اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية هو يوم عظيم في تاريخ الأمة، يحتفل فيه الشعب السعودي بذكرى توحيد هذا الوطن العظيم على يد المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز آل سعود - طيب الله ثراه - الذي يوافق الثالث والعشرين من سبتمبر من كل عام. إنه يوم يجسد الوحدة والفخر الوطني، ويعكس مسيرة التقدم والازدهار التي شهدتها المملكة على مدى عقود. يعد اليوم الوطني السعودي فرصة للاحتفال بالهوية الوطنية وإحياء القيم الأصيلة التي قامت عليها المملكة. فمنذ تأسيسها، ارتكزت المملكة على مبادئ الإسلام السمحة، وعلى التراث العربي الأصيل، مما شكل أساساً متيناً لبناء دولة حديثة تحافظ على أصالتها وتواكب التطور العالمي. لقد كان لملوك المملكة العربية السعودية وما زال دور بارز في بناء هذا الوطن العظيم وتطويره وتقدمه. فمنذ تأسيس المملكة، حمل كل ملك على عاتقه مسؤولية النهوض بالبلاد وتحقيق الرفاهية لشعبها. فلقد كان لمؤسس المملكة الملك عبدالعزيز آل سعود ومن تبعه من الملوك والأحفاد إرث من الأقوال الحكيمة التي تعكس رؤيتهم وحبهم للوطن وشعبه. إحدى الحكم العظيمة التي تحمل دلالات عميقة، وتؤكد أهمية الوحدة والتماسك في بناء الأمة، وتربط بين الإيمان بالله والوحدة الوطنية، هي قول الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود - رحمه الله -: «أعاهد الله ثم أعاهدكم أن اتخذ القرآن دستوراً والإسلام منهجاً، وأن يكون شغلي الشاغل إحقاق الحق وإرساء العدل وخدمة المواطنين». أما خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، فقد قال: «المواطن السعودي في المرتبة الأولى». هذه الكلمات تعكس اهتمام القيادة برفاهية المواطن وجعله محور التنمية. هذه الحكمة تبرز أهمية المواطن في عملية التنمية والبناء، وتؤكد دور كل فرد في نهضة الوطن. أيضا ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، صاحب رؤية 2030، له قول مشهور: «السعودية ستكون من أفضل خمس دول في العالم». هذه الكلمات تعبر عن الطموح الكبير والرؤية المستقبلية للمملكة. إن هذه الأقوال المأثورة تشكل نبراسًا يضيء الطريق نحو مستقبل أكثر إشراقًا. فهي تحمل في طياتها قيم الوحدة، والعزة، والتقدم، والاعتزاز بالهوية الإسلامية والعربية. كما أنها تؤكد أهمية المواطن ودوره في بناء الوطن وتطوره. في هذا اليوم الوطني، يستذكر السعوديون هذه الكلمات الحكيمة، ويستلهمون منها العزم والإصرار على مواصلة مسيرة البناء والتطور. إن احتفال المملكة بيومها الوطني هو احتفاء بالإنجازات العظيمة وتجديد للعزم على مواصلة مسيرة التنمية والتطور. فلقد شهدت المملكة تحولات كبرى في مختلف المجالات. فعلى الصعيد الاقتصادي، تحوّلت من دولة تعتمد بشكل أساسي على الموارد النفطية إلى اقتصاد متنوع يسعى لتحقيق رؤية طموحة تتمثل في رؤية 2030. هذه الرؤية تهدف إلى تنويع مصادر الدخل وتطوير قطاعات جديدة كالسياحة والتقنية والصناعات المتقدمة. أما في مجال التعليم، فلقد حققت المملكة قفزات نوعية، حيث انتشرت المدارس والجامعات في مختلف أنحاء البلاد، وأصبح التعليم متاحاً للجميع. كما أولت المملكة اهتماماً خاصاً بالابتعاث الخارجي، مما أسهم في تكوين جيل من الكفاءات الوطنية المؤهلة في مختلف التخصصات. على الصعيد الاجتماعي، شهدت المملكة تطورات مهمة، خاصة فيما يتعلق بتمكين المرأة. فقد أصبحت المرأة السعودية تشغل مناصب قيادية في مختلف القطاعات، وتسهم بشكل فعال في عملية التنمية الشاملة. في مجال البنية التحتية، تفخر المملكة بشبكة متطورة من الطرق والمطارات والموانئ، إضافة إلى مشاريع عملاقة مثل مدينة نيوم المستقبلية التي تمثل نموذجاً للمدن الذكية والمستدامة. على الصعيد الدولي، تبوأت المملكة مكانة مرموقة كعضو فاعل في المجتمع الدولي. فهي عضو مؤسس في جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، كما أنها عضو في مجموعة العشرين، مما يعكس ثقلها الاقتصادي والسياسي على المستوى العالمي. في ظل القيادة الحكيمة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، تتطلع المملكة إلى مستقبل واعد. فرؤية 2030 ليست مجرد خطة اقتصادية، بل هي مشروع وطني شامل يهدف إلى بناء مجتمع حيوي واقتصاد مزدهر ووطن طموح. إن اليوم الوطني السعودي هو تجسيد لقصة نجاح وطن استطاع في فترة وجيزة أن يحقق نهضة شاملة، محافظاً على قيمه وهويته. إنه يوم للفخر بالماضي والحاضر، واستشراف مستقبل أكثر إشراقاً. في هذا اليوم السعيد، يتجدد العهد على مواصلة البناء والعطاء، والعمل بكل جد وإخلاص لرفعة الوطن وعزته. فكل مواطن سعودي هو جندي في معركة التنمية، وكل فرد له دور في صناعة مستقبل المملكة المشرق. حفظ الله المملكة العربية السعودية، وأدام عليها نعمة الأمن والأمان، وحقق لها المزيد من التقدم والازدهار تحت ظل قيادتها الرشيدة. وكل عام والوطن الغالي بألف خير. ** - مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية
مشاركة :