تشتكي الكثير من السيدات القادمات للصلاة في المسجد النبوي الشريف من كثرة إزعاج الأطفال الذين تجلبهم أمهاتهم بشكل يومي إلى الحرم النبوي دون الحاجه لاصطحابهم فمعظمهم كبار على المكان ومنهم أبناء تجاوزت أعمارهم العاشرة من المفترض ألا يدخلوا مصليات النساء، وهناك فتيات من نفس العمر يتجمعن للهو الجماعي رغم عدم صلتهن ببعض مما يثير غضب السيدات في الحرم وأغلبهن قادمات من جميع مناطق المملكة ويأتين لزيارة الحرم ليومين ويفضلن الصلاة بروية وهدوء بعيدا عن الإزعاج داخل أسواره واللعب بماء زمزم وبقايا الأطعمة وسيارات الحرم ومصاعده الكهربائية والسلالم الخاصة بالعمالة في الحرم بعيدا عن أمهاتهن اللائي يقمن باصطحابهن بدون رقابة. ترى أم سهى أن المسجد خصص للصلاة بينما هؤلاء الأطفال يتضاربون ويلعبون، والذي نستغربه أن الأم هي من تأمر البنت الكبرى وهي في سن 7 سنوات بأخذ إخوتها للعب هناك كأنما الحرم ملهى للأطفال في حين أن الجميع مشغول بالصلاة وقراءة القرآن فمن سيراقبهم لتبدأ معاناة المراقبات لتهدئتهم وإبعادهم عن المصليات حيث إن الأغلب ليسوا من المدينة وقادمات من شتى مدن المملكة والخليج والدول الإسلامية. إيناس البلوي ـ زائرة من منطقة تبوك ـ تصف الوضع بالمزعج حيث اللعب بشتى صوره دون مراعاة لحرمة المكان وروحانيته فنحن نقطع مسافات كبيرة للمجيء إلى هنا والصلاة في روضة المصطفى والخلوة مع النفس بالصلاة وقراءة القرآن والدعاء ولكن إزعاج الأطفال ولعبهم وبكاء المواليد يعكر علينا ويجعلنا نتنقل من زاوية لآخرى لعلها تكون أكثر هدوءا من غيرها ولكن بلا جدوى ففي كل ركن تجد جماعات يقضون أغلب وقتهم في الحرم ويتجمعون مع أطفالهم. عهد البشر ـ زائرة من الرياض ـ تقول نحن نأتي للصلاة في المسجد النبوي على قدر استطاعتنا في السنة مرة أو اثنتين، ولكن نجد ما يفسد علينا المجيء فاللهو له أماكن مخصصة بعيدا عن أماكن الصلاة والعبادة، فنحن لا نأخذ كامل راحتنا في الصلاة والانفراد بالعبادة فداخل المسجد إزعاج وخارجه أقوى من الداخل، مطالبة بإبعاد الأطفال عن المسجد ومنعهم من دخوله وإصدار قانون يكفل للمصليات الطمأنينة. وتتفق الداعية غادة إدريس مع عهد وترى أن من الخطأ جلب الأطفال للحرم النبوي فهناك مصليات قادمات من شتى أنحاء العالم الإسلامي ولهن الحق في الصلاة بخشوع وطمأنينة بعيداً عن الإزعاج، وخاصة من قبل الأسر التي تتخذ من الحرم تجمعا أسريا باصطحابها الأطفال بشكل يومي للعب واللهو بينما الحرم مكان خصص للتدبر والتفكر والصلاة والعبادة والانقطاع عن كل شيء والاتصال بالخالق بالصلاة والدعاء وقراءة القرآن، وبإزعاجهم يشوشون عليهم ويجعلونهم في حزن من عدم إتمام الزيارة فعلى كل أم مسلمة أن تتقي الله في أطفالها ولا تحمل نفسها ذنب المصليات فالأطفال مكانهم المنزل وليس المسجد، معربة عن أملها في منع دخول الأطفال للمسجد فليست قصور الأفراح أكبر مكانة من المسجد النبوي حيث يمنعون دخول الأطفال إليها تحسبا للإزعاج فحرمة المسجد أولى بذلك.
مشاركة :