خلص تحليل للبيانات الرسمية إلى أن البنوك الأمريكية حققت مكاسب غير متوقعة تجاوزت تريليون دولار، وذلك خلال دورة التشديد النقدي الأخيرة، والتي بدأها الاحتياطي الفيدرالي في مارس 2022 وأنهاها في الأسبوع الماضي. ووفقًا للمراجعة التي أجرتها صحيفة "فايننشال تايمز" لبيانات المؤسسة الفيدرالية للتأمين على الودائع، حصل المقرضون على عائدات أعلى على ودائعهم لدى الفيدرالي لكنهم أبقوا أسعار الفائدة منخفضة بالنسبة للعديد من المدخرين. وفي حين رُفعت أسعار الفائدة على بعض حسابات التوفير بما يتماشى مع هدف الاحتياطي الفيدرالي بأكثر من 5%، فإن الغالبية العظمى من المودعين، وخاصة الذين في أكبر البنوك، مثل "جيه بي مورجان" و"بنك أوف أمريكا"، فرضوا معدلات أقل من ذلك بكثير. وفي نهاية الربع الثاني من هذا العام، كانت البنوك الأمريكية تدفع لمودعيها فائدة سنوية تبلغ 2.2% في المتوسط، وفقًا للبيانات التنظيمية التي تشمل حسابات لا تقدم فائدة على الإطلاق. وهذا أعلى من مستوى 0.2% الذي كانت تدفعه البنوك قبل عامين، لكنه أقل كثيرًا من سعر الفائدة الذي حدده الفيدرالي عند 5.5%، ووفقاً لهذه البيانات، بلغت تكاليف الودائع السنوية لدى "جيه بي مورجان" و"بنك أوف أمريكا" 1.5% و1.7% على التوالي. ووفقاً للمراجعة، فإن هذه المدفوعات المنخفضة للمودعين، ساعدت البنوك على توليد 1.1 تريليون دولار من إيرادات الفائدة، أو ما يقرب من نصف إجمالي ما حققته خلال تلك الفترة. وهذا يتناقض بشكل حاد مع أوروبا، حيث فرضت بعض الحكومات ضرائب على الأرباح غير المتوقعة على البنوك التي استفادت من أسعار الفائدة المرتفعة.
مشاركة :