المجموعة الخامسة من برنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين أدوا العمرة واختتموا زيارتهم للمملكة إضافة ثانية وأخيرة

  • 5/5/2016
  • 00:00
  • 16
  • 0
  • 0
news-picture

أما إمام الحرم المكي الشيخ صالح آل طالب فقال ـــ خلال لقائه بالمستضافين في مقر إقامتهم بمكة المكرمة ــــ: أنتم أهل العلم، وأهل الفضل، وأهل البلاغ لدين الله ـــ عز وجل ــ، بل أنتم كما قال ابن القيم ــــ رحمه الله ـــ: الموقعون عن رب العالمين؛ فالذي يُصدر الفتوى، والذي يعلم الناس هو ناقل لحكم الله تعالى، ومبلغ لدين الله ـــ عز وجل ــ فهي مهمة عظيمة، ورغم أنها شرف كبير إلا أنها في الوقت ذاته تكليف عظيم، ومسؤولية كبيرة فنحن نبلغ للناس وللعامة دين رب العالمين، ونوقع في فتوانا كأننا نقول هذا ما قال الله، وهذا ما قال النبي ـــــ صلى الله عليه وسلم ـــ؛ فلذلك المسؤولية كبيرة علينا جميعاً. وعلى طلبة العلم، والمشايخ، والعلماء، والمفكرين، في كل أصقاع الأرض أن يكون فيما بينهم تواصل، وأن يكون بينهم التناصح، وأن يكون بينهم التعاون على البر والتقوى حتى نبلغ دين الله ــــ عز وجل ــ، كما أنزله ربنا ــ سبحانه وتعالى ــ. وأكد فضيلته على معنى التوحيد الخالص لله ــ عز وجل ــ، قائلاً: إن شهادة التوحيد (لا إله إلا الله، محمد رسول الله)، لا إله إلا الله، توحيد الله ـــ عز وجل ــ وإفراده بكل أنواع العبادة، وشهادة أن محمدا رسول الله معناها تصديقه ـــ صلى الله عليه وسلم ـــ فيما أخبر وطاعته فيما أمر، واجتناب ما عنه نهى وزجر، وأن لا يعبد الله إلا بما شرع، أي بما شرع الرسول ـــ صلى الله عليه وسلم ــ مبلغاً عن ربه، فذلك من تحقيق التوحيد، ومن تحقيق شهادة التوحيد أن نعبد الله ـــ عز وجل ــ وأن لا نتدين بدين إلا بما شرعه النبي ـــ صلى الله عليه وسلم ـــ وهذه مسؤولية العلماء، ومسؤولية طلبة العلم، والمفتين، أن يحرصوا على تنقية الدين مما علق به من الشوائب والتلبيس. ورأى فضيلة إمام الحرم المكي أن ما وصلت إليه الأمة الإسلامية اليوم من أوضاع، وما وصلت إليه من الضعف وتسلط الأعداء عليها والبعد عن دينها بسبب البعد عن المذهب الصافي وهو الكتاب والسنة، قال الرسول ـــــ صلى الله عليه وسلم ــــ: (تركت فيكم ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبدا كتاب الله وسنتي)، كتاب الله ــ عز وجل ــ محفوظ؛ قال تعالى: {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون} وسنة النبي ـــ صلى الله عليه وسلم ــ موجودة ورحم الله الأئمة العظام الذين بذلوا أوقاتهم وبذلوا أعمارهم في تنقية السنة وحفظها. وشدد فضيلة الشيخ صالح آل طالب على أن مهمة العلماء والدعاة إلى الله وطلبة العلم مهمة عظيمة قائلاً: إن مسؤوليتنا كبيرة أن نعود بالناس، ونعود بالأمة إلى النبع الصافي، مستشهداً وشارحاً لحديث النبي ـــ صلى الله عليه وسلم ـــ عن الطائفة المنصورة: (لا تزال طائفة من هذه الأمة منصورة لا يضرها من خذلها ولا من خالفها ...). وقال الشيخ صالح آل طالب : إن الدين الإسلامي دين السماحة واليسر، قال تعالى: {وما جعل عليكم في الدين من حرج } فالدين سهل ويسير لكن الناس عقدوه، ووضعوا عليه أغلالا، وأضافوا إليه ما ليس منه، فلنسهل الدين للناس ، ونبسط الدين للناس، فالدين يسير وسهل لا يحتاج لتعقيد، فعليكم أن تعيدوا الأمة والناس إلى الدين اليسير، الدين السهل، الدين الصافي، الدين الخالي من الشوائب والمحدثات ؛ فعلينا أن ننصح ونوجه ونرد الناس إلى المنهج الصافي المعتدل، ونبين للمسلمين، ولغير المسلمين رحمة هذا الدين، اللهُ ــ عز وجل ــ قال لرسوله محمد ـــ صلى الله عليه وسلم ــ: {وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين} العالمين؛ للمسلمين، ولغير المسلمين فوالله إن هذا الدين رحمة لغير المسلمين، كما أنه رحمة للمؤمنين، حتى الذي لم يوفق في دخول دين الله ـــ عز وجل ــ فهو في حماية الإسلام، ولقد عاشت طوائف من غير المسلمين في ظل الإسلام، وفي رحمة الإسلام وفي عدل الإسلام قروناً متواترة.

مشاركة :