نصرالله نشأ في أسرة متواضعة وكان والده بائع فواكه، لكن توجهه نحو الدين والسياسة بدأ في سن مبكرة. انضم إلى حركة أمل الشيعية، التي كانت تتبع الإمام موسى الصدر، لكنه لاحقًا انشق عنها لينضم إلى صفوف حزب الله الذي تأسس في بداية الثمانينات بتمويل ودعم إيراني كرد على الاحتلال الإسرائيلي للبنان. مسيرته السياسية والعسكرية منذ توليه قيادة حزب الله، نجح نصرالله في تحويل الحزب من مجرد جماعة مقاومة إلى قوة سياسية وعسكرية كبرى في لبنان. تحت قيادته، تمكن الحزب من تنظيم عمليات نوعية ضد الاحتلال الإسرائيلي، وحقق انسحاب إسرائيل من جنوب لبنان في عام 2000، وهو ما عُد انتصارًا كبيرًا لحزب الله. لكن الدور السياسي لحزب الله لم يقتصر على العمليات العسكرية، بل دخل الحزب في الحياة السياسية اللبنانية وشارك في الحكومات المتعاقبة، مما جعله لاعبًا رئيسيًا في السياسة اللبنانية. كذلك، توسعت شبكة الحزب لتشمل أنشطة اقتصادية وخدماتية، وهو ما عزز من مكانته بين القواعد الشعبية الشيعية في لبنان. الحرب مع إسرائيل أحد أكبر الإنجازات التي يُنسب إلى حسن نصرالله هو صموده خلال حرب يوليو 2006، المعروفة أيضًا باسم حرب تموز. ورغم الدمار الكبير الذي لحق بلبنان، اعتبر الحزب وأتباعه أن تلك الحرب كانت “نصرًا إلهيًا” بسبب قدرته على مواجهة إسرائيل وإحباط أهدافها. خلال الحرب، تمكن حزب الله من استهداف المدن الإسرائيلية بصواريخ قصيرة ومتوسطة المدى، مما أدخل الرعب إلى داخل الحدود الإسرائيلية. نصرالله لطالما كان في مرمى إسرائيل، حيث تعرض لعدة محاولات اغتيال، ما دفعه إلى اتخاذ إجراءات أمنية مشددة، أبرزها عدم ظهوره العلني إلا نادرًا، وعادةً ما يظهر عبر شاشات التلفزيون في خطب مسجلة مسبقًا. علاقاته الخارجية تربط نصرالله وحزب الله علاقة وثيقة مع إيران، التي تعتبر الداعم الرئيسي للحزب بالمال والسلاح. وتصفه إيران بأنه “قائد المقاومة” في المنطقة. كما يلعب نصرالله دورًا بارزًا في الحرب السورية، حيث دفع حزب الله بقواته لدعم نظام الرئيس بشار الأسد منذ اندلاع الحرب في 2011، مما أكسب الحزب مزيدًا من النفوذ في الصراع الإقليمي. ردود الفعل المحلية والدولية إذا تأكدت أنباء مقتل نصرالله، فإن هذه الحادثة قد تؤدي إلى تصعيد خطير في المنطقة. حزب الله، المعروف بقوته العسكرية وقدرته على تنفيذ هجمات ضد إسرائيل، من المتوقع أن يرد بقوة. كذلك، فإن المجتمع الدولي سيضع نصب عينيه ما يمكن أن يحدث من تصاعد للتوترات، خصوصًا في ظل التدخلات الإيرانية والوجود العسكري لحزب الله في عدة مناطق ساخنة في المنطقة. على المستوى المحلي، يُعتبر نصرالله رمزًا للشريحة الشيعية الكبيرة في لبنان، ورغم الانتقادات التي يتعرض لها الحزب من قوى سياسية أخرى، إلا أنه يظل لاعبًا أساسيًا في الساحة السياسية اللبنانية. وبغيابه، ستفتح أسئلة عديدة حول مستقبل حزب الله، وكيفية تعامله مع هذا الفراغ القيادي. مقتل حسن نصرالله – إذا تأكد – يمثل نقطة تحول في الصراع بين إسرائيل وحزب الله، وقد يؤدي إلى ردود فعل واسعة في المنطقة. تظل الأعين الآن معلقة على ما سيصدر من حزب الله وإيران، وما سيكون الرد العسكري والسياسي على هذا التطور الخطير.
مشاركة :