شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية طوال الليل وفجر اليوم (السبت) سلسلة غارات عنيفة ومتتالية على مناطق لبنانية عدة وعلى الأبنية السكنية في مناطق متفرقة من الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت. وأحصى شهود عيان لوكالة أنباء ((شينخوا)) أكثر من 60 غارة على مبان في أحياء الضاحية الجنوبية لبيروت في بئر حسن وبرج البراجنة والليلكي والكفاءات والحدث بالضاحية الجنوبية لبيروت، حيث تسببت بدمار هائل واندلاع حرائق لاتزال أعمدة الدخان تتصاعد منها في غارات غير مسبوقة على الضاحية منذ الحرب التي شنتها إسرائيل على لبنان في يوليو 2006. وقد ترك معظم أهالي الضاحية منازلهم على عجل بعد تحذيرات إسرائيلية عن أهداف قبل ضربها، حيث قصدوا ساحات وأرصفة في أماكن عدة من بيروت . كذلك استمرت الغارات على جنوب وشرق لبنان، وتم الإفادة بتوسع الغارات إلى المنطقة الواقعة بين بلدتي بحمدون وصوفر في محافظة جبل لبنان وذلك بعد غارة استهدفت ليل أمس بلدة بعدران في قضاء الشوف بجبل لبنان، طالت بحسب (الوكالة الوطنية للاعلام) في غارة طالت منزلا يقطنه نازحون ما أدى إلى سقوط 8 قتلى. من جانبه قال الجيش الإسرائيلي إن غاراته الجوية "استهدفت مواقع لإنتاج الذخائر ومباني تم فيها تخزين الذخائر المتقدمة" وذلك بعد توجيهه مساء أمس الجمعة انذارات إلى سكان مبان في حيين بالضاحية الجنوبية لبيروت بالإخلاء، بدعوى "التواجد قرب مصالح لحزب الله". وقد نفى حزب الله في بيان الادعاءات بوجود أسلحة أو مخازن أسلحة في مباني مدنية استهدفت بالقصف في الضاحية. وجاءت الغارات الأخيرة على الضاحية الجنوبية لبيروت بعد ساعات من تنفيذ الطيران الحربي الإسرائيلي سلسلة غارات عنيفة وغير مسبوقة على عدد من المباني في حارة حريك في الضاحية الجنوبية مما أدى في حصيلة أولية إلى مقتل 6 أشخاص وإصابة 91 بجروح، وفق مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة اللبنانية في حين يستمر البحث عن مفقودين تحت الركام . من جهة ثانية أعلنت وزارة الصحة اللبنانية عزمها إخلاء مستشفيات في الضاحية الجنوبية لبيروت وقالت في بيان إنها "تدعو مستشفيات بيروت وجبل لبنان والمناطق غير المتضررة من العدوان الإسرائيلي إلى التوقف حتى نهاية الأسبوع المقبل عن استقبال الحالات الباردة غير الطارئة، إفساحا في المجال لاستقبال المرضى الموجودين في مستشفيات الضاحية الجنوبية لبيروت والتي سيتم اخلاؤها بسبب تطورات العدوان". في المقابل أفادت قناة ((المنار)) التابعة لحزب الله عن قصف (المقاومة الإسلامية) الذراع العسكرية للحزب قاعدة ومطار "رامات ديفيد" بصلية من صواريخ "فادي 3" في رد على "الاستباحة الهمجية الإسرائيلية للمدن والقرى والمدنيين". وكان سبق ذلك إطلاق الحزب عدة صليات صاروخية "باتجاه الأراضي المحتلة". ويشن الجيش الإسرائيلي منذ يوم (الاثنين) الماضي هجوما جويا مكثفا غير مسبوق على لبنان أَطلق عليه اسم "سهام الشمال"، في حين يشن حزب الله في المقابل هجمات صاروخية على قواعد ومواقع إسرائيلية. وفي ضوء تصاعد وتيرة الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان والتهديدات بغزو بري قرر رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي ، وفق بيان صدر عن مكتبه ليل أمس "إنهاء زيارته إلى نيويورك، حيث يشارك في اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة والعودة إلى بيروت لإبقاء اجتماعات الحكومة مفتوحة على أن يعقد مجلس الوزراء اجتماعاً طارئا فور عودته". ويشن الجيش الإسرائيلي منذ يوم (الاثنين) الماضي هجوما جويا مكثفا غير مسبوق على لبنان أَطلق عليه اسم "سهام الشمال"، في حين يشن حزب الله في المقابل هجمات صاروخية على قواعد ومواقع إسرائيلية. ومنذ الثامن من أكتوبر 2023، يتبادل حزب الله والجيش الإسرائيلي القصف عبر الحدود اللبنانية الإسرائيلية على خلفية الحرب الدائرة بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل في قطاع غزة.