أكد زعيم الحوثيين باليمن عبد الملك الحوثي، اليوم الخميس، أن الحركة لن تتوانى عن إسناد لبنان وحزب الله وغزة، إزاء ما يتعرضان له من عدوان صهيوني إجرامي بدعم أميركي وأوروبي. وقال زعيم الحوثيين في كلمته الأسبوعية التي نشرتها وكالة سبأ للأنباء، إن إسرائيل تسعى إلى منع حزب الله من إسناد غزة والشعب الفلسطيني، معتبراً أن ما يحدث من عدوان هو بتخطيط مسبق وامتداد لتحضيرات واستعدادات منذ سنوات. ومنذ نوفمبر/تشرين الثاني، يشن الحوثيون عشرات الهجمات بالصواريخ والمسيّرات على سفن تجارية في البحر الأحمر وبحر العرب، يعتبرون أنها مرتبطة بإسرائيل أو متجهة إلى موانئها، ويقولون إن ذلك يأتي دعماً للفلسطينيين في قطاع غزة في ظل الحرب الدائرة فيه. وأكد الحوثي أن «حزب الله في تماسك تام، وواقعه أقوى من أي زمن مضى، والأعداء الصهاينة يتذكرون ما حل بهم عام 2006، وما سيحصل هذه المرة قد يكون أكثر بكثير». واعتبر زعيم الحركة التي تعدّ ركناً من محور المقاومة أن «أي عملية برية عدوانية في لبنان ستلحق بالعدو الخسائر الفادحة، وستكون نتيجتها الحتمية الهزيمة الكبيرة لهم». ويتبادل حزب الله وإسرائيل القصف عبر الحدود منذ الثامن من أكتوبر/تشرين الأول 2023، بعدما فتح الحزب جبهة إسناد لحماس وقطاع غزة إثر اندلاع الحرب. ومنذ الإثنين الماضي، تصاعدت المواجهات عبر الحدود اللبنانية، وتنفّذ إسرائيل غارات جوية كثيفة على مناطق عدة في لبنان، خلفت أكثر من 600 شهيد، بينهم العديد من المدنيين. كما جدد عبد الملك الحوثي موقفه الثابت المساند للشعبين الفلسطيني واللبناني إزاء ما يتعرضان له من عدوان، وقال في كلمة حول تطورات تصعيد العدوان الإسرائيلي على لبنان ومستجدات العدوان على غزة: «شعبنا العزيز سيكون في الموقف الصادق الثابت لنصرة كل بلد إسلامي يواجه اعتداءً من عدو الأمة، ولن يأبه بكل ما يفعله الأميركي وعملائه وأعوانه وأبواقه، وسنتجه لمواجهة أي تصعيد بالتصعيد». وأكد أن «التطوير مستمر للقدرات العسكرية مع استمرار الزخم والتفاعل الشعبي الواسع الذي ينطلق بإيمان وصبر ووفاء، وسيكون لهذه المرحلة بإذن الله فاعلية أكبر لموقف بلدنا في ظل تطوير القدرات وصناعة صاروخ “فلسطين 2” وغيره من القدرات». الحوثي يدعو لمليونية غداً الجمعة نصرة لفلسطين ولبنان ودعا الحوثي أبناء الشعب اليمني إلى الخروج يوم غدٍ الجمعة، خروجاً مليونياً في ساحات ميدان السبعين بصنعاء والمحافظات نصرةً للشعبين الفلسطيني واللبناني، مؤكداً أن الشعبين الفلسطيني واللبناني والمجاهدين هناك لن يجدوا من اليمن إلا الوفاء والثبات والصدق. وأضاف: «الخروج الشعبي المليوني لشعبنا العزيز مع التعبئة والموقف العسكري والسياسي والإعلامي والتبرعات استمر بزخم وتفاعل كبير، بالرغم من أن الأميركي استخدم وسائل كثيرة للتأثير على موقف بلدنا، ومنها الاعتداء العسكري، ولم يحقق شيئاً بل أسهم في تطوير قدراتنا العسكرية». وأوضح أن أميركا ضغطت على اليمن اقتصادياً وإنسانياً وما يزال يفعل ذلك للتأثير على الموقف اليمني المساند لغزة، ويحاول إثارة الفتن والفوضى لكنه يفشل، مؤكداً أن الشعب اليمني ينطلق في ذلك من دافع إيماني، لذلك تفشل أميركا وأبواقها في حربهم الإعلامية ومحاولات التشويش والبلبلة لصرف اليمن عن مساندة غزة. وأكد: «إذا كانت أميركا تتصور أنه بمؤامراتها وأنشطتها العدائية سوف توقف اليمن، فهو رهان باطل وخاطئ، ولن يتحقق لها هذا الرهان». وأفاد بأن الشعب اليمني مستمر في أنشطته الشعبية المساندة لفلسطين ولبنان، وتحركه العسكري والسياسي والإعلامي والخروج المليوني الأسبوعي لدعم غزة ولبنان، وسيواصل كل أنشطته، وهو ثابت على موقفه مع غزة والشعب الفلسطيني، ومع لبنان وحزب الله. صاروخ فلسطين 2 يدخل الخدمة وأشار الحوثي إلى أن البحر الأحمر وبحر العرب وخليج عدن أصبحت منطقة محظورة تماماً على العدو الإسرائيلي والأميركي والبريطاني، مبيناً أن البوارج الأميركية الحربية باتت تمرّ بالتهريب وبأقصى سرعة ومتخفية وتحت النيران. وتابع: «نفذنا عمليات خلال هذا الأسبوع بـ 39 صاروخاً باليستياً ومجنحاً ومسيرة»، معتبراً الصاروخ “فلسطين 2” إنجازاً كبيراً بتوفيق من الله، ودخل في الخدمة لصالح المرحلة الخامسة من التصعيد المساند لغزة. وأردف قائلاً: «لن نتوانى أبداً في إسناد غزة وفلسطين عموماً، وفي إسناد لبنان وحزب الله والتعاون معه، وطالما استمر العدوان على غزة، فجبهات الإسناد بكلها ستبقى مستمرة، ومحاولة أميركا وإسرائيل لإيقافها لن تنجح أبداً، فغزة لن تبقى لوحدها، وقولنا للشعب الفلسطيني: “لستم وحدكم، ومعكم حتى النصر”، قلناه كموقف إيماني ثابت لن نتراجع عنه أبداً». وتطرق الحوثي إلى أن المظاهرات في كثير من البلدان مستمرة رغم الاعتداءات والقمع، ومنها تظاهرات في أميركا وكندا وغيرها من الدول، مبيناً أن قرابة 15 دولة تشهد تظاهرات داعمة لفلسطين. وأوضح أن المعركة واحدة، والعدوان على الشعب اللبناني هو في إطار العدوان على الشعب الفلسطيني، مبيناً أن رصيد العدو الإجرامي في غزة هائل ولا مثيل له في نوعية وأسلوب الإجرام، مقترناً بحجم الفشل في تحقيق الأهداف. وبيّن أن العدو الإسرائيلي لم يستعد أسراه، ولم يتمكن من القضاء على المجاهدين في غزة، وبات في مستنقع يتكبّد فيه خسائر يومية، مؤكداً أن العدو الإسرائيلي فشل في تحقيق أهدافه، رغم حجم المجازر والتدمير والتجويع والدعم والمشاركة الأميركية والغطاء السياسي لكل ذلك. المستوطنون يواصلون اقتحام المسجد الأقصى وقال الحوثي إن «قطعان المستوطنين يواصلون اقتحام المسجد الأقصى، منتهكين حرمته بحفلات الرقص وترديد الخرافات والإساءة للإسلام والمسلمين»، مشيراً إلى الجرائم اليومية التي يرتكبها كيان العدو في الضفة، مع توسيع الاستيطان، والانتهاكات وصلت إلى مستوى تسميم الماشية. وذكر أنه مع استمرار عمليات المقاومة، بات واضحاً للعدو أن كتائب القسام متماسكة، وأنها قد استعادت الزخم العملياتي، وتطور قدراتها الهجومية، مؤكداً أن دور حزب الله المساند لغزة منذ بداية العدوان هو الأقوى والأكثر تأثيراً على مستوى جبهات الإسناد. واعتبر أن دور حزب الله أصيلاً ومهماً في مواجهة العدو، ورصيده البطولي وإنجازاته وانتصاراته تثبت دوره المحوري لصالح فلسطين ولبنان والأمة. وأضاف: «حزب الله ألحق أكبر الهزائم بالعدو الإسرائيلي في مراحل كان فيها لا يمتلك من العدة والعدد ما يمتلكه اليوم»، موضحاً أن حزب الله اليوم مع بنيته من المجاهدين المؤمنين وحاضنته الشعبية القوية والواعية، أقوى من أي زمن مضى. وأردف: «العدو الإسرائيلي له أحقاده وأطماعه، وسوابقه معروفة في استهداف واحتلال لبنان وارتكاب أفظع الجرائم بحق شعبه، وعند التأمل في غارات العدو الغادرة لاستهداف لبنان نجد أن العدوان ليس مجرد حالة طارئة بل يأتي في ظل تخطيط مسبق». وأكد أن العدو كان يحضر للعدوان على لبنان وحزب الله، وكان يعد العدة فيما يتعلق بجانب المعلومات وخطة الاستهداف وتجهيز المقومات لذلك.. وقال: «نلحظ قوة الموقف لدى حزب الله وتماسكه وثباته، بالرغم من حجم العدوان الإسرائيلي». وأشار إلى أنه بالرغم من العدوان الذي استهدف كل القرى الحاضنة، نجد أن حزب الله يمتلك المقومات اللازمة للصمود والثبات وتحقيق النصر، مؤكداً أن المجاهدين في لبنان وفلسطين ينطلقون في موقفهم من منطلق إيماني، ويستشعرون مهمتهم الجهادية وقدسيتها في الموقف الحق. دعم أميركي وأوروبي لإسرائيل غير مسبوق وأكد أن أميركا وبريطانيا والغرب يدعمون العدو الإسرائيلي باعتباره جزءاً منهم، ويحقق أهدافهم الاستعمارية العدوانية ضد الأمة العربية والإسلامية، مضيفاً: «ثمة خلفية عقائدية أيضًا لدى الكثير من أبناء الغرب في دعمهم لكيان العدو، ويعتبرون ذلك واجبًا دينيًا ينفذونه». واستطرد: «الغرب وبريطانيا وأميركا والأنظمة المرتبطة بالعدو الإسرائيلي أصبحت في موقف عار، لأن مواقفها تعكس انعدام القيم الإنسانية أمام الجرائم التي ترتكب في فلسطين ولبنان». ــــــــــــــــــ شاهد | البث المباشر لقناة الغد
مشاركة :