لبنانيون يتطوعون لجمع مساعدات وإعداد طعام للنازحين بعد الغارات الإسرائيلية

  • 9/27/2024
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

ويقول الطاهي محي الدين الجوهري (33 عاما) لوكالة فرانس برس بينما يعمل مع عشرات المتطوعين في بيروت "بعدما بدأ النازحون التوافد من الجنوب، رغبت بتقديم أي نوع من أنواع المساعدة". ويضيف الشاب الذي يقيم والداه في جنوب لبنان "فكّرت بداية أن أطبخ.. وأقدم خبرتي في هذا المجال". في المطبخ التابع لمنظمة إنسانية، يتقاسم عشرات المتطوعين الأدوار من أجل تحضير طبق تقليدي مكون من البرغل والبصل والبندورة. يحرك بعضهم محتويات القدور وهم يغطون رأسهم ويرتدون مئزرا، بينما يسكب آخرون الوجبات الجاهزة في أوعية بلاستيكية تمهيدا لتوزيعها. منذ مطلع الأسبوع، تستهدف غارات إسرائيلية كثيفة مناطق في جنوب لبنان وشرقه بشكل رئيسي، في تصعيد حاد للنزاع المتواصل بين الدولة العبرية وحزب الله منذ الثامن من تشرين الأول/أكتوبر 2023 على خلفية الحرب بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة. وقتل أكثر من 700 شخص على الأقل منذ الاثنين، معظمهم مدنيون وفق وزارة الصحة. 1800 وجبة دفع التصعيد الإسرائيلي على لبنان منذ مطلع الأسبوع نحو 118 ألف شخص إلى النزوح من منازلهم، وفق الأمم المتحدة. ويتوزّع هؤلاء على مراكز إيواء ولدى أقاربهم أو في بيوت مستأجرة مقابل بدلات إيجار غالبا ما تكون مرتفعة، في مناطق لبنانية بقيت بمنأى عن القصف. ويقول الجوهري الذي يعمل منذ عشر سنوات في مجال الطهي "نحن شعب مر علينا الكثير وعانينا، أعتقد أنه ليس الوقت الملائم لنقول هذه ليست مشكلتنا. بلدنا صغير وعلينا أن نساعد بعضنا". وبمساعدة متطوعين آخرين، أعدّ الفريق 1800 وجبة الخميس داخل مطبخ "محطة البلد"، وهي جمعية تقدم منذ قرابة أربع سنوات وجبات مجانا في بيروت في خضم الانهيار الاقتصادي المستمر. قبل بدء حزب الله قصف مواقع اسرائيلية من جنوب لبنان "دعما" لحليفته حماس، كان لبنان يئن تحت عبء انهيار اقتصادي غير مسبوق، فقدت معه العملة المحلية قيمتها وباتت المؤسسات الرسمية بالكاد تقوى على تأمين احتياجات السكان الأساسية. على مواقع التوصل الاجتماعي، يشارك مستخدمون سبل التواصل مع أفراد وهيئات يقدمون مساعدات أو يعرضون مأوى مجانيا للسكن، أو يدعون إلى جمع التبرعات لدعم النازحين. عبر حسابه على منصة فايسبوك، تمكن المهندس زياد أبي شاكر من جمع مبلغ مكّنه من شراء 600 فراش من أصل ألف لتوزيعها على النازحين الذين وصل بعضهم الثلاثاء الى مدارس حولتها السلطات الى مراكز إيواء جماعية، من دون أن تكون مجهزة بالحد الأدنى. ويقول أبي شاكر إن التطوع لتقديم المساعدة راهنا بمثابة "واجب أخلاقي". "يد واحدة" في محلة بدارو في بيروت، الحي المكتظ بالمقاهي ومقار الشركات والمؤسسات، تتطوع مجموعة من الأمهات لجمع الملابس والبطانيات وحليب الأطفال في حضانة أطفال، تمّ تحويلها إلى مركز تبرعات. وتروي ميساء بليبل (36 عاما)، وهي طبيبة أسنان للأطفال، لفرانس برس، بينما تفرز الملابس داخل المركز، كيف توقفت عن العمل في عيادتها هذا الأسبوع لتصبح متطوعة بدوام كامل. وتقول "المسألة ليست سهلة، لأن الطلب مرتفع جدا ونحن نعمل كأفراد ويبدو أن الوضع الراهن سيطول". وتضيف "باعتبار أنه لديّ أطفال، شعرت أن من واجبي أن أقدم شيئا" موضحة "لا يمكننا أن نتوقع تضامنا من المجتمع ما لم نشكل مثالا لأودلانا والآخرين". لكن الانقسام السياسي الحاد في البلاد وتباين مواقف اللبنانيين من الجبهة العسكرية التي فتحها حزب الله من جنوب لبنان ضد اسرائيل، لا يمنع مبادرات التضامن والتطوع للمساعدة ولو بشكل رمزي. على بعد أكثر من عشرين كيلومترا عن بيروت، في بلدة بعقلين التي تسكنها غالبية درزية في منطقة الشوف، تستقبل هالا زيدان (61 عاما) في منزلها عائلة مؤلفة من شقيقتين وطفل إحداهما، بعد نزوحهم من جنوب لبنان. وتقول المدرسة "هذا وطننا وهؤلاء ناس تهجروا من قراهم". وتتابع "كلنا معرضون لأن نتهجر من بيوتنا، وهذا صعب للغاية. لذا علينا ان نتعاون معا ونكون يدا واحدة".

مشاركة :