اختار صناعة العلامات التجارية، وبدأت قصته مع هذا الشغف بورشة صغيرة وبسيطة ما لبثت أن كبرت وتعاظمت قيمتها، وانتقل من دور الباحث عن التفاصيل إلى حامل لرسالة تحت عنوان نشر الوعي بالعالم العربي في أهمية بناء العلامة التجارية. ونظرًا لاهتمامه الكبير بهذا الاختصاص وعشقه المتفرد للإبداع ألّف نظامًا تحت عنوان "The Branding Wheels" عجلات صناعة العلامات، وتتابعت التأليفات التجارية في هذا الصدد كونه علمًا قائمًا بنفسه إلى أن حقق أحلامه. "منصة الرجل" زارت رائد الأعمال والقيادي زياد أورقنجي في شركته Brandship لتتعرف على إنجازاته المميزة، وكتبه في صناعة العلامات التجارية "الإيسام" كاسم عربي يجسد ذلك العلم ويشرح تاريخه ومفهومه ويعلم كيفية صنع استراتيجياته. من هو زياد طارق أورقنجي؟ زياد ابن لأبوين جميلين نشأت في كنفهما على حب الأشياء التي أعشقها فاتبعت شغفي الذي أوصلني للاهتمام بالفنون البصرية، إلى جانب الموسيقى التي داعبت روحي في سن مبكرة. البدايات والجرافيك كيف بدأت تلك الرحلة الفنية؟ في أثناء رحلاتي إلى أمريكا مع الأسرة بالمرحلة الثانوية تعرفت على "التصميم الجرافيكي" Graphic Design في استوديوهات ديزني، فانبهرت بالتصميم الجرافيكي، وساعدني الوالد على دخول الاستوديو بولاية فلوريدا التي صممت فيلم "The Lion King" الأسد الملك لأشاهد الفن الجميل، والرسم على الحاسوب. وعند عودتي للمملكة أخذني والدي لمطبعة الخطوط السعودية للتدريب باستخدام حاسب أبل ماكينتوش الملون فتعلمت التصميم الجرافيكي وبدأت أستوعب فرز الأفلام، والألوان وكيفية الطباعة. لماذا لم تتابع الدراسة في أمريكا؟ لم يكن هناك بعثات دراسية آنذاك، فقررت الدراسة في "كلية الفنون الجميلة والتصميم" جامعة أم القرى/ مكة المكرمة، وحصلت على البكالوريوس عام 1996م، واتبعت شغفي وحققت حلمي، بالرغم من درجاتي العلمية الجيدة جدًا في الثانوية. أول محطة فنية في حياتك؟ حصلت على أول وظيفة بقسم الديكور في شركة إيكيا، وكنت أول موظف سعودي فيها، لتصميم المناطق والزوايا لعرض منتجات إيكيا على كل أنواعها، أحببت العمل ونفذته بلمسة فنية مميزة. ومنها تعرفت على شركة سعودية للدعاية والإعلان. اكتشاف الفرق متى بدأ العمل في الشركة الجديدة؟ بدأت العمل عام 1999، بقيادة مجموعة من المبدعين الأستراليين، وعلى مدى خمس سنوات تعلمت الكثير منهم في مجال الدعاية والإعلان، واستقيت من خبراتهم في التصميم الجرافيكي والتنفيذ، وأعتبرها المحطة الأساسية في حياتي. خلال عملك ماذا اكتشفت؟ من خلال الشركة اكتشفت الفرق بين وكالات الدعاية والإعلان وبين الـ"Branding" لتصبح أوضح بالنسبة لي وتابعت فيها لأنها الشغف والعلم الذي أحببت. وانتقلت إلى عدة شركات للدعاية والإعلان، وعملت على تدريب طالبات الجامعة في جدة على "Graphic design". ريادة الأعمال متى أسست "Storyboard House" وماذا قدمت فيها؟ في تلك المحطة دخلت مرحلة ريادة الأعمال وأسست "Storyboard House" أونلاين التي تخدم شركات الدعاية والإعلان في 2004م ورتبت الشركة بكل متطلباتها من كُتّاب ورسامين، فكان العمل أونلاين على قدم وساق، إلى أن شعرت بأن ترتيب العمل الخاص أصبح مكتملاً. ما الذي دفعك لتأسيس شركة خاصة؟ هدف جميل راودني بأن أصل لعمر 30 عامًا ويكون لدي عملي الخاص، فأسست شركة "In Branding" في 2007م بالشراكة واستمرت 7 سنوات، وحققنا إنجازات كثيرة في السعودية. ما هي الإنجازات التي قدمتها للمجتمع آنذاك؟ قدمنا برنامجًا لتدريب الطلاب والطالبات سنويًّا، وكلما تخرجت مجموعة تضع تجربتها على الموقع الذي يخصنا. وبلغ عدد المتدربين من 2007م إلى 2014 ما يقارب 80 طالبًا وطالبة، منهم من نال وظيفة في مجموعتنا، ومنهم من عمل بأماكن أخرى وكانت مرحلة الخوض في المعنى الحقيقي لريادة الأعمال، ضمن إدارة العمل الخاص الذي تعلمت منه تجارب كثيرة فيها الخطأ والصواب، مع إدارة الجانب التقني والفني، ما دفعني للحصول على الماجستير في إدارة الأعمال 2009م ليعمل فصا الدماغ الأيمن والأيسر بوقت واحد بشكل جيد.
مشاركة :