على عكس التيار السائد، أجمع مترجمون على أن الذكاء الاصطناعي لا يمكنه أن يؤدي إلى اختفاء مهنتهم، بل على العكس، تمكن الاستفادة منه؛ لاسيما في الترجمة الآلية والعلمية، مع اعترافهم بأن التقنيات الحديثة ستترك أثرها بلاشك في مهنتهم. جاء ذلك خلال الجلسة التي نظمتها مكتبة محمد بن راشد، أول من أمس، تحت عنوان «رحلة الترجمة من القواميس الورقية إلى الذكاء الاصطناعي»، احتفاء باليوم العالمي للترجمة (الذي يصادف 30 سبتمبر)، بمشاركة الدكتور محمد آيت ميهوب، والدكتورة هناء صبحي، والشاعرة والمترجمة الإماراتية الهنوف محمد، إذ ناقشوا مسار تطوّر المهنة وتأثير التكنولوجيا فيها. وقالت الهنوف محمد عن واقع الترجمة في الإمارات تحديداً مقارنة بالدول العربية، إن حركة الترجمة الأدبية في الإمارات نشطة بشكل كبير، وهناك العديد من الجهات في أبوظبي ودبي والشارقة تولي اهتماماً بهذا المجال. وأضافت لـ«الإمارات اليوم» على هامش الجلسة أن الذكاء الاصطناعي سيلقي بآثاره على الترجمة، وقد يؤدي إلى تراجع دور المترجم بسبب الاتكاء على التكنولوجيا، مشيرة إلى أن الترجمة الأدبية تحمل في طياتها الحفاظ على النص، وكذلك روحه، ما يتطلب التمتع بالذكاء العاطفي والحسّ الإنساني، وهو ما يفتقده الذكاء الاصطناعي؛ ما يعني أن الترجمة كمهنة غير مهددة على الإطلاق. ورأت أن من الممكن الاستفادة من مزايا الذكاء الاصطناعي، كالسرعة واختصار الوقت في الترجمة الأولية، مع الحرص على أن تكون مرحلة تدقيق الترجمة بشرية، لاسيما أنها تحمل خصوصية فيما يرتبط بالمفردات، إذ إن لكل بلد قاموسه الخاص. من جهته، قال الدكتور محمد آيت ميهوب، إن الذكاء الاصطناعي بالطبع أثر في الترجمة، كما أثر في مختلف المجالات، وأوجد خوفاً لدى المتخصصين من أن يأخذ دورهم، لاسيما من يمارسون الترجمة الآلية، وفي بعض الدول هناك هلع وحركة للتصدي للذكاء الاصطناعي. وشدد على أن «كل التقنيات لا يمكنها أن تعوّض المجهود البشري وعقل المترجم، لأن الترجمة تحمل هامشاً كبيراً في الإبداع، فاللغة لها ظلال، وتحتوي على طبقات من المعاني، ومن يمارس الترجمة الإبداعية يجب أن يكون بداخله جزء من المبدع». ووصف آيت ميهوب الترجمة بأنها جسر بين البشر، ولا يمكن الاستغناء عمن يقوم بهذا الدور حتى في عصر الذكاء الاصطناعي، لافتاً إلى أنه في عام 1995 صدر تقرير عن واقع الترجمة في العالم العربي، أكد أن كل ترجمات العالم العربي لا تساوي ما قدمته اليونان في عام، وكان هذا بمثابة تنبيه إلى ضرورة الالتفات للترجمة، وتحركت العديد من الدول ودعمت مجموعة من المؤسسات، للتشجيع على الترجمة التي تعد اليوم على الطريق الجيد، ولكنها بعيدة عن المعيار العالمي. وأضاف «لابد من الالتفات إلى الترجمة العلمية التي تعاني نقصاً كبيراً، بينما الترجمة الأدبية وضعها جيد، ولكن يبقى السؤال الأهم: هل هذه الترجمات تُقرأ؟». من ناحيتها، قالت الدكتورة هناء صبحي، إن تقنيات الذكاء الاصطناعي قد حققت قفزات كبيرة في تسهيل عملية الترجمة، من خلال الأدوات الرقمية وبرامج الترجمة الفورية، مشيرة إلى أن الاعتماد الكامل على الذكاء الاصطناعي ليس حلاً بديلاً للمترجم البشري. تخوّف غير واقعي قالت المترجمة نور طلال، التي أدارت الجلسة، إن بعض المترجمين متخوفون من الذكاء الاصطناعي، معتبرة ذلك التخوف غير واقعي، لأن «العربية» لغة إبداع. الهنوف محمد: . الترجمة الأدبية في الإمارات نشطة بشكل كبير في ظل اهتمام العديد من الجهات بها. محمد آيت ميهوب: . كل التقنيات لا يمكنها أن تعوّض عقل المترجم.. ويبقى السؤال الأهم: هل الترجمات تُقرأ؟ تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news Share فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :