بكين 26 سبتمبر 2024 (شينخوا) حققت الصين تقدما كبيرا في دفع ترقيات المعدات على نطاق واسع وتجارة السلع الاستهلاكية، ما عزز كلا من الاستثمار والاستهلاك. وكشفت الصين في شهر مارس من العام الجاري النقاب عن خطة عمل لتنفيذ برنامج التجديد لتوسيع الطلب المحلي ودعم الاقتصاد، وعززت دعم السياسات في شهر يوليو الماضي بضخ أموال إضافية بقيمة 300 مليار يوان (حوالي 42.73 مليار دولار أمريكي) عبر سندات خزانة خاصة طويلة الأجل. وفي هذا السياق، عقدت السلطات المختصة في الصين ثلاثة مؤتمرات صحفية متتالية ما بين يومي الاثنين والأربعاء الماضيين، لتقديم نظرة عامة شاملة على البرنامج، ما يؤكد التزام الحكومة بتنشيط السوق الضخمة. وقال تشاو تشن شين نائب رئيس اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح إنه قد تم تخصيص جميع سندات الخزانة بالكامل للمشاريع والحكومات المحلية، مع تنفيذ جميع السياسات الداعمة بالفعل. وحقق البرنامج تقدما كبيرا حيث دفع بشكل فعال نمو الاستثمار، وأطلق العنان أمام إمكانات الاستهلاك وحسّن رفاهية الناس ودفع التنمية الصناعية جنبا إلى جنب مع حملة التحول الأخضر في البلاد. تعزيز الاستثمار وقال ليو ده تشون المسؤول في اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح إنه تم توزيع نصف سندات الخزانة الخاصة طويلة الأمد لدعم تحديث المعدات لأكثر من 4600 مشروع، حيث سيغطي هذا الدعم مشروعات ذات استثمارات إجمالية تبلغ 800 مليار يوان في العام الجاري. وأضاف ليو: "تم تسجيل تقدم إيجابي في مجالات رئيسية لتحديث المعدات، ما ساهم بشكل متزايد في استقرار النمو والتحول الصناعي". وعلى مدار الأشهر الثمانية الأولى من العام الجاري، نما الاستثمار في شراء المعدات والأدوات بنسبة 16.8 في المائة على أساس سنوي، كما تم إعادة تدوير 4.21 مليون سيارة خردة في جميع أنحاء البلاد، بزيادة 42.4 في المائة ما يمثل أكثر من 90 في المائة من إجمالي العدد في العام الماضي. وقال ليو إن الاستثمار في الأصول الثابتة في قطاع مرافق المدينة وبناءها ه قد توسع خلال الفترة المذكورة بنسبة 23.5 في المائة و21.6 في المائة على التوالي، مضيفا أن هناك بالفعل خططا لاستخدام سندات الخزانة لتحديث أكثر من 40 ألف مصعد سكني قيد الخدمة لأكثر من 15 عاما. وأشار ليو إلى أن السياسات تدعم أيضا بنشاط تجديد وتحديث المعدات غير المُوفّرة للطاقة وعالية الانبعاثات، مع دعم أكثر من 500 مشروع متعلق بالطاقة بسندات الخزانة في العام الجاري. وبحسب ليو، سيُوفّر هذا الإصلاح الشامل حوالي 3 ملايين طن من الفحم القياسي سنويا، إلى جانب تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنحو 8 ملايين طن. وتعهد ليو ببذل المزيد من الجهود للاستفادة من السياسات والتمويل لتحقيق منافع لمزيد من الشركات وتعزيز التنمية الصناعية المتطورة والذكية والخضراء مع تسريع التحول الأخضر. ارتفاع الاستهلاك وفي سياق متصل، قال ون هوا المسؤول في اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح إنه وبالنظر إلى وجود أكثر من 3 مليارات وحدة من الأجهزة المنزلية وأكثر من 300 مليون مركبة قيد الاستخدام في جميع أنحاء الصين، فإن إمكانية تجديدها هائلة. وأضاف ون أنه ومنذ بدء برنامج التجديد في شهر مارس الماضي، أظهر استهلاك السيارات نموا ملحوظا، مستشهدا ببيانات أصدرتها جمعية تجار السيارات الصينية أشارت إلى ارتفاع مبيعات التجزئة لسيارات الركاب ومركبات الطاقة الجديدة في شهر أغسطس الماضي بنسبتي 10.8 في المائة و 17 في المائة على أساس شهري على التوالي. كما انتعشت مبيعات الأجهزة المنزلية بشكل كبير، حيث أشارت نتائج بيانات رسمية صدرت في شهر أغسطس الماضي إلى زيادة بنسبة 3.4 في المائة على أساس سنوي في مبيعات التجزئة للأجهزة المنزلية والمعدات السمعية والبصرية، ما أنهى اتجاه التراجع. وفي الوقت نفسه، حفّز برنامج التجارة بشكل غير مباشر الاستثمار والربحية في القطاعات ذات الصلة، وفقا لـ ون الذي أشار إلى توسع تصنيع السلع الاستهلاكية خلال الفترة ما بين شهري يناير-أغسطس الماضيين بنسبة 14.9 في المائة. واستشرافا للمستقبل، قال ون إن المزيد من الجهود ستُبذل لتحقيق التنفيذ الكامل للسياسات الداعمة والاستفادة من سندات الخزانة الخاصة لتحديث المعدات وتجارة السلع الاستهلاكية، في مسعى لتوسيع فوائد السياسة لتشمل المزيد من المستهلكين، وتحسين مستويات المعيشة، وتسريع التحول الأخضر للتنمية.
مشاركة :