قالت الممثلة زينة مكي إن الفيلم السينمائي «بينغو» كان بمثابة تحدٍّ جديد ومختلف بالنسبة إليها استطاعت اجتيازه بنجاح. وأضافت في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «إنه بمثابة تجربة جميلة وكانت الثالثة لي في عالم السينما بعد «حبة لولو» و«نسوان»، فأعدها الثابتة التي حسمت مكانتي في مجال السينما». وتابعت الممثلة التي شاهدناها في أكثر من عمل درامي وبينها «درب الياسمين» و«24 قيراط»، بأن «بينغو» هو عمل كوميدي بحت، خافت من دخوله في البداية لكنها استمتعت بالمشاركة فيه إلى جانب ممثلين رائعين أمثال فؤاد يمين، الذي لا يفتعل الموقف الكوميدي، بل يولد معه بعفوية مطلقة. وعما إذا هي تضع عينها اليوم على ممثل معين لتشاركه بطولة عمل تمثيلي جديد أجابت: «في الواقع كل من حلمت في الوقوف إلى جانبهم من ممثلين، أمثال إيلي متري وفؤاد يمين وباسم مغنية استطعت تحقيق ذلك معهم في أعمال مختلفة، وأي ممثل آخر يمكن أن ألعب إلى جانبه الدور المناسب فأنا أرحب بمشاركته في أي عمل تمثيلي». ووصفت أول عمل سينمائي لها «حبة لولو» بأنه كان خير انطلاقة لها في عالم السينما للنجاح الكبير الذي حصده، أما مسلسل «درب الياسمين» فتصف دورها فيه بالأصعب، الذي لازمها وسكنها حتى بعد انتهائها من تصويره؛ مما استدعى مجيء والدتها من الكويت (مقر إقامة عائلتها ومسقط رأسها)، للتخفيف عنها. وقالت إن مشاركتها في «24 قيراط» حمل لها الاختلاف في الأداء، لاسيما أنها وقفت إلى جانب ممثلين نجوم، أمثال السورية ديما قندلفت. وقالت معلقة: «ديما ممثلة عملاقة تلبس الدور الذي تجسده من رأسها حتى أخمص قدميها، حتى الأشياء التي تستعملها كأدوات إكسسوار أو مكملة للمشهد تعطيها حقها وتأخذ بين يديها شكلا آخر». وتابعت: «كنت أعتقد أنني الوحيدة التي انصهر بالدور الذي ألعبه إلى حد الذوبان، ففاجأتني باحترافها وقدرتها على تقمص الدور وهو أمر تتميز به». وعما إذا أصبحت تستطيع الفصل بين الدور الذي تلعبه وشخصيتها الطبيعية أم لا؟ قالت: «لا شك أنني تطورت في هذا الموضوع، ولكن ما زال يلزمني الوقت لأفصل تماما بين الاثنين». وعن الممثلين الذين يلفتونها بشكل عام قالت: «إنا معجبة جدا بتقلا شمعون وكارمن لبس ورولا حمادة، فلا أفوِّت متابعة أي عمل لهن، وكذلك عايدة صبرا على المسرح، فهن صاحبات مدرسة خاصة في الأداء أتعلم منهن الكثير». وعما إذا هي تعد نفسها نجمة مع كل هذه الشعبية التي تتمتع بها والعروض السينمائية والدرامية التي تتلقاها؟ أجابت: «لا أحب كلمة نجم أو أن ألقب به، فأنا أحيانا أنسى أنني ممثلة معروفة، وأتطلع إلى إكمال مشواري وإثبات وجودي كما يجب في عالم التمثيل؛ لأنني أعد نفسي في أول الطريق». وعن رأيها في صناعة السينما اللبنانية، قالت: «لا نملك في لبنان صناعة أفلام سينمائية حقيقية، بل أعمالًا منفردة، بينها الناجح والعادي والفاشل. وأعتقد أن هذا التنافس الموجود بين المنتجين والمخرجين السينمائيين وعدم انفتاحهم على بعضهم، وبالتالي عدم اتحادهم معا من أجل صنع نهضة سينمائية حقيقية، هي واحد من الأسباب التي تؤخر انطلاقتنا الحقيقية». وتتابع: «صحيح أن هناك منافسة بين منتجي الأفلام التجارية والكلاسيكية، لكنها لا تصب في خانة المنافسة الإبداعية. فيجب أن نكن المحبة لبعضنا لينجح لبنان وترتفع معه أسهم الصناعة السينمائية». والمعروف أن زينة مكي درست الإخراج فنالت عن فيلمها القصير «انحني دون أن انكسر» في عام 2012 جائزة مهرجان موناكو للأفلام السينمائية. وروت فيه قصة واقعية تحكي فيها عن معاناتها مع المرض: «أهمية هذا الفيلم تكمن في التجربة الشخصية التي نقلتها من عندياتي إلى أمام الكاميرا، وليس في التقنية التي استخدمتها». تقول. كما وقعت إخراج فصل من فيلم «وينن». حاليًا تكتب زينة مكي سيناريو فيلم سينمائي طويل، وتقول: «ما زلت أطمح لإثبات وجودي في الإخراج السينمائي، ولم يستطع التمثيل مع كل شغفي به أن ينسيني حبي له، وبين فترة وأخرى أطل في هذا المجال بشكل أو بآخر». وعن المخرجين الذين يلفتونها في لبنان قالت: «أنا معجبة بالمخرج زياد دويري، وأعد فيلمه «وست بيروت»، أفضل ما تم تنفيذه في عالم السينما اللبنانية حتى اليوم، كما أحب متابعة أعمال فيليب عرقتنجي، وأكن كل الاحترام لأعمال نادين لبكي». وأشارت الممثلة اللبنانية التي تحضر لعمل درامي جديد بعنوان «الشقيقتان» إلى جانب نادين الراسي، بأنها تلتزم في التخطيط لكل عمل تمثيلي تنوي القيام به، وتصف نفسها بالانتقائية التي تفضل درس وغربلة أي عرض يقدم لها فلا ترمي نفسها بدور غير مقتنعة بأنه سيضيف إلى مسيرتها الفنية، فتقول: «يهمني أن أعرف مسبقا عن فريق العمل الذي أشاركه الدراما أو الفيلم، كما أن النص من أهم العناصر التي تشدّني، ولا أنسى عمليتي الإخراج والإنتاج اللتين تلعبان دورا مهما في اتخاذ قرارتي». وعندما استوضحتها عما إذا دخولها عالم التمثيل جاء في الوقت المناسب ولم يسرقها من الإخراج، قالت: «لا أشعر بأنني تأخرت أو بكرت في دخول عالم التمثيل، بل جاء في الوقت المناسب، كما أن الحظ لعب دوره عندما اختارتني المخرجة ليال راجحة للمشاركة في فيلمها «حبة لولو»، وعندما سألتها عن سبب اختيارها لي، قالت: لأنك تجسدين شخصية الدور الذي رسمته في ذهني». وزينة التي ترك فيها مسلسل «درب الياسمين» أثرا كبيرا؛ لأنه حمل رسائل إنسانية واجتماعية كثيرة كما تقول، تحب مقاربة العمل الإنساني والانخراط فيه: «لا أحب الانتساب إلى جمعيات خيرية، بل القيام بنشاطات وأعمال تصب في هذا الإطار، فهناك قصص كثيرة تستفزني وتدفعني للوقوف إلى جانب المرأة والمطالبة بحقوقها، وكذلك إلى جانب الأطفال المعوزين، فأتطلع للقيام بدور فعال في هذا الموضوع؛ لأنه يشكل نقطة ضعف بالنسبة إليَّ منذ صغري». وعما إذا لديها النية في المشاركة في عمل مسرحي، قالت: «أتمنى أن أحصل على فرصة قريبة، فلقد سبق ومثلت في مسرحية بعنوان (Psy) لمارسيل غصن، ولكنني أطمح حاليا للقيام بدور تمثيلي على المسرح يحاكي تطلعاتي». وعن طبيعة دورها في مسلسل «الشقيقتان» الذي سيعرض بداية العام المقبل، قالت: «هو دور يختلف تماما عما سبق وقدمته في عالم التمثيل، وأعتقد أن المشاهد سيكرهني نظرا إلى كمية الشر التي تلف الدور، فهو من النوع المركب، الذي يلزمه كثير من التحضير والعمل الدؤوب للانفعالات الكثيرة التي تتخلله».
مشاركة :