لبنان والأمم المتحدة يطلقان نداء عاجلا لإغاثة مليون نازح

  • 10/2/2024
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

بيروت – أطلق رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ومنسق الشؤون الإنسانية لدى الأمم المتحدة في لبنان عمران ريزا الثلاثاء نداء انسانيا عاجلا بقيمة 426 مليون دولار، وفق ما أعلنت الأمم المتحدة، لتلبية احتياجات قرابة مليون نازح جراء الغارات الإسرائيلية. وجاء في بيان عن مكتب تنسيق الشؤون الانسانية في بيروت "أطلق رئيس الوزراء نجيب ميقاتي ومنسق الشؤون الإنسانية في لبنان عمران ريزا النداء الإنساني العاجل للبنان بقيمة 426 مليون دولار لتلبية الاحتياجات الإنسانية العاجلة للمدنيين المتضررين والمتأثرين بالأعمال العدائية والتصعيد الأخير وما نتج عنه من أزمة إنسانية واسعة". وأطلق النداء العاجل في السراي الحكومي في بيروت، بحضور ممثلين عن منظمات الأمم المتحدة والدول الأعضاء والمجتمع الدولي والشركاء المحليين والدوليين. ووفق البيان "يهدف النداء الإنساني العاجل إلى دعم حوالي مليون شخص متضرر من الأعمال العدائية من خلال تلبية الاحتياجات الحيوية الأساسية في مجالات مثل الغذاء، والمساعدة الأساسية، والمأوى، والرعاية الصحية، والمياه، والخدمات البلدية". وأفاد بأنه "سيتم توجيه الأموال إلى الشركاء الإنسانيين الذين يتعاونون سويًا كجزء من الاستجابة الطارئة التي تقودها الحكومة". وفي كلمته الافتتاحية بمستهلّ الاجتماع، أعرب ميقاتي عن صدمته إزاء تصعيد الوضع وتداعياته الخطيرة على الشعب اللبناني. وقال "هذه لحظة حرجة تتطلب اهتماما وعملاً فوريًا من المجتمع الدولي"، وحثّ "جميع الدول على زيادة دعمها في تقديم المساعدات الإنسانية واستخدام نفوذها لوضع حد للعنف". من جانبه، حذّر منسق الشؤون الإنسانية الأممي المقيم في لبنان عمران ريزا، من أنه "دون الموارد المالية الكافية فإننا نترك شعبًا كاملًا في مواجهة كارثة إنسانية ونتخلى عن واجبنا ومبادئنا الإنسانية". وأشار أن "الموارد مهمة جدا، لكنها لن تحلّ بمفردها الأزمة بشكل كامل إذا استمر استهداف المدنيين"، مشددا على ضرورة "التحرك بسرعة وحزم لضمان حصول المتضررين على الدعم الأساسي الذي يحتاجون إليه". كما شدد ريزا على ضرورة أن "تفي جميع الأطراف بالتزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي، وتحديدًا ما يتعلق بحماية المدنيين وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية". وأضاف "هدفنا هو البناء على التعاون والتنسيق القوي القائم، من خلال العمل عن كثب مع الحكومة والوزارات الشريكة"، وفق البيان الأممي. وبحسب بيان لمكتب رئاسة الوزراء اللبنانية، حذّر ميقاتي في كلمته من أن لبنان "يواجه واحدة من أخطر المحطات بتاريخه مع نزوح نحو مليون من مواطنيه بسبب الحرب المدمرة التي تشنها إسرائيل على لبنان". وتابع "نعمل بشكل دؤوب بالتعاون مع المؤسسات التابعة للأمم المتحدة على تأمين الاحتياجات الأساسية للبنانيين النازحين، كما فعلنا خلال كل المراحل العصيبة التي مر بها لبنان". وأشاد بـ"الدعم المتواصل الذي تقدمه الأمم المتحدة، ودعم الدول العربية الشقيقة وغيرها من الدول الصديقة"، موجّهًا "النداء بشكل عاجل لتقديم المزيد من الدعم لتعزيز الجهود المستمرة في تقديم المساعدات الأساسية للمدنيين النازحين". وأردف ميقاتي "أنشأنا بالتعاون والشراكة مع مؤسسات الأمم المتحدة، إطارًا محددا وواضحا وفعّالا لضمان التأمين السريع والفعّال والشفاف لتقديم المساعدات الإنسانية". وناشد الممثلين الدوليين بـ"الاستمرار في الوقوف إلى جانب لبنان، ومساعدته في حماية أبناء شعبه بكرامة حتى يتمكنوا من العودة بأمان إلى منازلهم وبلداتهم" التي نزحوا منها. وأشار البيان الأممي أنه "منذ 17 سبتمبر الماضي، شهد لبنان ارتفاعا غير مسبوق في عدد الضحايا المدنيين وحركة النزوح، مما زاد بشكل كبير من العبء الهائل للعنف المستمر (المواجهات مع الجيش الإسرائيلي) لأكثر من 11 شهرًا". وأضاف "في الأسبوعين الماضيين فقط، فقدَ أكثر من ألف شخص حياتهم، وأُصيب أكثر من 6 آلاف آخرين، وتقدّر السلطات اللبنانية أن حوالي مليون شخص قد تأثروا مباشرةً أو نزحوا منذ أكتوبر 2023". وتابع البيان "تستمر هذه الأرقام المقلقة في الارتفاع، مما يزيد من تفاقم الأزمة التي أثقلت كاهل موارد البلد وبنيته التحتية المتضررة أساسًا، مما يؤثر بشكل خاص على الفئات الأكثر فقرًا التي تفتقر إلى الوصول إلى الخدمات الأساسية والاحتياجات الضرورية". وبيّن أنه "منذ 8 أكتوبر 2023، عمل المجتمع الإنساني بالتنسيق الوثيق مع الحكومة على تقديم الدعم الإنساني نتيجة تصاعد الأعمال العدائية". وفصّل أنه "قُدّمت مخصصات بقيمة 9 ملايين دولار أمريكي من صندوق الأمم المتحدة المركزي للاستجابة لحالات الطوارئ، و24 مليون دولار من الصندوق الإنساني للبنان في شهري أبريل وأغسطس 2024، بما في ذلك تخصيص بقيمة 10 ملايين دولار للاستجابة الإنسانية في جنوب لبنان". كما أفاد أنه "في سبتمبر الماضي، جرى تخصيص مبالغ إضافية بقيمة 10 ملايين دولار من الصندوق الإنساني للبنان، و10 ملايين دولار من الصندوق المركزي للاستجابة لحالات الطوارئ لتلبية الاحتياجات الأساسية للحياة ودعم جهود توسيع الاستجابة واستمراريتها". لكن البيان الأممي بيّن أن "هذه المساهمات غير كافية لمواجهة الأزمة الإنسانية الكارثية، حيث هناك نقص شديد في الموارد وحاجة ماسّة إلى مساهمات إضافية من المجتمع الدولي". وبعد ساعات من اطلاق النداء، طالب رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري الثلاثاء الأمم المتحدة بإنشاء جسر جوي لإيصال المساعدات الى قرابة مليون شخص شردتهم الغارات الإسرائيلية. ودعا بري، وفق بيان عن مكتبه الاعلامي، الأمم المتحدة الى "إنشاء جسر جوي يؤمن إيصال المواد الإغاثية"، مناشدا في الوقت ذاته منظمتي الصليب الأحمر الدولي واللبناني "القيام بواجباتهما لإيصال الإمدادات الغذائية والطبية الى اللبنانيين في الجنوب". ومنذ 23 سبتمبر الماضي، تشن إسرائيل "أعنف وأوسع" هجوم على لبنان منذ بدء المواجهات مع حزب الله قبل نحو عام، ما أسفر حتى صباح الثلاثاء عما لا يقل عن 1073 قتيلا، بينهم أطفال ونساء، و2955 جريحا، وفق بيانات السلطات اللبنانية، ووسط مخاوف من اندلاع حرب إقليمية.

مشاركة :