أكد وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو اليوم (الأربعاء) أن موسكو ستنشر ثلاث فرق عسكرية جديدة في غرب وجنوب البلاد بنهاية العام، لمواجهة قوات الحلف الأطلسي (ناتو) القريبة من الحدود. ونقلت وكالات الأنباء الروسية عن الوزير قوله إن «وزارة الدفاع تتخذ مجموعة من الإجراءات بهدف مواجهة حشد قوات الحلف الاطلسي بالقرب من الحدود الروسية». وأضاف أنه «بنهاية العام سيتم تشكيل فرقتين عسكريتين في المنطقة العسكرية الغربية وواحدة في المنطقة العسكرية الجنوبية». وتدهورت العلاقات بين روسيا والحلف الأطلسي منذ أن ضمت موسكو شبه جزيرة القرم الأوكرانية، إذ تقلق دول أوروبا الشرقية من أنها قد تكون هدفاً لعدوان روسي. ورداً على ذلك نشر الحلف العسكري قوات ومعدات عسكرية إضافية على الجبهة الشرقية. وفي قمته السابقة في 2014 قرر الحلف تعزيز تواجده على طول الحدود الروسية ما أغضب موسكو. وحذر وزير الدفاع الاميركي اشتون كارتر من أن الحلف سيدافع عن حلفائه في مواجهة «العدوان» الروسي. وقال كارتر في شتوتغارت (جنوب غرب المانيا) أمس خلال حفل انتقال قيادة قوات الحلف الأطلسي في أوروبا إلى الجنرال كورتيس سكاباروتي، إن «الحلف يتمسك بسياسة الأبواب المفتوحة مع روسيا، من أجل التعاون لمواجهة التحديات الأمنية في العالم، اذا ما تخلت موسكو عن سياستها العسكرية، لكنه لن يتردد في الدفاع عن حلفائه إذا ما شنت روسيا عدواناً». وشدد على أن «الكرملين هو الذي يقرر. لا نريد حرباً باردة ولا (حرباً) ساخنة أيضاً. نحن لا نسعى إلى جعل روسيا عدواً». وتابع كارتر: «لكن لا تخطئوا: سندافع عن حلفائنا، وعن النظام الدولي القائم على أسس، وعن المستقبل الإيجابي الذي يوفره لنا». وسيخلف الجنرال سكاباروتي، قائد القوات الأميركية في كوريا الجنوبية حتى الآن، الجنرال فيليب بريدلاف الذي كان قائداً للقوات في أوروبا منذ 2013. وسيعنى الجنرال سكاباروتي بالعلاقات الصعبة بين الحلف الأطلسي وموسكو، والتي شهدت أخيراًعدداً من الحوادث «الخطرة» في بحر البلطيق بين سفن وطائرات روسية وأميركية. واقتربت طائرات روسية مراراً في الفترة الأخيرة من سفن او طائرات عسكرية أميركية في بحر البلطيق. ووقعت هذه الحوادث في وقت تشهد فيه العلاقات بين موسكو وواشنطن توتراً حول عدد من النزاعات كالنزاع في شرق اوكرانيا او في سورية. وفي أوكرانيا، وللاحتجاج على الضم «غير الشرعي» للقرم في آذار (مارس) 2014، وعلى هجوم الانفصاليين الموالين إلى روسيا في شرق أوكرانيا ربيع 2014، علق الحلف الأطلسي أي تعاون عملي مع موسكو التي يتهمها بدعم المتمردين بالسلاح والعناصر. وأعلنت المانيا الأسبوع الماضي انفتاحها على اقتراح إرسال جنود من الجيش الالماني إلى ليتوانيا في إطار تعزيز الوجود العسكري الذي يريده الحلف الاطلسي على جناحه الشرقي، بعد الاجتياح الروسي للقرم. وأعلن كارتر أول من أمس أن حلف شمال الأطلسي يدرس تناوب أربع كتائب من القوات على الدول الأعضاء الشرقية في أحدث اقتراح للحلفاء للتصدي للسلوك العدائي لروسيا. وكانت دول البلطيق، وهي إستونيا ولاتفيا وليتوانيا التي انضمت إلى الحلف في 2004، طالبت بوجود أكبر للحلف خشية تهديد روسيا بعدما ضمت شبه جزيرة القرم من أوكرانيا في 2014. وأقر كارتر بأن مناقشات الحلف شملت نشر الكتائب الأربع في دول البلطيق وبولندا. وذكرت «صحيفة وول ستريت جورنال» أن عدد أفراد الكتائب من المرجح أن يصل إلى أربعة آلاف جندي مقسمة بين الولايات المتحدة وحلفائها. وقال كارتر في بداية زيارة تستغرق ثلاثة أيام إلى ألمانيا: «هذا أحد الخيارات التي تجري مناقشتها»، ورفض الخوض في تفاصيل في شأن مناقشات الحلف. ويقول مسؤولون أميركيون إن الهدف في أوروبا هو الانتقال على نحو متزايد من جهود طمأنة الحلفاء إلى نشاط أوسع لردع أي تحركات عدوانية من قبل روسيا. وخصصت الولايات المتحدة موازنة لزيادة كبيرة في التدريبات والمناورات العسكرية وأعلنت في الشهر الماضي أنها سترسل ألوية قتالية أميركية مدرعة في تناوب مستمر إلى أوروبا.
مشاركة :