في إطار تعزيز الدينامية الثقافية التي تعرفها مدينة أكادير وجهة سوس ماسة ضمن برنامج التنمية الحضرية 2020-2024، قام والي الجهة سعيد أمزازي، بحر هذا الأسبوع، بزيارة ميدانية لتفقد تقدم أشغال بناء "المسرح الكبير لأكادير"، أحد أبرز المشاريع الثقافية المستقبلية بالمدينة. المشروع الثقافي الكبير تشرف على تنفيذه مجموعة العمران سوس ماسة، تحت إشراف فريق مغربي مختص، حيث يعد من المعالم الثقافية الكبرى التي ستدعم البنية التحتية الثقافية للمدينة. ويأتي هذا الورش الثقافي تزامنًا مع اقتراب موعد كأس إفريقيا للأمم 2025، حيث أكد والي الجهة، سعيد أمزازي، خلال الزيارة على ضرورة تسريع وتيرة الأشغال لضمان تسليم المشروع في الوقت المحدد. وأعرب أمزازي عن اعتزازه بالفريق المغربي الذي يسهر على إنجاز هذا الصرح الثقافي، مشيرًا إلى أن العمل على المشروع يسير بشكل جيد رغم تحديات المرحلة الأخيرة، والتي تشمل استكمال أعمال التشطيب والتجهيزات الداخلية. ويشكل المسرح الكبير لأكادير جزءًا من استراتيجية أوسع تهدف إلى تعزيز البنية الثقافية في الجهة عبر الرافعة الخامسة لبرنامج التنمية الحضرية، الذي يركز على النهوض بالثقافة وتثمين التراث المحلي. ويعتبر المسرح الكبير ركيزة أساسية في هذه الاستراتيجية، حيث سيصبح وجهة لاستضافة الفعاليات الفنية والثقافية الكبرى، مما سيتيح للمدينة أن تكون ضمن الجولة الوطنية والدولية للأحداث الثقافية والفنية. كريم أشنكلي رئيس جهة سوس ماسة، أكد في اللقاء الميداني على أهمية هذا المشروع في تعزيز مكانة أكادير كمركز ثقافي في المنطقة، خاصة أنه يقع في منطقة استراتيجية بالقرب من مسرح الهواء الطلق والمنتزه الحضري الانبعاث، هذا الموقع المتميز سيعزز من دور المسرح كمركز ثقافي متكامل، يُعنى باحتضان الأحداث الثقافية والفنية البارزة على المستوى الوطني والدولي.يشار، يمثل المسرح الكبير لأكادير استثمارًا مهمًا في البنية الثقافية للمدينة، حيث يتم تمويل المشروع من قبل وزارة الشباب والثقافة والتواصل، إلى جانب المجلس الجهوي لسوس ماسة والجماعة الحضرية لأكادير،هذا التعاون بين الجهات الحكومية والمحلية يعكس التزام الجميع بتطوير البنية التحتية الثقافية في المدينة وتوفير فضاءات ملائمة للإبداع الفني والثقافي. وفي إطار هذه الزيارة، أشاد جميع الشركاء الممولين بالجهود المبذولة من قبل الفريق التقني المكلف بالمشروع، مؤكدين على أهمية تسليم المشروع في الآجال المحددة له. وبدوره، دعا حوسني الغزاوي، رئيس الإدارة الجماعية لمجموعة العمران، إلى تسريع وتيرة الأشغال، مشيرًا إلى أن النجاح في إتمام المشروع في وقته المحدد سيعزز من صورة المجموعة وقدرتها على إدارة مشاريع كبرى ذات أهمية استراتيجية. و يمتاز المسرح الكبير لأكادير بهندسته المعمارية الفريدة، التي تعكس الطموح في توفير فضاء ثقافي عصري ومتكامل. المسرح مصمم لاستقبال أكثر من 1000 متفرج، ويجري بناؤه على مساحة تبلغ هكتارين، مما يجعله من بين أكبر المسارح في المملكة. الهندسة المعمارية المتميزة للمشروع تسعى إلى جعل المسرح واحدًا من أبرز المعالم الثقافية ليس فقط في جهة سوس ماسة، ولكن على مستوى المملكة ككل، الهدف وفق القائمين على المشروع هو أن يصبح المسرح الكبير لأكادير منصة لإبراز الإبداع الثقافي والفني المغربي والدولي، ومساهمًا في جذب الفعاليات والأنشطة التي تعزز من مكانة أكادير على الصعيدين الوطني والدولي. وإلى جانب دوره كمركز لاستضافة الفعاليات، سيكون المسرح فضاءً لتشجيع الإنتاجات الفنية المحلية والدولية، مما سيساهم في دعم وتطوير الفنون والثقافة على مستوى الجهة. هذا الاهتمام بالثقافة والتراث يشكل جزءًا من الرؤية الأوسع للمدينة التي تسعى إلى تعزيز مكانتها كوجهة ثقافية وسياحية مرموقة. و رغم التقدم الكبير في أشغال بناء المسرح، إلا أن هناك تحديات تلوح في الأفق تتعلق بسرعة الإنجاز واحترام المواعيد المحددة. ومع اقتراب كأس إفريقيا للأمم 2025، فإن الوقت المتبقي لإنهاء المشروع بات محدودًا، مما يتطلب مضاعفة الجهود لضمان تسليم المسرح في موعده.
مشاركة :