كيف كان يمكن أن تكون نتائج هذه الكوارث لولا نتنياهو؟!

  • 10/1/2024
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

إن كل الكوارث والمآسي التي تسبِّبها الحروب، على امتداد التاريخ الإنساني، كان يقف وراءها مَنْ يخططون لها بطرق، حتى وإن كانت حمقاء، إلا أنها تضع نصب أعينهم أن الانتصار فيها يجب أن يحتل مكان الصدارة بعد رسم استراتيجيات حربية ممنهجة. لا أريد أن أذهب بعيداً لضرب بعض الأمثلة، فقادة الحرب الكونية الثانية الذين تحالفوا لمواجهة هتلر كانوا في مقدمة أهل العقول الراجحة بأوطانهم، فروزفلت، وتشرشل، وستالين وغيرهم - اختلفنا أو اتفقنا - كانوا يعدون من أذكى أذكياء زمانهم، لذلك تمكَّنوا من هزيمة هتلر، وكسبوا الحرب. *** بينما نموذج كنتنياهو، المهووس بخرافات توراتية لعبت بصناعتها تراكمات أهواء تاريخية، ليتخذ منها منطلقاً لإقامة حروب أوصلته إلى قيادتها أصوات شديدة التعصب الديني والعرقي والمشبَّع بروح الكراهية للآخرين - حتى من اليهود أنفسهم - فمثل هذا المهووس مكانه الطبيعي مصحة للأمراض النفسية. *** فلولا أنه شخصية متهورة وحمقاء لما واجه ما حدث بعد السابع من أكتوبر بهذا الأسلوب الإجرامي والدموي، إذ كان عليه أن يتوصل منذ البداية إلى طريقة للتفاوض مع المقاومة الفلسطينية تتم على أثرها عملية تبادل الأسرى، ولما تطوَّرت الأمور إلى هذا الدمار الكارثي، الذي يكاد يهدد بحرب تشمل المنطقة برمّتها، وهي قابلة للتوسع أكثر فأكثر. *** ومصدر قوة هذا المهووس أنه يعتمد على دول جاءت به وبأمثاله من شتى بقاع الأرض، ليحتلوا أرض فلسطين، ويكونوا مصدراً لتخريب وتدمير أقدس وأعظم المناطق فوق هذا الكوكب، وليستمد من تلك الدول أسباباً لبقائه، فيقوم بابتزازها الدائم، لكي تكتب له ديمومة الاستمرار، فيعمد إلى افتعال الكوارث والمآسي الدموية، مخترقاً كل القوانين والقيم والتعاليم والمبادئ الإنسانية. *** يحتل نتنياهو موقعاً فلكياً بكمية الأكاذيب التي يتخذها منهجاً في عمله السياسي، لكنه وقف منذ يومين على منبر الأمم المتحدة، ليكذّب كل القادة والزعماء الذين تحدثوا من نفس المنبر، مبينين بالأدلة القاطعة جرائم إسرائيل، والتي شهدها العالم أجمع، فأطلق مجموعة من الأكاذيب، ليقول إن بلاده تتعرَّض لحرب وحشية من أُناس متوحشين يريدون إزالة الحضارة الإنسانية التي ترسّخها إسرائيل في المنطقة. *** أعتذر لقرائي الأعزاء، لعدم قدرتي على الكتابة السياسية، وما هذه السطور إلا بدوافع عاطفية نحو ما يجري في الأرض المحتلة ولبنان.

مشاركة :