وتهيمن الخشية من حرب في الشرق الاوسط على الجمعية العامة للامم المتحدة التي تبدأ أعمالها الثلاثاء في نيويورك، في وقت يزداد التصعيد العسكري بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله المدعوم من ايران والمتحالف مع حركة حماس الفلسطينية. وأعلن الجيش الاسرائيلي الثلاثاء أنه قصف ليلا "عشرات الاهداف العائدة الى حزب الله في مناطق عدة في جنوب لبنان". وقال الجيش ان قصف الاثنين، وهو الاعنف منذ بدء تبادل اطلاق النار على الحدود بين لبنان واسرائيل في تشرين الاول/اكتوبر الفائت، طاول "نحو 1600 هدف ارهابي" في جنوب لبنان والبقاع (شرق). واعلن حزب الله ليلا إطلاق مزيد من صواريخ فادي-2 في اتجاه اسرائيل. واكد الجيش الاسرائيلي أنه رصد اطلاق عشرين صاروخا. واسفرت ضربات الاثنين عن 492 قتيلا بينهم 15 طفلا و58 امرأة، اضافة الى 1645 جريحا بحسب وزارة الصحة اللبنانية. وتحدث الجيش الإسرائيلي عن مقتل "عدد كبير" من عناصر حزب الله. "مجزرة" وقال جمال بدران الطبيب في مستشفى النجدة الشعبية في مدينة النبطية (جنوب) لفرانس برس "إنها كارثة، مجزرة"، مضيفا أن "الضربات لا تتوقف. لقد قصفونا فيما كنا ننتشل جرحى". ونزح آلاف اللبنانيين من المناطق التي تتعرض للقصف، وفق وزارة الصحة، باحثين عن ملاذ في بيروت أو صيدا، كبرى مدن جنوب لبنان، وأمضى كثر منهم ليلتهم في سياراتهم لعدم قدرتهم على الوصول الى بيروت بسبب زحمة السير الخانقة. وافادت الأمم المتحدة الثلاثاء ان عشرات آلاف الاشخاص فروا من العنف في لبنان منذ الإثنين. لم يغادر حسن بنجك الذي لجأ الى مدرسة في صيدا، المنطقة منذ بدء الحرب، "ولكن حين تكثفت الضربات وباتت أقرب، خاف الاولاد وقررنا المغادرة". وطلب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو مساء الاثنين من اللبنانيين "الابتعاد من المناطق الخطيرة" في انتظار انتهاء "العملية". من جانبه، ندد نظيره اللبناني نجيب ميقاتي ب"مخطط تدميري" للبنان، حيث أغلقت كل المدارس ابوابها الثلاثاء. خطر "حرب شاملة" وعلق مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي جوزيب بوريل "نحن على حافة حرب شاملة"، فيما طلبت فرنسا انعقاد جلسة طارئة لمجلس الامن الدولي هذا الاسبوع لبحث التطورات في لبنان. واكد وزير الدفاع الاسرائيلي يوآف غالانت أنه في يوم واحد، تمكن الجيش الاسرائيلي من "تدمير عشرات آلاف الصواريخ والذخائر"، معتبرا أن حزب الله يعيش "الأسبوع الاكثر صعوبة منذ انشائه" العام 1982. كذلك، أعلن الجيش الاسرائيلي الاثنين تنفيذ "ضربة محددة الهدف" في الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل التنظيم الشيعي، طاولت قائد جبهة الجنوب في الحزب علي كركي، لكنه نجا منها. واكد نتانياهو أن اسرائيل تقوم "بتغيير التوازن الامني" في شمال البلاد، عازمة على السماح بعودة عشرات الآلاف من سكانه النازحين. من جهته، تعهد حزب الله الاستمرار في مهاجمة اسرائيل "حتى نهاية العدوان في غزة"، حيث اندلعت الحرب في السابع من تشرين الاول/اكتوبر اثر هجوم غير مسبوق شنته حركة حماس في جنوب اسرائيل. ومذاك، يستمر تبادل القصف على الحدود بين لبنان واسرائيل. وتصاعدت وتيرة المواجهات بين الدولة العبرية وحزب الله بعد تفجير أجهزة اتصال يستخدمها عناصر الحزب يومي 17 و18 ايلول/سبتمبر، ما أسفر عن مقتل 39 شخصا بحسب السلطات اللبنانية. ونسب الحزب هذه التفجيرات الى اسرائيل. وفي 20 ايلول/سبتمبر، تعرض الحزب لضربة جديدة تمثلت في غارة على ضاحية بيروت الجنوبية أسفرت عن مقتل 16 من قادة وعناصر "قوة الرضوان"، وحدة النخبة لديه، أبرزهم قائدها ابراهيم عقيل. "احتواء التصعيد" كرر الرئيس الاميركي جو بايدن الاثنين أنه "يعمل على احتواء التصعيد"، علما انه يلقي كلمة الثلاثاء أمام الجمعية العامة للامم المتحدة. وقال مسؤول اميركي كبير إن بلاده تعارض غزوا بريا للبنان وستعرض "افكارا ملموسة" على شركائها هذا الاسبوع في الامم المتحدة من اجل التهدئة. واعربت دول عدة بينها روسيا وقطر ومصر عن قلقها البالغ. وأكدت مجموعة الدول السبع ان "ما من بلد سيكسب" من التصعيد في الشرق الاوسط، محذرة من خطر "نزاع اقليمي لا يمكن تصور تداعياته". واعربت الصين الثلاثاء عن "صدمتها الكبيرة" لعدد ضحايا القصف الاسرائيلي في لبنان. ودعا العراق الى "اجتماع طارئ" لرؤساء الوفود العربية في الامم المتحدة ل"وقف سلوك اسرائيل الاجرامي". وأكّدت المملكة العربية السعودية أنها تتابع بـ"قلقٍ بالغ" التطورات في لبنان، كما جدّدت تحذيرها من "خطورة اتساع رقعة العنف في المنطقة". واتهم الرئيس الايراني مسعود بزشكيان اسرائيل الاثنين بالسعي الى "توسيع" النزاع. وقال بزشكيان في مقابلة مع شبكة "سي إن إن" تُرجمت من الفارسية إلى الإنكليزية "لا يمكن حزب الله أن يواجه بمفرده دولة تدافع عنها وتدعمها وتزودها الإمدادات دول غربية ودول أوروبية والولايات المتحدة". واندلعت الحرب في قطاع غزة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر، مع شنّ حماس هجوما تسبّب بمقتل 1205 أشخاص في الجانب الإسرائيلي، معظمهم مدنيون، بحسب تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى بيانات رسمية إسرائيلية. ويشمل هذا العدد رهائن قضوا خلال احتجازهم في قطاع غزة. وخُطف خلال الهجوم 251 شخصا، لا يزال 97 منهم محتجزين، بينهم 33 يقول الجيش إنهم لقوا حتفهم. وردّت إسرائيل بحملة قصف مدمرة وهجوم بري على غزة، ما أسفر عن سقوط 41467 قتيلا على الأقل، وفق وزارة الصحة التابعة لحماس. وتؤكد الأمم المتحدة أنّ غالبية القتلى من النساء والأطفال.
مشاركة :