ستتذكر الأجيال ما قدّمه الملك المؤسس من كفاح وشجاعة

  • 9/29/2024
  • 16:19
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

استقبلت أسبوعية الدكتور عبدالمحسن القحطاني، في افتتاح موسمها الثالث عشر؛ معالي الدكتور زهير نواب والذي ألقى محاضرة بعنوان "نحلمُ ونحقق"؛ لتحتفلِ الأسبوعية ومؤسسُها وأبناؤه وأحفاده وروادُها باليوم الوطني السعودي 94"، وقد أدار الأمسية الدكتور أشرف سالم؛ الذي بدأها بأبياتٍ من شعره بهذه المناسبة جاء فيها:"وطنٌ به وُلدَ الهدىومليكُهُ في خدمة الحرمين نال فخارافي يومهِ الوطنيِّ جئنا نحتفيبالمنجزاتِ مسرةً وجهاراعبدُالعزيزُ أعزَّ شِرْعَةَ رَبِّنَافأعزَه بسخائِه مِدراراللمجدِ والعلياءِ سارعت الخطىللصَّحْبِ نُورًا للأعاديْ نَاراوبرؤيةٍ فاقَ السحابَ طموحُهاحُلـُمٌ تحَقَقَ يُبهرُ الأنْظارا".ثم قام بالتعريف بمعالي الضيف رئيس هيئة المساحة الجيولوجية السعودية بالمرتبة الممتازة من 2006 إلى 2017م، من مواليد حارة الشام «العتيقة» في جدة.ثم قدم مؤسس الأسبوعية د. عبدالمحسن كلمته الترحيبية التي أشار في بدايتها إلى أن الأسبوعية أقامت مؤخرًا عدة فعاليات في القاهرة تهدف بها إلى تعريف المجتمع المصري بالثقافة السعودية، ثم ذكر أنه يعرف الدكتور نواب موجهًا ويتابع نشاطه ويستفيد من تغريداته، وأن لغته تأتيك ناصعة متبخترة تعكس ثقافة عميقة وواسع، وأضاف أن الأسبوعية حرصت على أن تشرك في إدارة هذه الأمسية شقيقًا عربيًا نعرفه من رواها المخلصين، لتبرز َالأسبوعية أن مناسبة "اليوم الوطني السعودي" هي فخرٌ يعتز به كل عربي، خاصة المقيمون في جنبات هذه البلاد المباركة ويتفيؤون ظلالها الوارفة.ثم بدأ الدكتور نواب محاضرته بأنه في مثل هذا اليوم من عام 1351هـ/ 1932م سجل التاريخ مولد المملكة العربية السعودية بعد ملحمة البطولة التي قادها المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -طيب الله ثراه- على مدى اثنين وثلاثين عاماً بعد استرداده لمدينة الرياض عاصمة ملك أجداده وآبائه في الخامس من شهر شوال عام 1319هـ الموافق 15 يناير 1902م، وفي 17 جمادى الأولى 1351هـ صدر مرسوم ملكي بتوحيد كل أجزاء الدولة السعودية الحديثة تحت اسم المملكة العربية السعودية، واختار الملك عبدالعزيز يوم الخميس الموافق 21 جمادى الأولى من نفس العام الموافق 23 سبتمبر 1932م يوماً لإعلان قيام المملكة العربية السعودية.واختارت الدولة السعودية في عهد الملك عبدالعزيز شعار الدولة الحالي "سيفان متقاطعان بينهما نخلة" أما العلم فأصبح لونه أخضر مستطيل الشكل تتوسطه شهادة التوحيد "لا إله إلا الله محمد رسول الله" باللون الأبيض وتحتها سيف باللون الأبيض، ويضاف إلى ذلك النشيد الوطني وعناصر يوم التأسيس المتمثلة في النخلة والتمر والخيل والصقور والسوق.وقد حظي تاريخ الملك عبدالعزيز على مدى عقود باهتمام المؤرخين والباحثين على اختلاف توجهاتهم وجنسياتهم، حيثُ يصف الكاتب والدبلوماسي، خير الدين الزركلي، كيف أنه في أقل من 50 عاماً نجح «رجل واحد في أن ينشئ بين البحر الأحمر وخليج العرب ما عجز 12 قرناً عن إنشائه أو الإتيان بمثله». ووصف الزركلي ذلك بالقول: «إمارات تتوحد، وأمة تتكوّن، ودولة تُبنى، وحضارة تُشَيَّد، ويضيف الأديب والمؤرخ السعودي محمد حسين زيدان: «الملك عبدالعزيز تاج تاريخه. لقد رد الاعتبار لجزيرة العرب في وحدة الكيان الكبير»؛ أما الكاتب والصحافي البريطاني، سيسيل روبرتس، فيشرح كيف «ملأ الملك عبد العزيز فراغاً كبيراً في التاريخ، باسطاً ملكه على مساحة تقارب مساحات إنجلترا وفرنسا وألمانيا مجتمعة»، ويضيف: "لقد غنم ملكاً باذخاً بسيفه، وأمن حمايته بالسياسة".ثم أضاف الدكتور زهير أنَّ الملك عبدالعزيز نظم دولته الحديثة على أساس من التحديث والتطوير المعاصر، فوزع المسؤوليات في الدولة وأسس حكومة منطقة الحجاز بعد ضمها وأنشأ منصب النائب العام في الحجاز وأسند مهامه إلى ابنه الأمير فيصل وكان ذلك عام 1344هـ/ 1926 م، كما أسند إليه رئاسة مجلس الشورى، وأنشأ الملك عبدالعزيز عدداً من الوزارات، وأقامت الدولة علاقات دبلوماسية وفق التمثيل السياسي الدولي المتعارف عليه رسمياً، وتم تعيين السفراء والقناصل والمفوضين والوزراء لهذه الغاية، ولما تأسست جامعة الدول العربية في القاهرة عام 1365هـ/ 1945م كانت المملكة العربية السعودية من الدول المؤسسة، مشيرًا إلى أن والده رحمه الله كان يحمل جواز سفر المملكة تحت اسم "المملكة النجدية والحجازية وملحقاتها".وختم الضيف موضوعه بأنَّ ذكرى اليوم الوطني تأتي علينا لتفجر في نفوسنا ينابيع الفخر، والاعتزاز بهذه الوحدة الوطنية التي أرساها وحققها ونشرها الملك المؤسس عبدالعزيز رحمه الله لتقضي على "الفرقة والتشتت والخوف" حيث جمع شتات البلاد المترامية الأطراف في ظل دولة واحدة ونشر الأمن فيها، ووضع الأسس التي تنبني عليها نهضة البلاد وتقدمها، فاليوم الوطني لمملكتنا الحبيبة يعد حدثاً تاريخياً على مر العصور وإضاءة فريدة في سجل الكفاح وستظل الأجيال تتذكر ذلك الحدث العظيم، وما قدّمه الملك المؤسس طيب الله ثراه من رحلة كفاح وشجاعة وبسالة قائد وحنكة سياسيّ كبير، أرست دعائم أمن وأمان مازالت ظلالها وارفة إلى الآن، لقد أعلن خادم الحرمين الشريفين حفظه الله وسمو ولي عهده الأمين وقيادتنا الرشيدة في ذكرى الوطن وتوحيده ألا مكان للشقاق أو التخلف، وأن مسيرة التنمية والمعرفة والعلم وإشراقة التلاحم والترابط هي سبيل هذه البلاد للإعمار والبناء.ثم فُتح باب الحوار للمداخلين، حيث شارك فيه مجموعة من الحضور.وفي الختام قامت الأسبوعية بتقديم شهادتي تكريم لضيفي الأمسية، قدمها "علي الشهري" للمحاضر، و"د. محمد بسيوني" لمقدم الأمسية.

مشاركة :