ويلقي نتانياهو كلمته قرابة الساعة 13,30 ت غ أمام الجمعية العامة السنوية للأمم المتحدة التي يشارك فيها رؤساء دول وحكومات العالم. ورفضت إسرائيل الخميس مقترح هدنة مع حزب الله لمدة 21 يوما طرحته دول أبرزها الولايات المتحدة، متوعدة بمواصلة ضرب التنظيم اللبناني المدعوم من إيران حتى "النصر" مع استمرار جيشها في شنّ غارات جوية مكثّفة في لبنان يردّ عليها الحزب بإطلاق صواريخ نحو شمال الدولة العبرية. وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية عن اشتداد وتيرة الغارات الإسرائيلية ليلا مستهدفة خصوصا جنوب لبنان، معقل حزب الله الذي فتح في الثامن من تشرين الأول/أكتوبر جبهة "إسناد" لحركة حماس في حربها مع إسرائيل، متعهدا مواصلة هجماته "حتى توقف العدوان على غزة". وأوضحت الوكالة أن الغارات أدت إلى تدمير وإلحاق أضرار بعشرات المنازل، مشيرة بصورة خاصة إلى مقتل عائلة من تسعة أشخاص في استهداف منزل مأهول من ثلاث طبقات في بلدة شبعا الجنوبية. ويشيع حزب الله بعد ظهر الجمعة القيادي محمد سرور غداة مقتله بضربة اسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية. وفي بيان نعيه، قال الحزب إن سرور (51 عاما) الذي قتل "إثر عمليّة اغتيال إسرائيلية غادرة"، تولى منذ العام 2020 قيادة القوة الجوية في الحزب، وقاد العمليات العسكرية للقوة الجوية منذ بدء جبهة الاسناد لغزة. وقال إنه كان من القياديين الرئيسيين في قيادة عمليات حزب الله في سوريا، حيث يقاتل الحزب دعما لقوات النظام السوري بشكل علني منذ العام 2013. وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية في بيان مقتل شخصين في الضربة وإصابة 15 بينهم امرأة في حال حرجة. وكانت الوزارة أعلنت الخميس مقتل 92 شخصا وإصابة 153 آخرين جراء الغارات الإسرائيلية خلال 24 ساعة. وعلى جبهة أخرى من التصعيد المتزايد في المنطقة، أعلن الجيش الإسرائيلي أنّه اعترض بنجاح فجر الجمعة صاروخا أطلق من اليمن باتجاه وسط إسرائيل حيث دوّت صافرات الإنذار، مشيرا إلى أنّ عملية الاعتراض تمت خارج حدود الدولة العبرية وأسفرت عن دويّ انفجارات وتساقط شظايا. وقال الجيش في سلسلة بيانات متلاحقة إنّ "صفارات الإنذار التي انطلقت في مناطق متعددة وسط إسرائيل هي نتيجة صاروخ أطلق من اليمن"، مؤكدا أنّ "الصاروخ تمّ اعتراضه بنجاح بواسطة منظومة الدفاع الجوي آرو (السهم)". والجمعة، قتل خمسة عسكريين سوريين جراء قصف اسرائيلي استهدف موقع عسكريا في ريف دمشق قرب الحدود مع لبنان، وفق ما نقل الاعلام الرسمي عن مصدر عسكري. خيبة أمل في ظل التصعيد الذي يهدد بإغراق الشرق الأوسط في الحرب، دعت الولايات المتحدة وفرنسا في بيان وقعته أيضا اليابان وقطر والسعودية والإمارات، إلى "وقف فوري لإطلاق النار لمدة 21 يوما عبر الحدود اللبنانية-الإسرائيلية لإفساح المجال أمام الدبلوماسية". لكن مكتب نتانياهو قال الخميس إن رئيس الوزراء "لم يرد حتى" على "المقترح الأميركي الفرنسي" وأمر الجيش "بمواصلة ضرب (حزب الله) بكل قوة". وأعرب البيت الأبيض عن خيبة أمله لرفض المقترح مؤكدا أنه تطلب "الكثير من العناية والجهد". وقال مستشار الأمن القومي في الرئاسة الأميركية جون كيربي في بيان الخميس "لما كنا أصدرنا هذا التصريح، لما كنا عملنا على المسألة، لو لم يكن هناك ما يدعو إلى الاعتقاد أن المحادثات التي أجريناها مع الإسرائيليين خصوصا كانت مؤيدة للهدف". من جهته، اعتبر ماكرون أنه برفضه وقف إطلاق النار، فإن نتانياهو يرتكب "خطأ" يحمّله "مسؤولية" تصعيد إقليمي، مؤكدا أن المقترح أعد بالتنسيق مع نتانياهو شخصيا. والتقى وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن وزير الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلي الخميس في نيويورك وأكد له أن وقف إطلاق النار "سيسمح للمدنيين من جانبي الحدود بالعودة إلى منازلهم". وقال المتحدث باسمه ماثيو ميلر في بيان إن "المزيد من التصعيد في النزاع سيؤدي فقط إلى المزيد من الصعوبة في تحقيق هذا الهدف". وفي هذه الأثناء، أعلنت وزارة الدفاع الإسرائيلية أنها ضمنت الحصول على حزمة مساعدات عسكرية جديدة من الولايات المتحدة بقيمة 8,7 مليارات دولار لدعم عملياتها العسكرية المتواصلة، ما يظهر عدم استعداد واشنطن لاستخدام دعمها للدولة العبرية كوسيلة للضغط عليها من أجل إقرار وقف إطلاق نار. وقف الحرب في غزة وأعلنت السلطات اللبنانية الخميس مقتل 1540 شخصا منذ بدء التصعيد بين حزب الله وإسرائيل في الثامن من تشرين الأول/أكتوبر غداة اندلاع الحرب في قطاع غزة مع شن حركة حماس هجوما غير مسبوق على جنوب الدولة الدولة العبرية. منذ الاثنين، خلفت الغارات الإسرائيلية أكثر من 700 قتيل في لبنان بينهم الكثير من المدنيين، بحسب أرقام وزارة الصحة اللبنانية. كما أدى القصف الإسرائيلي إلى نزوح أكثر من 90 ألف شخص في لبنان بحسب الأمم المتحدة، توجهوا خصوصا إلى بيروت ومناطق في شمال البلاد، وسوريا. وأفادت السلطات اللبنانية الخميس بأن أكثر من 31 ألف شخص، الجزء الأكبر منهم سوريون، عبروا الحدود من لبنان منذ مطلع الأسبوع. ومع مواصلة حربها مع حماس، أعلنت إسرائيل منتصف أيلول/سبتمبر نقل "مركز ثقل" عملياتها شمالا نحو الحدود اللبنانية، للسماح بعودة عشرات الآلاف من النازحين إلى المنطقة التي يقصفها حزب الله بشكل يومي منذ بدء النزاع في غزة. وتزايدت كثافة القصف المتبادل بين إسرائيل وحزب الله عبر الحدود منذ تفجيرات دامية لأجهزة اتصال كان يستعملها عناصر الحزب في 17 و18 أيلول/سبتمبر، في عملية خلفت 39 قتيلا ونحو 3000 مصاب، وحمّل الحزب إسرائيل مسؤولياتها. وتلت التفجيرات غارة إسرائيلية في 20 من الشهر الجاري على ضاحية بيروت الجنوبية أدت إلى مقتل 16 عنصرا من حزب الله من بينهم قائد قوة الرضوان إبراهيم عقيل. ويؤكد الجيش الإسرائيلي أنه قصف "أكثر من ألفي هدف" لحزب لله منذ الإثنين، كما قالت الحكومة الإسرائيلية إنه تم إطلاق 9360 صاروخا وقذيفة على إسرائيل خلال عام تقريبا. وشدد دبلوماسيون على أن الجهود لوقف الحرب في غزة تعتبر أساسية لوقف التصعيد في لبنان. لكن أشهرا من جهود الوساطة بمشارة الولايات المتحدة لم تنجح في التوصل إلى هدنة في القطاع. وفي هذا السياق، أعلن وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة إطلاق "التحالف الدولي لتنفيذ حلّ الدولتين"، وفق ما نقل الموقع الرسمي لوزارة الخارجية. وقال بن فرحان "إننا اليوم باسم الدول العربية والإسلامية وشركائنا الأوروبيين نعلن إطلاق +التحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين+" داعيا جميع الدول الى "الانضمام إلى هذه المبادرة، مؤكدين على أننا سنبذل قصارى جهودنا لتحقيق مسار موثوق لا رجعة فيه لسلام عادلٍ وشامل". واندلعت الحرب في غزة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر إثر هجوم حماس على جنوب إسرائيل الذي أدى إلى مقتل 1205 أشخاص، معظمهم من المدنيين، وفقا لإحصاء لوكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام إسرائيلية رسمية تشمل الرهائن الذين ماتوا أو قتلوا أثناء احتجازهم في غزة. ومن بين 251 شخصا خطفوا، ما زال 97 شخصا محتجزين في غزة، من بينهم 33 أعلن الجيش مقتلهم. في المقابل، أعلنت وزارة الصحة في حكومة حماس سقوط 41534 قتيلا و96092 جريحا في قطاع غزة منذ بدء الحرب.
مشاركة :