خليل أوباعقى لـ"العرب": دوري في فيلم "على الهامش" أثار جدلا صحيا على مواقع التواصل

  • 9/30/2024
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

فاز الممثل المغربي خليل أوباعقى بجائزة أفضل تمثيل عن دوره في فيلم "على الهامش"، وجاء فوزه إثر جدل واسع أثاره في الشارع المغربي، وهو في اللقاء مع "العرب" يوضح موقفه من الموضوع، تجربته الفنية وتقييمه لواقع الفن السابع في المغرب. الرباط- اختُتمت السبت فعاليات الدورة السابعة عشرة للمهرجان الدولي لفيلم المرأة في سلا. خلال هذه الدورة، وحصل الممثل خليل أوباعقى على جائزة أفضل تمثيل ذكوري عن دوره في فيلم “على الهامش” للمخرجة المغربية جيهان البحار. وكان لصحيفة العرب لقاء مع الممثل المغربي الشاب، حيث تحدّث عن تجربته في فيلم “على الهامش” ودوره الذي نال عنه جائزة أفضل تمثيل ذكوري، إلى جانب مسيرته الفنية والتحديات التي واجهها في تجسيد الشخصية. يقول أوباعقى “كانت تجربتي في تجسيد دور ياسر في فيلم ‘على الهامش’ مليئة بالتحديات والإثارة، فالشخصية معقدة وتحمل في طياتها أبعادا متعددة تعكس الجانب الإنساني بكل تجلياته، وترواحه بين الخير والشر، وهذا التعقيد هو ما جذبني بشدة إلى الدور، حيث يحمل ياسر صراعا داخليا بين الانتماء والتهميش، وبين الحب والكراهية، ما تطلب مني التعمق في خلفيات اجتماعية ونفسية مختلفة تماما عن خلفياتي الشخصية، وهذا الغوص في عوالم أخرى هو ما جعل التجربة مثيرة وغنية بالتحديات”. بوكس وعن تحضيراته للدور يحكي الفنان “قرأت السيناريو أكثر من عشر مرات، ثم قررت التخلي عنه وبدأت بتجسيد الشخصية في حياتي اليومية قبل بدء التصوير، إذ كنت أستمد الإلهام من الشارع والمواقف الواقعية التي ساعدتني على اكتشاف تقنيات جديدة لأداء الشخصية، وفي الأسبوع الأخير قبل التصوير، جلست مع المخرجة وناقشنا الأبعاد النفسية والاجتماعية للشخصية، وهذا ساهم في تكوين مشاهد الفيلم في ذاكرتي على شكل صور قبل أن نبدأ بالتصوير الفعلي”. فيلم “على الهامش” أثار جدلا واسعا بسبب مشهد القبلة، حيث اعتبرت بعض الآراء أنه يستدعي انتقادات كبيرة، وفي هذا السياق يوضح الممثل خليل أوباعقى لـ”العرب” أن “هذا الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي يعتبر ظاهرة صحية وإيجابية، رغم ذلك فإن المشهد كان ضروريا لكونه جزءا أساسيا من قصة البطلين ياسر وياسمين، ويعكس مشاعر إنسانية بعيدة كل البعد عن الأمور الجنسية، والنقاش حوله يفتح باب الحوار، وهذا من بين الوظائف الأساسية للفنون”. ويضيف أوباعقى أنه يجب على النقاش ألا يأخذ مساحة أكبر من المواضيع الأخرى التي تهم المجتمع، مثل المنظومة الصحية في المغرب، والتجارة بالأعضاء، والبيدوفيليا، التي تستحق المزيد من الاهتمام وتسليط الضوء عليها. أما بشأن حدود الجرأة والمشاهد الساخنة في السينما المغربية، فيؤكد أوباعقى أن السينما كفضاء عرض للأفلام هي مكان يتيح للمشاهد حرية الاختيار وللمبدع حرية سرد قصته بالطريقة الفنية التي يراها مناسبة، لأن الفن هو وسيلة للتعبير والإبداع. إذا كنا نعيش في خوف من نقاش المواضيع المثيرة للجدل، فإننا بشكل غير مباشر نكون بوقا لأحدهم، مشددا على أنه من غير المنطقي أن نستاء من مشهد قبلة بينما نتقبل مشاهد العنف والتنمر والفساد القيمي دون انتقاد. ويتساءل “كيف يمكن أن نطبع مع العنف والفساد، بينما نستنكر مشاهد الحب التي تمثل أرقى المشاعر الإنسانية؟ لو اعتنقنا الحب لكان العالم مكانا أفضل”. ويعتقد خليل أوباعقى أن فيلم “على الهامش” سيكون له تأثير كبير على الجمهور المغربي، حيث يمكن أن يساهم في فتح نقاش حول قضايا اجتماعية هامة، ميشيرا إلى أن القصة وطريقة سردها وبنيتها الدرامية فريدة من نوعها، وقد استمتع بها منذ قراءته الأولى للسيناريو، معربا عن إعجابه بالجهد الذي بذلته المخرجة جيهان البحار، حيث استعانت بممثلين موهوبين ووضعهم في الأماكن المناسبة، مما يضمن للمشاهد المغربي تجربة فنية وجودة عالية. ويرى أن الفيلم “لا يكتفي بإيصال الرسائل بشكل مباشر، بل يطرح أسئلة وينتقد ظواهر اجتماعية ما زالت تعتبر طابوهات، مما يشجع الناس على مناقشتها. من بين هذه الأسئلة: ما الحب؟ وما هو الخيط الرفيع بينه وبين الكراهية؟ هل للحب والتضحية وطن؟ وما هي العقبات والرهانات التي تواجه قطاع الصحة في المغرب؟ كما يثير الفيلم قضايا مثل البيدوفيليا واستغلال القاصرين، مما يتطلب التفكير في الحلول لتجنب حدوثها”. بوكس وتجسد شخصية ياسر التي قدمها أوباعقى رسائل الفيلم بشكل واضح، حيث تكسر المفاهيم الاجتماعية المغلوطة حول شريحة من الشباب المغربي الضائع والمتعاطي للمخدرات. كما يوضح أن “هذه الشخصية تعكس خلفيات ودوافع عميقة، قد تكون نبيلة وأرقى مما يتصور البعض، ومن خلال تسليط الضوء على شخصية ياسر، يقدم الفيلم صورة واقعية وشاعرية للشباب، ما يعزز من قدرة العمل الفني على إثارة النقاشات حول هذه القضايا المعقدة”. وخلال تصوير فيلم “على الهامش”، واجه الممثل عدة صعوبات، من أبرزها حادثة تعرض لها أدت إلى كسر في قدمه، وهذه الإصابة تسببت في توقف التصوير لأسابيع، ما أثر بشكل كبير على سير العمل. ومع استئناف التصوير، ورغم تعافيه، واجه أوباعقى صعوبة نفسية في التخلص من آثار الحادث، خاصة مع وجود مشاهد تتطلب حركة، لكنه استطاع تجاوز هذه التحديات بفضل الدعم الذي تلقاه من الفريق الإنتاجي والتقني والفني، مما سمح له بمواصلة العملية الإبداعية. وفي لقائه مع “العرب”، تطرق الممثل إلى تجربته في مسلسل “الصك وغنيمة” التي قال عنها إنها كانت تجربة صعبة حيث تم تصوير المشاهد في فصل الصيف وسط درجات حرارة مرتفعة. كما كشف عن صعوبة أدائه لدور مولاي يعقوب في مسلسل “عين كبريت”، وهو دور تاريخي تطلب منه معرفة دقيقة بالتفاصيل التاريخية بين القرن الرابع عشر والخامس عشر، موضحا أن “من المهم للممثلين أن يمروا بتجارب في الأعمال التاريخية، لأنها تتطلب جهدا كبيرا وإنتاجا ضخما مع فريق تقني واسع، مما يسهم في تطوير مهاراتهم الفنية”. ويعتبر الممثل خليل أوباعقى أن “السينما المغربية قد شهدت تطورا ملحوظا في السنوات الأخيرة، بفضل ظهور مخرجين من الجيل الجديد وإنتاج أفلام تعتبر طفرة في الصناعة السينمائية، وهذا التقدم ساعد السينما المغربية على فرض نفسها في التظاهرات الدولية الكبرى وتحررها من التأثيرات الاستعمارية، ما يدل على اجتهاد إبداعي وإرادة فنية طموحة. ومع ذلك، ما زالت السينما المغربية تواجه تحديات اقتصادية حقيقية، أبرزها غياب سوق فعال وغياب المستثمرين في هذا المجال، مما يجعل دعم المركز السينمائي أحيانا نقمة بدلا من أن يكون نعمة”. وعن مشاريعه المستقبلية، يشير إلى اهتمامه بالأدوار التي تعكس قضايا اجتماعية وثقافية مهمة، ولكنه لم يحدد بعد أدوارا معينة يرغب في تجسيدها. وفي ما يتعلق بتأثير شخصيته الفنية على حياته الشخصية، يرى أوباعقى أن “شخصية الفنان تهيمن في أوقات العمل، مما يجعل من الصعب الموازنة بين الجانبين”. كما يعتبر أن شخصية الممثل غالبا ما تطغى على الجانب الشخصي، مما يخلق تحديات في الحفاظ على توازن صحي بين حياته المهنية والشخصية. ◄ خليل أوباعقى حصل على جائزة أفضل تمثيل ذكوري عن دوره في فيلم "على الهامش" ◄ خليل أوباعقى حصل على جائزة أفضل تمثيل ذكوري عن دوره في فيلم "على الهامش" يذكر أن لجنة تحكيم الجمهور الشاب المخصصة للأعمال السينمائية المغربية منحت جائزة الفيلم القصير لفيلم “ماذا ينمو في راحة يدك؟” للمخرج ضياء بيا، فيما حصل فيلم “صحاري، سلم وسعى” للمخرج مولاي الطيب بوهانان على جائزة الفيلم الطويل. أما لجنة تحكيم المسابقة الرسمية للأفلام الوثائقية، فقد قررت منح تنويه خاص لفيلم “القبر الفارغ” وهو من إخراج أغنيس ليزا فيغنر ويسي ميلاي من ألمانيا وتنزانيا، بينما حصل فيلم “الرجل – الدوار” للمخرج مالوري إيلوي بيزلي من فرنسا على الجائزة الكبرى. وفي ما يتعلق بلجنة تحكيم المسابقة الرسمية للأفلام الطويلة، فقد منحت تنويها خاصا لفيلم “لغة أجنبية” من إخراج كلير بورغر، وهو من إنتاج فرنسي – ألماني – بلجيكي، بينما ذهبت جائزة أفضل تمثيل نسائي إلى ديميترا فيلاغوبولو عن دورها في فيلم “أنيمال” من إخراج صوفيا إكسارخو، ومن إنتاج يوناني – نمساوي – روماني – قبرصي – بلغاري. وقد حصل فيلم “غود وان” من إخراج إنديا دونالدسون من الولايات المتحدة على جائزة العمل الأول، بينما منحت لجنة التحكيم جائزة خاصة لفيلم “أنيمال”، أما الجائزة الكبرى فذهبت إلى فيلم “جيفيدا” من إخراج كاتيا غاوريلوف من فنلندا. وحصل فيلم “على الهامش” من إنتاج شركة جيه للأفلام، وإخراج جيهان البحار، على جائزة التكافؤ “الضفة الأخرى”.

مشاركة :