لصناعة الفنان الناجح آليّتان اثنتان لا ثالث لهما. الأولى تتمثّل في تلميع شخصٍ يمتلكُ ألفباء الحضور والكفاءة، وجعله محاطاً بالضّوء أينما حلّ. والثانية تقومُ على جهدٍ ذاتيّ لفردٍ يتمتّع بموهبةٍ صافية كرّسها الاجتهاد. الممثلة ديمة قندلفت هي مثال واضح عن الحالة الثانية حيث استحقت حضوراً نوعياً على مستوى المهنة حيث بدأت مشوارها قبل ستّة عشر عاماً وتحوّلت اليومَ إلى بطاقةٍ رابحة تمنحُ العملَ الذي تُشارك فيه ثقلاً مُضافاً "سيدتي" التقت ديمة قندلفت، وكان لنا معها هذا الحوار ستّة عشر عاماً من العمل الفنيّ، قدمتِ فيها ما يزيد عن ثلاثةٍ وخمسينَ مسلسلاً درامياً أدّت، في محصّلتها، إلى صناعة نجاحٍ لا يختلفُ حولَه اثنان... ما هو سرّ هذا النّجاح؟ الاجتهاد. هذا جوابٌ كلاسيكيّ، لكنّي سوف أشرحه بموضوعية. الممثل كتلةُ أدوات، تبدأ بفيزيولوجيا الجسد والصّوت والحضور مروراً بالخيال وانتهاءً بالشغل العقلي اللازم لتحويلِ الشخصية من سطورٍ صاغها الكاتب إلى كائنٍ من لحم ودم. هذه الأدواتُ بحاجةٍ إلى الصّقل والتطوير بصورةٍ مستمرّة، وإهمالها من شأنه أن يَهدم نجاحاتِ الممثّل بينَ عشيّة وضحاها. الموهبة دون اجتهاد لا تُساوي شيئاً، لكنّ الاجتهادَ دون موهبة ربمّا يُعطي ثماراً طيّبة، أمّا ما اتفقنا على تسميته «نجاحاً» فإنّه يحتاجُ إلى شراكةٍ بين الموهبة والاجتهاد. أعمالي في رمضان لعبتِ دورِ البطولة في مسلسل «علاقات خاصة»، أي قيمةٍ قدّمتها الأعمالُ العربية المشتركة الّتي تضمّ ممثلين من سورية ولبنان ومصر؟ هذا الصنف من المسلسلات قديمٌ جديد. جميعنا تداول مصطلح «الفيلم العربيّ» أيّام الزمن الجميل. العودةُ إلى الأرشيف تجعلنا نتنبّه إلى بطولاتٍ جمعت، على سبيل المثال لا الحصر، الأستاذ دريد لحّام (سورية) مع الراحلة صباح (لبنان) والسّيدة نبيلة عبيد (مصر) في عملٍ واحد، إضافةً إلى شراكات مماثلة عديدة. يومها كانت التركيبة أكثر إقناعاً نظراً للطابع الترفيهي البحت الذي كان يطغى على العمل الدراميّ، أمّا الأعمالُ المُشتركة الّتي تحوّلت إلى طبقٍ رئيسٍ حاضرٍ على المائدة الرمضانية خلال السنواتِ القليلة الماضية، فإنّها تتفاوتُ في مستواها وأرضيّاتها. الحقيقةُ أنّ النّص هو المتن الذي يؤسّس لعملٍ مشتركٍ ناجح حين يوفّر المبرّرات والجماليات اللازمة لإنجاح هذا الطراز من المسلسلات التي باتت تلقى جماهيرية واسعة بسبب تعدّد جنسيات الممثلين المُشاركين فيها. في المحصّلة: هذه الأعمال تستمدّ قيمتها أو انعدامَ قيمتها من الورقِ قبل أيّ شيء آخر. حدّثينا عن الأعمالِ الّتي سوف تُطلّين من خلالها في رمضان القادم؟ أشارك في مسلسل «بلا غمد» إخراج الأستاذ فهد ميري، إضافةً إلى «أيّام لا تُنسى» الذي يُعيد الأستاذ أيمن زيدان إلى مربّع الإخراج مجدداً، كما أطلّ في مسلسل «أحمر» وهو التجربة الأولى للمخرج جود سعيد في مجال التلفزيون. أستطيع أنّ أدّعي أن الشخصيات الثلاث تنتمي إلى عوالمَ وبيئاتٍ مختلفة. أتمنّى أن أكون قد وُفّقت في الخياراتِ والأداءاتِ على حدّ سواء. هل سبق وتمنّيتِ لعبَ دورٍ أدّته إحدى زميلاتِك في المهنة؟ نعم. وهذه حالةٌ صحيّة تحفّزها الغيرةُ الإيجابيّة، فالممثّل دائم التّوق إلى التجدّد والاختلاف، وحينَ أُشاهد واحدةً من زميلاتي تُجسّد شخصية نوعيّة ذاتَ مفاتيح جذّابة فإنّي أتمنّى، ضمناً، لو أنّي امتُحنتُ بأداء الشخصية إيّاها، وأفكّر في الأبعادِ والطريقة الّتي يُمكن أن أمثّل فيها بعيداً عن الأداء الذي قدّمته صاحبةُ الشّخصيّة. هذه غيرةٌ مشروعة تأتي تحت مظلّة المنافسة الشريفة والمحترمة. أفكّر في تقديمِ أعمال غنائيّة قدمت تجارب متقطّعةً في مجالِ الغناء، بعضها كان مستقلّاً وبعضها جاء ضمن سياقِ بعضِ الشّخصيات الّتي مثّلتها. هل تفكّرين في تكريسِ التجربة؟ أعترفُ أنّي أفكّر في تقديمِ أعمال غنائيّة تتوافق مع فهمي لجدوى الغناء ووظيفته، لكنّ الأمر يحتاجُ ظروفاً موضوعيةً وفنيّة لمّا تتوافر بعد. لكنّ المشروع حاضرٌ على الطاولة وغير مستبعدٍ على المدى المنظور. رسائل ديمة قندلفت ما هي الرسالة التي ما زلت تحتفظين بها في درجك من رسائل الزمن الورقية؟ ما زلت أحتفظ بكل الرسائل الورقية التي وصلتني لأنها تربطني بذكريات الماضي. فرسائل الأصدقاء وبطاقات المعايدة كلها موجودة، أحب الورق. رسالة ترغبين في توجيهها للممثلات الصاعدات الشابات؟ الجيل الذي سبقنا كان واثقاً بنا وراهن على نجاحنا والاستمرارية بما صنعوه، وأنا أحمّل الجيل الجديد نفس الثقة والرسالة التي حملتها، فعليهنّ الاقتداء بذلك. ما هي رسالتك للمرأة المعنفة؟ أقول لها إن الساكت عن الحق هو شيطان أخرس والعنف تصرف ضد قانون الطبيعة والإنسان عليه أن يحافظ على نفسه ومن واجبه أن يصد أي اعتداء، وهناك طاقة نور مفتوحة يجب أن تنظر إليها كل امرأة معنفّة فالاستسلام معيب. رسالة وصلتك يوماً وقمت بتمزيقها؟ وصلتني على الموبايل رسالة حقد محوتها وهي رسالة تهديد جراء الأزمة التي مررنا بها وهي رسالة حقد على تمسكي بوطنيتي. رسالة من معجب أثّرت فيك؟ لا أستطيع أن أتذكر رسالة واحدة فكل رسائل المعجبين مؤثرة وكثيرة لكن هناك جملة من الرسائل تقول «علمتنا المحبة وجمعتنا لأجلها». رسالة أرسلتها عبر الموبايل لأحدهم وندمت عليها؟ أندم على رسالة أرسلتها بلحظة غضب. من المُخرجُ الأفضلُ الذي تعاونت معه في السينما؟ أي أثرٍ خلّفته الحرب برأيها على الدراما السّورية اليوم؟ ما هي رسالتها لصنّاع الدراما السورية؟ لماذا هي مقلّة في إطلالاتها الإعلامية؟ ما الرسالة التي تود توجيهها إلى الإعلام العربي؟ ما هي الرسالة وجهتها لك والدتها عند دخولها عالم الفن؟ كل الإجابات عن هذه الأسئلة وغيرها في اللقاء الخاص مع النجمة ديمة قندلفت في العدد 1834 من مجلة "سيدتي" الموجودة حالياً في الأسواق. تابعوا أيضاً: أخبار المشاهير على مواقع التواصل الإجتماعي عبر صفحةمشاهيرأونلاين ولمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا أنستغرامسيدتي ويمكنكم متابعة آخر أخبار النجوم عبر تويتر"سيدتي فن"
مشاركة :