قالت الأمم المتحدة يوم الأربعاء إن أحدث موجة من الهجمات في لبنان امتدت إلى مناطق لم يسبق لها أن تعرضت للقصف، الأمر الذي تسبب بسقوط ضحايا مدنيين وإلحاق دمار واسع النطاق وخاصة في البنية التحتية الأساسية. وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) إنه في اليوم الثالث على التوالي من التصعيد العسكري واسع النطاق، تضررت إمدادات المياه في البقاع والمحافظة الجنوبية بشدة، ما ترك 30 ألف شخص دون الحصول على المياه النظيفة، في أعقاب الأضرار الجسيمة التي لحقت بـ16 محطة مياه سابقا. وقال المكتب إن "الضربات دفعت أيضا عشرات الآلاف من الناس إلى الفرار من منازلهم في جنوب لبنان"، موضحا أنه "منذ 23 سبتمبر (الاثنين)، أبلغت المنظمة الدولية للهجرة عن نزوح أكثر من 90 ألف شخص بينهم 40 ألف شخص في أكثر من 200 مأوى جماعي". وأعلنت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) عن افتتاح اثنين من ملاجئ الطوارئ المخصصة للنازحين. وقامت المفوضية بتخزين الإمدادات الغذائية وغير الغذائية مسبقا لدعم النازحين. وفي حين قالت الأونروا إنها تعطي الأولوية للنازحين الفلسطينيين في هذه الملاجئ، إلا أنها لا تزال ملتزمة بمساعدة الأفراد من جنسيات أخرى المحتاجين خلال التصعيد، اعتمادا على توافر الموارد. وقالت الوكالة إنها قامت بتفعيل خطتها للاستجابة الطارئة، والتي تشمل توفير العلاج في المستشفيات للجرحى المدنيين من النازحين الفلسطينيين المسجلين في المستشفيات المتعاقد معها، وفقا لسياستها لكل مستشفى. وذكرت منظمة الصحة العالمية أنها توفر الإمدادات الصحية للمرافق الصحية اللبنانية التي تعمل فوق طاقتها في أعقاب انفجارات أجهزة الاتصالات الأسبوع الماضي. ولا تزال مستويات الإمدادات الصحية غير كافية مع تفاقم الأزمة، وتتوقع منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) وصول 25 طنا من الأدوية والسلع الطبية المنقذة للحياة إلى البلاد في الأيام المقبلة. ويقوم العاملون في المجال الإنساني بتعبئة المواد الغذائية والماء والإمدادات الأساسية، بما في ذلك الفرش ومستلزمات النظافة. وقال مكتب أوتشا "يدعو شركاؤنا إلى إنشاء المزيد من المواقع للنازحين. يتم إعادة تخصيص ما يقرب من 300 مدرسة في جميع أنحاء البلاد لإيواء الأشخاص الفارين من منازلهم. يمكن أن يتأثر ما يصل إلى 100 ألف طالب نتيجة لذلك". وقالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إنها تستعد لاستيعاب العدد المتزايد من النازحين اللبنانيين والسوريين الفارين من لبنان إلى سوريا في حالة من اليأس مع استمرار الغارات الجوية الإسرائيلية. وقالت إن "مئات السيارات المكدسة تقف في طوابير على الحدود السورية. كما يصل الكثير من الناس سيرا على الأقدام، حاملين ما في وسعهم. وتنتظر حشود كبيرة، بينهم نساء وأطفال صغار ورضع في طابور بعد قضاء الليل في العراء في درجات حرارة منخفضة. بعضهم يحملون إصابات جديدة جراء القصف الأخير". وتوفر المفوضية وشركاؤها الغذاء والماء والبطانيات والفرش لأولئك الذين يعبرون الحدود، ويوجهونهم إلى الدعم المتاح في سوريا. وقال المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي إن الشرق الأوسط لا يمكنه تحمل أزمة نزوح جديدة. وقالت المفوضية إنها تستجيب لاحتياجات النازحين قسرا في جميع أنحاء لبنان، وتنسق عن كثب مع السلطات والمنظمات الإنسانية الأخرى. أما بالنسبة لسوريا، حيث يفر بعض النازحين إليها من لبنان، قال العاملون في المجال الإنساني إن الاحتياجات لا تزال ماسة. وترك زلزال عام 2023 والصراع الذي طال أمده هناك البنية التحتية الحيوية في حالة يرثى لها والملايين بحاجة إلى المساعدة. ويستضيف لبنان ما يقدر بنحو 1.5 مليون لاجئ سوري وأكثر من 11 ألف لاجئ من بلدان أخرى.■
مشاركة :