة ببعض أسراب النجوم فوق تلك المرتفعات الندية المكممة بزخات الطل والمطر يحلو السمر، إنها عروس المصائف و(مدينة الورد) كما سماها أميرها خالد الفيصل الذي جعل من ورد الطائف ماركة عالمية وعلامة مسجلة لا مثيل لها لإنتاج أحلى وأغلى ورد في العالم نظير رائحته الأخاذة ونكهته الفواحة حتى غدا عطر الملوك ودهن الأمراء وأصحاب الفخامة والوجاهة، وأضحى ماؤه ودهنه عنصرين أساسيين في عملية غسل الكعبة، والطائف من كل عام في مثل هذه الأيام تحتفل بموسم قطاف الورد الذي يزين مدرجاتها جمالا ومصاطبها جلالا بما يعادل نصف مليار وردة في أكثر من 2000 مزرعة يبيعه معظمهم لعوائل معروفة ورائدة في مجال صناعة دهن وماء الورد في الطائف. يقول الأستاذ راشد القرشي أحد رواد مصانع الورد، الذي تشرفت بحضور ورشة عمل في مصنعه بالهدا، إن الطائف هي مزرعة الورد، وأن وهناك من المزارعين من هجر زراعة الخضراوات والفواكه لتواضع مردودها قياسا بمردود الورد على الرغم من أن استخراج دهن الورد يتم بطريقة احترافية يمر خلالها بمراحل دقيقة وحساسة، والطبيعي منه أصفر ضارب إلى الخضرة قليلا، ولا تدخل في صناعته المواد الكيميائية ولا المثبتات والألوان، وعندما تحتفل الطائف اليوم بمهرجانها الثاني عشر فإن من حقها عليكم نبذ الخلافات التي فاحت رائحتها على رائحة وردها، والالتفاف من جميع المسؤولين والمصنعين والمزارعين بالمطالبة مثلا باستقطاب مستثمرين كبار أو المساهمة في إنشاء جمعية للورد علها تشارك في تشجيع المصنعين وإيجاد حلول للمشكلات التي يتعرض المزارعون لها كقلة المياه ومشكلة العمالة الموسمية وتيسير القروض، كما فعلت مشكورة مديرية الزراعة في المحافظة، فالطائف التي كشفت الأمطار الأخيرة هشاشة معظم مشاريعها لا تحتمل أيضا تلك الانقسامات التي كادت أن تعصف بأجمل مهرجاناتها، مهما كانت الأسباب، ومهما بلغت درجة التبريرات، وما انسحاب أمانة محافظة الطائف ومعها الغرفة التجارية وهيئة السياحة وهم الذين كانوا من أشهر الداعمين لمهرجانات الورد منذ عام 1426هـ بالإضافة إلى عزوف معظم أصحاب مصانع الورد عن المشاركة -كما أكد أكثر من واحد- إلا دليل على ذلك! وهم يرون أن من حقهم المشورة، فالمهرجان من منظورهم تعدى المحلية إلى العالمية، ويكفيها أن الورد ارتبط باسمها، وأن أرضها فوق ذلك لهي حبلى بألذ أنواع الفاكهة التي يعرفها سكان المملكة والخليج ولا تقتصر شهرتها على الورد الذي أثبتت بعض الدراسات أن العلاج بالعطور له تأثير على الحالة النفسية، وله فاعلية في تقوية جهاز المناعة، يضاف إلى ذلك أن هناك من يقول: ليس من الإسراف أن تنفق ثلث مالك في الطيب، وأخيرا هل تعلم أن وردة واحدة يهديها الزوج إلى زوجته تغني عن ألف أغنية.. وعن مائة هدية.. وعن عشر ومهرجانكم ورد!

مشاركة :